أثار التراجع الرسمي الفلسطيني عن طلب استبعاد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم من الاتحاد الدولي للكرة "فيفا" سخطاً واسعاً في الأوساط المؤيدة للحقوق الفلسطينية في أوروبا والعالم. وكان رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب قد أعلن الجمعة 29 ماي 2015 عن سحب طلب التصويت على تعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم المنعقدة في مدينة زيوريخ السويسرية. وفي غضون ذلك لم تتوقف الحملات المدنية المطالبة بعزل المنتخب الإسرائيلي والفرق الإسرائيلية من الملاعب الدولية، رغم إعلان الرجوب سحب طلب الاتحاد الفلسطيني. وتواصلت في الساعات التي أعقبت إعلان الرجوب عن سحب الطلب حملات جمع التوقيعات على العرائض التي تطالب بمنع الجانب الإسرائيلي من المباريات الدولية، فتم جمع آلاف التوقيعات تأكيداً لاستمرار الضغوط الجماهيرية والمدنية التي سبقت تحرك الجانب الفلسطيني الرسمي. وحصدت عريضة إلكترونية على منصة "أفاز" للمجتمع المدني خمسة آلاف توقيع إضافي مساء الجمعة بعد إعلان الرجوب ليصعد عدد الموقعين عليها إلى خمسة وخمسين ألفاً. ويتداول ناشطون من بلدان متعددة حول العالم تعليقات لاذعة على الأداء الرسمي الفلسطيني في زيوريخ، وعبّر بعضهم عن ذهولهم من صور المصافحة الودية بين رئيسي اتحادي الكرة الفلسطيني والإسرائيلي. وعلّق وسام أبو الهيجاء، وهو أحد المبادرين بحملة الضغط لمحاصرة الاحتلال في ملاعب العالم، في تعليق إلكتروني له قائلاً: "علينا أن نصارح الشعب الفلسطيني بأنّ هذه الخطوة (إعلان الرجوب) هي صفعة للجهود المدنية لعزل الاحتلال". وكانت متظاهرتان قد نجحتا في الوصول إلى قاعة انعقاد مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيوريخ بعد بدء أعماله، وطالبتا بطرد الفرق الإسرائيلية من ملاعب العالم. وعلَّق أبو الهيجاء على ذلك بالقول: "ممثلو فلسطين الحقيقيون هم من يواصلون الضغط على الاحتلال لعزله وليس من يلقون له بطوق النجاة في كل مأزق"، كما كتب في تعليقاته. واستمرت حملات الضغط في نشر موادها وملصقاتها ومنها صورة صبية فلسطينيين يلعبون الكرة في مواجهة الجدار التوسعي الاحتلالي في الضفة الغربية، وملصق بالإنجليزية يدعو إلى "إبراز البطاقة الحمراء للأرباتهيد (نظام التفرقة العنصرية) الإسرائيلي".