انطلقت أشغال المؤتمر الدولي الخامس عشر حول فقدان داء المناعة المكتسبة (السيدا) في بانكوك، يوم الأحد 11 7 ,2004 بحضور أكثر من 17 ألف موفد من العالم أجمع تحت شعار تأمين العلاج. وكان هذا الداء قد حط رحاله بالمغرب منذ ما يقرب من 18 سنة، وسجلت أول إصابة سنة 1982 في شهر ماي، ليتضاعف عدد المصابين به إلى 1389 بحلول 31 ماي. ويقدر البرنامج الوطني لمحاربة داء السيدا، بمديرية علم الأوبئة لمحاربة الأمراض، عدد حاملي الفيروس بالمغرب ما بين 13000 و,16000 ويعتبر المغرب في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط الدولة الوحيدة التابعة للجهة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، التي تعقد لقاء سنويا تحت إشرافها، في إطار استراتيجية المقاربة الوبائية. وفي هذا الإطار قدر برنامج الأممالمتحدة بجنيف بناء على المعطيات التي توصل إليها البرنامج الوطني لمحاربة داء السيدا بالمغرب، إلى تقدير عدد حاملي الفيروس بالمملكة ب15000 حالة. ويستفيد المغرب من مبادرة استراتيجية (3 في 5) ، التي دشنتها منظمة الصحة العالمية في دجنبر، وهي المبادرة التي تستهدف توفير عقاقير مضادة للفيروسات لثلاثة ملايين مريض بداء المناعة المكتسبة بحلول عام ,2005 ويحصل 440 ألف شخص في بلدان نامية على العقاقير رخيصة السعر. هذه الخطوة جعلت المغرب أول بلد يستفيد من انخفاض الأسعار مع تقليص في ثمن الأدوية المضادة للمرضى بحوالي 60 في المائة، ومنذ سنة 2002 أصبحت جميع الأدوية المضادة للمرض معفية من الضرائب والرسوم، كما أن بعض المختبرات المستوردة لهذه المنتجات وافقت على التخلي على هوامش الربح المتعلقة بهذه الأدوية. وحسب آخر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، فإنه منذ الإعلان عن هذه الخطة حصل 40 ألف شخص فقط على العقاقير التي تساعد على بقاء المرضى على قيد الحياة، كما أنه ما زالت هناك حاجة لمبلغ 62 مليون دولار لمساعدة 56 دولة طلبت الاستفادة من المشروع. وكان وزير الصحة محمد الشيخ بيد الله قد أعلن في الندوة الصحفية التي أعطى فيها انطلاق أول حملة وطنية كبرى للتواصل الاجتماعي لمحاربة داء السيدا، أن كل المرضى يتابعون العلاج مجانا منذ ,1996 وتستهدف هذه الحملة شباب المغرب باعتبارهم الفئة العمرية الأكثر تعرضا للإصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة، أي بما يمثل 25 في المائة من الحالات المسجلة والمتراوحة أعمار أصحابها ما بين 15 و24 سنة. ومنذ ظهوره عام ,1981 أدى داء السيدا إلى وفاة أكثر من 20 مليون شخص، ويبلغ عدد الأشخاص المصابين في العالم 40 مليون، 37 مليون منهم من البالغين ومليونين ونصف مليون من الأطفال أقل من15 سنة. يذكر أن المؤتمر الدولي الخامس عشر ينظم مرتين في السنة الذي تحتضنه بانكوك، سيتعرض لمدى 6 أيام إلى الوضع في أماكن انتشار المرض في العالم، في حين تبعث الأدوية المضادة للفيروس أملا بإمكان التعايش مع المرض. عزيزة الزعلي