طالبت منظمة إيطالية تدعى ارتيكيلو 5 أون تورن بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المغاربة المحتجزين لدى جبهة البوليساريو في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر) منذ ما يفوق العقدين من الزمن، وأعلنت المنظمة طلبها هذا في أعقاب ندوة نظمتها في مدينة بونتريمولي (شمال إيطاليا) تضامنا مع المحتجزين. ودعت المنظمة كلا من الجزائر وجبهة الانفصاليين إلى وضع حد بسرعة للمأساة الإنسانية التي تسببا فيها، وللتحسيس بالقضية دوليا بعثت الجهة نفسها ببرقية إلى بابا الفاتيكان والأمين العام الأممي كوفي عنان. وجاء في تدخلات لأعضاء المنظمة، التي يعني اسمها الفصل الخامس في إشارة إلى الفصل الخامس من اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، أنه بالنظر إلى ما ارتكب ويرتكب في مخيمات الذل فإن المنظمة لا تملك أن تتجاهله أو تصمت عنه. وفي فرنسا المجاورة لإيطاليا، أدان تكتل جمعيات حقوقية -تضم في عضويتها بعضا من ضحايا البوليساريو- تصرفات منظمي ندوة أوروبية عقدت أخيرا في فرنسا أيدوا خلالها الانفصاليين، وجاء في رسالة بعثها التكتل إلى المنظمين بوصفنا ضحايا للبوليساريو فإننا نعد ما قمتم به مساندة للتعذيب الذي مارسه هؤلاء في حق إخواننا في مخيمات تندوف، وأضاف قائلا يجب أن يعلم من يعتبرون أنفسهم أصدقاء للجبهة أنهم بسلوكهم هذا يساهمون في الإبقاء على معاناة آلاف الأسر التي تشتت شملها باحتجاز معيليها وترحيل أطفالها قسرا إلى كوبا. وتجدر الإشارة إلى أن تحركا جمعويا قويا بدأت تعرفه دول أوروبا خاصة في الشهور الأخيرة، ويصب في اتجاه فضح أعمال زمرة الانفصاليين اللإنسانية وتلاعباتهم بالمساعدات الإنسانية التي تقدم للاجئين، وضمن هذا التحرك توجد منظمة فرانس ليبرتي وهي منظمة فرنسية غير حكومية تترأسها أرملة الرئيس السابق فرانسو ميتران، وقد دعت الجهات التي تمنح مساعدات للجبهة - وضمنها الاتحاد الأوروبي - إلى أن تتحقق من مصير المساعدات، سيما وقد تبين بالملموس وبشهادات أطراف محايدة في الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية أن المساعدات تصرف في غير محلها، ويستولي عليها قادة الجبهة، ومن بين الأطراف المحايدة منطمة فرانس ليبرتي التي سبق لها أن أعدت تقريرا عقب جولة تحقيق أجرتها في تندوف، وتأكد لها - فضلا عما قيل آنفا- ما يرتكب في حق المحتجزين من خروقات جسيمة لحقوق الإنسان كممارسة أنواع التعذيب عليهم وإجبارهم على إنجاز أشغال شاقة لتشييد البنية التحتية لمخيمات اللاجئين. محمد بنكاسم