كانت مدينة مكناس، عاصمة جهة تافيلالت، باعتبارها مصنفة من لدن اليونيسكو تراثا عالميا للإنسانية على موعد يومي 6 و7 ماي الحالي، مع الأوراش التشاورية الثانية من برنامج المذكرة 21 المحلية، وقد أثمرت هذه المحطة، من برنامج المذكرة ,21 باعتبارها تجربة فريدة من نوعها في مجال التخطيط الحضري التشاركي بالمغرب، تأسيس شبكة من الكفاءات والفعاليات المحلية القادرة على تحديد الرهانات والتحديات التي تواجهها مدينة مكناس، انطلقت أشغالها قبل سنتين بمرحلةالتشخيص البيئي (المعروف أيضا بتشخيص المدينة) واعتماد الميثاق الحضري، تلتها مرحلة تنظيم الأوراش التشاورية الأولى في 30 31 يناير وفاتح فبراير ,2003 التي أفرزت مجموعات عمل انكبت طيلة السنة الماضية عبر تنظيم 9 ورشات وخلال 27 يوما من العمل، من بلورة برنامج عمل جماعي لفائدة المدينة، تم تقديمه أرضية اشتغال انكبت عليها أوراش التشاور الثانية يومي 6 و7 ماي الجاري، حيث انكبت الورشة الأولى على محور تدبير الموارد المائية في خدمة التنمية المستدامة، وبخصوص الورشة الثانية فتدارست محور تثمين الثرات التاريخي وآفاق التنمية، وهمت الورشة الثالثة محور تحسين إطار العيش والنهوض بالمدينة كقطب جهوي، واعتبرت الورشات التشاورية محطة حاسمة في إغناء مشروع المذكرة 21 المحلية بالمقترحات وتحدي الإجراءات ذات الأولوية وتصنيف المتدخلين الرئيسيين المحتملين، وتحدي الإطار التنظيمي والتشاركي، والمصادقة على مراحل الإنجاز والمتابعة وتنفيذ الإجراءات المنظمة في مخطط العمل الذي سيعهد إلى فريق عمل لترجمة البرنامج على أرض الواقع، وصياغة مؤشرات تحدد مدى تحقق النتائج التي سيتم عرضها في محطة مقبلة على مجموعات العمل الموسعة في ورشات تشاورية جديدة من أجل متابعة مراحل التنفيذ والتقويم والرصد. وفي تصريح ل "التجديد"، أكد المنسق المحلي لمذكرة 21 المحلية، السيد ياسر بنعبدلاي، عن تفاؤله بعد النجاح الذي عرفته الأوراش التشاورية الثانية، لا من حيث حجم ونوعية الحضور الذي فاق توقعات اللجنة المنظمة، ولا من حيث سير أعمال الورشات التي انخرطت فيها مختلف القوى المحلية، وفي مقدمتها الجماعات المحلية، ومصالح الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، والجامعة ووسائل الإعلام، معتبرا أن مقاربة المذكرة 21 كأداة للتنمية المستدامة لمدينة مكناس، منهجية تشاركية تؤسس لثقافة جديدة قائمة على الشراكة والمساهمة التي تهدف إلى إذكاء روح المسؤولية لدى الفاعلين في التنمية المحلية، وتشجيع المشاركة الإرادية المواطنة، معبرا عن أمله في تحقيق حلم ساكنة مكناس سنة ,2005 حتى تكون المدينة في الموعد لتحقيق المبادئ التي أطلقتها منظمة الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، عبر المذكرة ,21 التي تشمل حوالي 6500 مدينة في العالم، وأكد المنسق المحلي أن الرهان في تحقيق هذا الأمل موكول للمؤسسات الفاعلة المعنية بالتنفيذ، وفي مقدمتها الجماعة الحضرية باعتبارها الشريك الاستراتيجي بالنظر إلى المهام المنوطة بها بصفتها المسير الرئيسي للمدينة، وفي هذا الصدد قال محمد فهمي، ممثل الجماعة الحضرية في برنامج المذكرة 21 المحلية، إن انخراط مجلس الجماعة كشريك أساسي في البرنامج، بل يعتبره عملا يدخل في مجال التأطير والتوجيه والدراسات وإعداد البرامج التي تساهم في التنمية المستدامة للمدينة، وتحقيق الديمقراطية التشاركية، وتعزيز المعطيات التي تتوفر عليها الجماعة وإثرائها بشكل مستمر، وأضاف محمد فهمي أن التقرير الذي قدمه حول نتائج أشغال المذكرة 21 في الدوة العلمية الثامنة للعواصم المدن الإسلامية المنظمة بدبي الشهر الماضي لقي استحسانا وتقديرا من لدن مختلف الدول الإسلامية المشاركة. وفي حديثهما ل >التجديد< أكد كل من إدريس العلمي مهندس بالجماعة الحضرية لتولال وفاطمة الدغموسي مهندسة بقطاع الصحة، باعتبارهما عضوين في مجموعة العمل، أن منهجية الاشتغال في برنامج مذكرة 21 مكنت من فتح نقاش واسع مع جميع الفاعلين المعنيين بالتنمية المحلية بغرض بلوغ نوع من الانسجام والاتفاق حول رؤية موحدة لمستقبل المدينة، معتبرين أن طريقة العمل كانت علمية وحضارية أفرزت مشروعا متكاملا يشرف المدينة ويحدد نظرة مشتركة لإحقاق تطورها في سياق مؤسساتي يقتضي أن ينخرط فيه الجميع بتلقائية ومسؤولية. يشار إلى أن هذه المحطة حضر جلستها الافتتاحية أزيد من 400 من الفاعلين والمهتمين بالتنمية المستدامة لمدينة مكناس أعطى انطلاقتها وزير إعداد التراب الوطني والماء والبيئة، وبحضور رئيس القاعة الحضرية لمدينة مكناس، ورئيس مجلس جهة مكناس تافيلالت، وممثل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، والمنسق الوطني لمذكرة .21 سعيد مندريس