شهد اليوم الثالث لمهرجان الناظور للسينما والذاكرة المشتركة ، تنظيم ندوة حول "إفريقيا والدين الاستعماري"، تطرق المتدخلون خلالها للمشاكل التي تعاني منها القارة والتأثير الذي خلفهه الاستعمار بالمنطقة. وقال الصحفي السوداني طلحة جبريل، في الندوة التي تم تنظيمها صبيحة الأربعاء 6 ماي 2015 ، أن الاستعمار خرج مبكرا من القارة الافريقية " وكان من المفترض أن يبقى لفترة أطول لأن الذين قاتلوا الاستعمار وناضلوا ضده لم تكن لديهم فكرة واضحة عن الدولة الوطنية لما بعد الاستقلال" . وأشار جبريل خلال الندوة التي حضرها مجموعة من الحقوقيين والباحثين الأكاديميين من الدول المغاربية، وأخرى أوروبية، أن الأنظمة التي تسلمت الحكم بعد الاستقلال، كانت "أبشع بكثير" من الدول الاستعمارية. وفي معرض حديثه عن أوضاع بلده السودان، اعتبر جبريل أن النخبة السودانية كانت أفضل نخبة في العالم العربي أيام الاستعمار الإنجليزي، مشيرا إلى أن الشعب السوداني "كان أول من أسقط نظام استبدادي عن طريق انتفاضة شعبية وكان ذلك في أكتوبر 1965 ضد نظام عبود، ثم سنة 1985 ضد النميري" . وأضاف جبريل، الذي يترأس اللجنة العلمية لدورة هذه السنة، أن السلطة بعد الاستقلال آلت إلى النخب التي "صنعتها" الدول الاستعمارية ، في حين وجد الوطنيون الحقيقيون الذين ناضلوا من أجل تحرير بلدانهم من المستعمر أنفسهم بعيدا عن موقع السلطة، مؤكدا على ضرورة تحمل البلدان الاستعمارية لمسؤوليتها اتجاه مستعمراتها السابقة . ومن جانبها أكدت المحامية التونسية ليلى الحداد أن الاستعمار لم ينتهي بعد، وانما تغير أسلوبه من استعمار ميداني إلى فكري، وهذا ما يفسر، حسب قولها، تواجد "نخبة لها رغبة جامحة في الولاء للاستعمار"، معتبرة أن " ما وقع في تونس بعد ثورة الياسمين هو انقلاب على إرادة الشعب لإسقاط الاستبداد من خلال قوى خارجية تحاول الرجوع للتموقع". وأشارت الحداد، إلى أن " هناك أياد أجنبية وراء دخول الإرهاب لبلداننا، وهي من تحرك أبناء الوطن الواحد ضد مواطنيهم". هذا وتميز اليوم الثالث للمهرجان، بتواصل عروض الأفلام الوثائقية والسينمائية المشاركة ضمن المسابقة.