كشفت مصادر مطلعة أن المنظمة الإفريقية لمكافحة داء السيدا، وهي منظمة غير حكومية، سجلت، خلال الثمانية أشهر الأولى من هذا العام، خمس حالات جديدة للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة بالقنيطرة، من بين 1500 شخص خضعوا لفحص تلقائي، ولاختبار تحليل الدم. كما أثبتت تقاريرها المنجزة أن أكثر الطرق نقلا للمرض كانت عبر الاتصال الجنسي. وأفادت نفس المصادر أن أحد المصابين بداء فقدان المناعة لا يتجاوز عمره الأربع سنوات، فيما تعود الحالات الأربع المتبقية إلى فتيات تتراوح أعمارهن ما بين 20 و40 سنة، ليصل عدد الحاملين لفيروس هذا الداء، الذين تم اكتشافهم من قبل المنظمة منذ تأسيسها سنة 2005، إلى ما يقارب 12 حالة، مشددة على أن الأرقام المسجلة في عدد المصابين بالمرض وكذا الحاملين لفيروس هذا الداء مرشحة للارتفاع بالرغم من الحملات التي تقوم بها الجهات المسؤولة وفعاليات المجتمع المدني. ووفق معطيات «المساء»، فإن آخر حالة تم تسجيلها كانت خلال شهر غشت الماضي بشاطئ مهدية، إبان الحملة التحسيسية التي قامت بها المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا بالمنطقة، والتي وزعت فيها المنظمة ما يفوق 30 ألف عازل طبي خلال عشرة أيام فقط، حيث كشف التحليل الأولي الذي خضع له مجموعة من الشباب، من الجنسين معا، إصابة شابتين بهذا المرض، قبل أن تثبت الفحوصات المجراة لاحقا على نفس الفتاتين خلو إحداهما من هذا الداء. وقالت المصادر إن بعض الحالات التي تم تسجيلها، رصدت بمقر فرع المنظمة بالقنيطرة، فيما اكتشف الباقي خلال الحملات التي كانت تقودها الوحدات المتنقلة التابعة لنفس المنظمة بمختلف الجهات بالإقليم، مشيرة في هذا السياق، إلى أن بعض الحالات تعود إلى فتيات يقطن بالبوادي والقرى المجاورة لمدينة القنيطرة، كما أثبتت التقارير المنجزة أن أكثر الطرق نقلا للمرض هي الاتصال الجنسي، مؤكدة أن المنظمة، التي تستعد لتخليد اليوم العالمي للسيدا في الفاتح من دجنبر القادم، أضحت تتكفل بتأمين العلاج المجاني لجميع المرضى، بعد أن أحالت المصابين للعلاج من طرف دكاترة الطب الباطني بمستشفى «السويسي» بالرباط. وفي موضوع ذي صلة، أبدى مصدر مسؤول تخوفه من التزايد المهول في عدد العاملات في مجال الجنس بالقنيطرة، وقال إن من شأن ذلك أن يضاعف احتمالات الإصابة بداء «الإيدز»، سيما في ظل الصعوبات التي تلاقيها الجمعيات في اختراق هذه الفئة عبر حملاتها التوعوية. وأشار المصدر إلى أن المنظمة الإفريقية لمكافحة داء السيدا، وفي محاولة منها لتجاوز هذا العائق، عمدت إلى الاستعانة بمتدخلات الميدان، ممن يمتهن هن أيضا الدعارة، لكنهن ملتزمات بحضور الأنشطة التواصلية التي يحتضنها مقر المنظمة، وحريصات على العمل بتوجيهات المسؤولين به، ولا يتوانين في القيام بدور المرشدات في أوساط العاهرات، ودعم أنشطة المنظمة التحسيسية بينهن.