بشر الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال الخطاب الذي تحدث فيه عن حالة الاتحاد خلال الأيام القليلة الماضية بقناة فضائية جديدة موجهة إلى العالم الإسلامي، ناطقة بالعربية، سيكون الهدف منها بالأساس محاربة القنوات الفضائية التي تدعو إلى الكراهية، وتحرض على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتفضح تحركاتها في المنطقة. وكان إعلان الرئيس الأمريكي مجرد دعم معنوي كبير يقدمه للقناة السابق ذكرها، ذلك أن جميع التدابير اللازمة لإطلاق القناة تم اتخاذها قبل شهور طويلة، منذ أن علمت الولاياتالمتحدة أنها خسرت الحرب الإعلامية في المنطقة الإسلامية والعالمية خلال عدواني أفغانستان والعراق. وقد أعلنت صحيفة الوطن السعودية أن العديد من شباب العرب والمسلمين قد تقدموا للعمل كمذيعين وفنيين في قناة الحرة الفضائية الأمريكية، وأن هذه القناة ستبدأ بثها التجريبي في مارس المقبل على القمر الصناعي المصري نايل سات وذلك بعد موافقة المسؤولين عن القمر الصناعي المذكور على ذلك البث. وحتى تتم مخاطبة جميع البلدان العربية باللغة التي يفهمونها حرص المسؤولون عن القناة على التذكير بأن توزيع الوظائف داخل القناة سيتم بشكل متواز (الكوطا) حتى تكون أغلب الدول العربية ممثلة داخلها. وادعى مؤسس القناة اللبناني/الأمريكي موفق حرب أن الحرة لا يمكن تصنيفها ضمن خانة الإعلام الموجه الذي تهدف الولاياتالمتحدةالأمريكية من ورائه إلى خلق رأي عام يتوافق مع وجهة نظرها بخصوص سياساتها في المنطقة العربية الإسلامية بشكل خاص. وزعم حرب في برنامج من واشنطن الذي بثته قناة الجزيرة الأسبوع الماضي أن قناة الحرة هي قناة إعلامية مستقلة، تهدف إلى أداء رسالتها الإعلامية باستقلالية تامة عن أية دولة مشيرا إلى أن الأخبار التي انتشرت بخصوص كونه أداة العمل الأمريكي الإعلامي في المنطقة العربية الإسلامية مجرد إشاعات لا أساس لها. وأكد أن القناة لن تستعمل ضمن مفرداتها فلسطينالمحتلة، أو المقاومة العراقية، وستستعيض عن ذلك بالحديث عن أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، وعن أعمال التخريب فيما يرتبط بالمقاومة العراقية، وذلك بعد أن أحرجه صحافي الجزيرة حافظ الميرازي الذي يقدم البرنامج، بخصوص هذه النقطة بالذات. وكانت الصحف اللبنانية التي صدرت الأسبوع الماضي قد شنت حربا قوية ضد موفق حرب، وقالت إن الولاياتالأمريكية لن تعتمد في المرحلة المقبلة على عدنان الباجه جي-رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العراق- أو الشيعة أو الخليجيين أو غيرهم، بل إنها ستعتمد فقط على موفق حرب باعتباره حامي المصالح الأمريكية في المنطقة العربية، عبر خلق رأي عام يوافق النزوات الأمريكية. ومعلوم أن موفق حرب هو أيضا مؤسس إذاعة سوا التي بدأت بثها في المغرب قبل شهور، والتي تروج للنظرية الأمريكية بحيث أجمعت جميع الصحف أنها أداة اختراق إعلامي للوطن العربي ومن ضمنه المغرب. أحمد حموش