شهدت الشهور الأربعين الماضية تكثيفا إسرائيليا في استهداف المؤسسات التعليمية الفلسطينية ومنتبيها من طلبة وموظفين. فقد أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أن قطاع التعليم الفلسطيني تكبد خسائر فادحة خلال انتفاضة الأقصى الحالية وحتى نهاية العام المنصرم، مشيرة إلى أن عدد الشهداء من الطلبة والمعلمين بلغ 646 شهيدا. وأوضحت في آخر تقرير لها حول الخسائر التعليمية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى حتى نهاية الشهر الماضي أن بين الشهداء 24 معلماً، و421 من طلبة المدارس و194 طالبا جامعيا، و7 موظفين، فيما بلغ عدد المعتقلين من الأسرة التربوية 1232 معتقلاً؛ منهم 133 معلما، و360 طالب مدرسة، 710 من طلاب الجامعات، و29 موظفا، في حين بلغ عدد الجرحى أيضاً 4324 جريحا، منهم 51 معلماً، و3018 طالب مدرسة، 1245 طالبا جامعيا، و10 موظفين. وجاء في التقرير أن عدد المدارس التي تضررت جراء الاعتداءات الإسرائيلية بلغ 489 مدرسة، حيث تم إغلاقها وتشويش الدراسة فيها نتيجة حظر التجوال والحصار وإغلاق المناطق، إضافةً إلى تعرض 1289 مدرسة للإغلاق منذ بداية انتفاضة الأقصى. تدمير المدارس كما تعرضت 282 مدرسة للتدمير، نتيجة القصف بالصواريخ أو الدبابات منذ اندلاع الانتفاضة، وتم إغلاق 9 مدارس، من ضمنها 3 مدارس تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية وهي مدارس أسامة بن المنقذ وبنات جوهر ومدرسة المعارف في الخليل. وأشار التقرير إلى أن إجمالي الخسائر المادية التي تعرضت لها الجامعات والكليات والمدارس الفلسطينية، التابعة للقطاع التعليمي، بلغ نحو قرابة 10 ملايين دولار،حيث تكبدت الجامعات والكليات الفلسطينية جراء التدمير الإسرائيلي الممنهج والمبرمج عليها 4.85 مليون دولار، كما بلغت الخسائر في المدارس الفلسطينية 5.2 مليون دولار. وحسب التقرير لم تسلم مباني وزارة التربية والتعليم العالي ومباني مديرياتها من آلة الدمار الإسرائيلية، فدمر عدد من السيارات وأجهزة الحاسوب، وأتلفت الأقراص الصلبة والمرنة التي تحتوي على العديد من المعلومات، إضافةً إلى تدمير الأثاث وجرف الجدران، وقدرت الخسائر التي تكبدتها مباني وزارة التربية والتعليم حتى الثامن عشر من شهر حزيران 2002 حوالي 2.615.643دولار. وتطرق التقرير إلى الأساليب التي استخدمها الاحتلال في اعتداءاته على المؤسسات التعليمية، حيث اقتحمت قوات الاحتلال جامعة بيت لحم في الثامن من كانون الأول 2002، وحاصرتها وألقت قنابل الغاز المسيل للدموع، كما أتفلت الأثاث والأبواب والشبابيك وأجهزة الكمبيوتر، وأتلفت 245 كتاباً، عدا عن مكوثها هناك لمدة خمسة أيام متواصلة. ونوه التقرير أيضاً إلى مجموعة من الاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية لمجموعة من الجامعات الفلسطينية، مثل جامعة النجاح، وجامعة الخليل، وجامعة البوليتكنك. أضرار الجدار وأكد التقرير أن 2898 طالباً وطالبة، من محافظات جنين وطولكرم وقلقيلية، تضرروا جراء إقامة جدار الفصل العنصري، الذي حول المدن الفلسطينية إلى كانتونات، منعت تواصل الطلبة مع مدارسهم، وبلغ عدد المتضررين من أولئك الطلبة في جنين إلى 890 طالبا، و1875 في طولكرم، و133 في قلقيلية. ويحول جدار الفصل العنصري الذي تشرع قوات الاحتلال باستكمال بنائه، دون تواصل الطلبة بمدارسهم، ودون تواصل المواطنين أيضاً، حيث يقطع أوصال الأراضي الفلسطينية عن بعضها البعض، ويمنع تنقلات الطلاب وتوجههم إلى مدارسهم، كما يؤثر بشكل جلي وملموس على حياتهم التعليمية. 205 شهيدات من جهته قال الدكتور عبد الرحمن برقاوي، مدير عام وزارة الصحة إن 205 من النساء قد قضين شهيدات برصاص الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة قبل ثلاث سنوات، مؤكدا أن المرأة الفلسطينية تتعرض لأبشع الاعتداءات الإسرائيلية وتنتهك حقوقها. وأشار إلى ولادة العديد من النساء على حواجز الاحتلال العسكرية عند مداخل القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية نتيجة منع جنود الاحتلال وصولهن إلى المستشفيات للولادة، موضحا أن عدد السيدات الحوامل اللاتي اضطررن للولادة على الحواجز العسكرية بلغ حوالي 55 حالة ولادة، توفي خلالها 33 جنينا بسبب تلك الممارسات اللاإنسانية، والتي تعد انتهاكا صارخا لحقوق المرأة الفلسطينية ومخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة. غزة – عوض الرجوب