أكد الخبير الاعلامي يحيى اليحياوي أن "سوق الاشهار تطاله وضعية احتكارية خطيرة جدا يجب الانتباه إليها " وشدد على أن كل المؤشرات التي تعتمدها المنظمات الدولية تشير إلى ما سماه ب " لاحكامة" في الممارسة الإشهارية بالمغرب نتيجة غياب المنافسة الحرة والشفافية. واعتبر اليحاوي أن الإناء الإشهاري جد متواضع إن لم يكن ضعيفا، جعله عرضة لاحتكار شبه مطلق وممركز بين ثلاثة أطراف هم المعلنين و الوكالات الإعلانية والمنابر الإعلامية. وأوضح أستاذ المعهد العالي للإعلام والاتصال خلال مداخلته في اليوم الدراسي الذي نظمته فرق الأغلبية حول ممارسة وآفاق تطوير قطاع الإشهار يوم الاربعاء 10 يونيو 2015 بمجلس النواب، إلى أن هذا الاحتكار ليس بالقانون monopole de droit بل هو احتكار بالفعل monopole de fait مما يسبب اختلالا في السوق وخللا في الممارسة نتيجة وجود لوبيات و وحالات فساد . ونبه اليحياوي إلى أن الوضعية الاحتكارية تولد نوع من شطط الهيمنة abus de position dominante ويصبح المحتكر متحكما في الأثمان وفي نوعية المنابر…ولا أحد يمكن أن يحاسبه. وأضاف اليحياوي إلى أن " الاحتكار يقتل سبل الإبداع" وهو ما يظهر جليا في بعض الوصلات الإشهارية التي تبث في الإعلام والسمعي والمرئي. ودعى اليحياوي إلى تحمل الدولة مسؤوليتها في مكافحة الاحتكار opérations antitrust . كما اعتبر الخبير الإعلامي أن طبيعة العلاقة بين المعلنين و الوكالات الإعلانية والمنابر الإعلامية هي ضبابية وتخضع إلى أهواء المعلنين ووكالات الإشهار ولا ترتكز على معايير مما يجعل الأسعار والشروط المطبقة غير معروفة. وبخصوص اللغة المستعملة في الاشهار لمح اليحياوي إلى أن الإعلانات المصاغة بالفرنسية هي موجهة لفئة معينة في حين أن الوصلات الإشهارية المصاغة بما سماه "الدارجة السوقية والهحينة" تكون موجها إلى شرائح أخرى. وأكد الخبير الإعلامي أنه لا ينتظر " من الذي يدافع عن الدارحة الهجينة و الفرنسية سيمرر إشهارا باللغة العربية الفصحى وبالتالي توظف اللغة لتمرير موقف وليس رسالة إشهارية لها بعد تجاري لأن اللغة حمالة لرموز وقيم.