أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، أن ما يمس بمصداقية الباكالوريا هو التلاعب في النقط التي يمنحها الأساتذة للتلاميذ في المراقبة المستمرة، إضافة إلى حالات الغش، نافيا أن يكون لحادثة تسريب امتحان مادة (الرياضيات) أية تداعيات سلبية على مصداقية شهادة البكالوريا، موضحا أنه على العكس من ذلك فإن جميع الإجراءات المتخذة تعزز من مصداقية الباكلوريا. وكان البرلمان بمجلسيه، بسبب هول الحدث، برمج 13 سؤالا موجها للوزير، سبعة منها بمجلس المستشارين، وستة أسئلة أخرى بمجلس النواب، إضافة إلى استدعاء بلمختار إلى لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، التي تجنب فيها المسؤول الحكومي الحديث عن الموضوع، معللا ذلك بدعوى أن التحقيق لا يزال جاريا، وأن أي حديث عن الموضوع سيكون عبارة عن تسريب لمعطيات حول التحقيق. وكشف بلمختار، خلال جوابه على موضوع تسريب الامتحانات في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، الثلاثاء 23 يونيو 2015، عن شمول التحقيق في تسريب الامتحان جميع مراكز الامتحانات البالغ عددها 1600 مركزا، و82 نيابة للتعليم، و16 أكاديمية للتعليم، مضيفا أن وزارة الداخلية بدورها تحقق وتبحث عن المسؤولين عن التسريب، موضحا أن الكشف عن المسؤولين عن التسريب سيأخذ وقتا طويلا، في الوقت الذي ليست لدى الوزارة أية أدلة على الجهة التي تقف وراء تسريب. وهاجم الوزير، ظاهرة الغش في الامتحانات، التي قال إنها أصبحت مشكلة اجتماعية حقيقية، لا تتحمل فيها وزارة التربية الوطنية وحدها مسؤولية شيوعها، موضحا أن المسؤولية تقع كذلك على عاتق الآباء والمسؤولين السياسيين والجميع، معتبرا أحسن وسيلة لمحاربة الغش هي التخليق ومساهمة الأطر التربوية والإدارية وإعادة النظر في منظومة التقييم ككل، بالتقييم بناء على الكفاءات، وليس إعادة التلميذ لما تم تلقينه. وأكد المسؤول الحكومي، أن أولى تدابير وزارته هي تخليق المدرسة، موضحا أن وزارته تحاول تطوير وسائل مراقبة الغش وتسريب الامتحانات مع تطور التكنولوجيات الحديثة.