من أجمل المناظر التي يمكن أن تراها في المغرب، هو منظر العائلات المغربية وهي مجتمعة في محطات الحافلات لتوديع أفراد عائلاتهم الذين قدر لهم أن يكونوا من الحجاج هذا العام، وهم يستعدون للذهاب إلى المطار. فريضة الحج هاته، والتي تعد من أعز الفرائض وأقربها إلى قلوب المسلمين تبعث في النفس شعاع الفرح والسعادة العظمى بزيارة أطهر مكان على وجه الأرض، كما أنها تبعث الإحساس بالفراق الذي سيتجسد في غياب الحجاج طيلة شهر تقريبا. ولذلك تختلط في هاته المحطات الأناشيد والأهازيج الشعبية -التي تمجد الحج وتدعو للحجاج بالتوفيق في أداء المناسك والعودة السليمة-بالدموع التي تذرف بسخاء في مثل هذه المناسبات بسبب الفراق الذي سيحل بالعائلة وبعض عناصرها طيلة شهر في ذاك المكان البعيد/القريب. وإذا سألت تلك العائلات عن هذه الحالة العجيبة، سيقولون لك إن مما يهون عليهم ألم الفراق هو أنهم سيستمتعون برؤية أفراد عائلتهم من الحجاج على شاشة التلفزة التي اعتادت أن تبث روبورتاجات عن أحوالهم كل عام. ولمعرفة جديد المخطط الذي أعد لمواكبة موسم الحج هذا العام حاولنا الاتصال ببعض المسؤولين عن التلفزة الوطنية، لكن تعذر ذلك، وكل ما استطعنا الحصول عليه من طرف بعض الزملاء هناك هو أن التلفزة ستبث خلال موسم الحج الحالي ثلاث عشرة مراسلة من الديار المقددسة طيلة شهر تقريبا، هي عبارة في مجملها عن استطلاعات حول شؤون الحجاج الميامين، الهدف منها الاطلاع على أحوالهم، ومعرفة أخبار أدائهم لمناسكل الحج. يضاف إلى ذلك أن التلفزة ستبث أيضا لحظات أداء مناسك يوم عرفة، إلى جانب مراسلة خاصة حول الاستقبال الذي سيجمع الوفد الرسمي الوطني مع الحجاج المغاربة. وهذا ما يعني بصفة عامة أن المخطط التلفزي لمواكبة موسم الحج الحالي هو نفسه الذي كان من قبل. لذلك نعتقد أنه من الواجب التذكير بأن بذل المزيد من المجهودات في هذا الإطار أصبح أمرا ضروريا لتحقيق التواصل المطلوب بين مكة والمغرب، من ضمنها يمكننا أن نذكر: -ضرورة زيادة عدد مراسلات الحج التي تعدها البعثة التلفزية التي توجد هناك. -مضاعفة الحصة الزمنية المخصصة لكل مراسلة. -إعداد استطلاعات عن الأماكن الإسلامية المقدسة التي توجد داخل السعودية. -إجراء برامج خاصة توضح الظروف العامة التي تجري فيها عملية الحج. -إنشاء برنامج يقدم النصائح للحجاج المغاربة على اعتبار أنهم يشاهدون وهم بعيدا عن الوطن، قناتهم الوطنية. هذا إلى جانب الاقتراحات التي يراها المسؤولون ضرورية لإعطاء نفس جديد لأداء تلفزتنا الوطنية، والتي أصبحت أكثر إلحاحا منذ أي وقت مضى. أحمد حموش