دعي تلاميذ وتلميذات الثانويات المغربية بالرباط مرفوقين بأساتذتهم إلى مسرح محمد الخامس مساء يوم الأربعاء 11 دجنبر لمتابعة مسرحية (أنتيغون) الفرنسية. وذلك في إطار البرنامج السنوي للمركز الثقافي الفرنسي بالمغرب الأقصى المندرج في سياق الاستراتيجية الثقافية الفرنكوفونية في العالم عامة وفي المستعمرات الفرنسية السابقة خاصة وبالأخص المغرب. لكن الحاضرين والحاضرات أصيبوا بخيبة أمل كبيرة أوشكت أن تتحول إلى صدمة لما شاهدوه على خشبة المسرح ولما حدث في قاعة الجمهور. فعلى الخشبة ظل نبيل لحلو وأمل عيوش يقفزان ويتحركان ويمثلان، وسط فوضى عارمة انفجرت عندما ظهر في المنصة عاريا كما ولدته أمه إلا من قطعة ثوب تستر عورته الغليظة، وعندما اشتعلت السجائر بدخانها من قبل بعض الممثلات وعندما تحول المسرح إلى مكان تمارس فيه سلوكات غير أخلاقية رافقها خمر وفجور حسب مصادر مطلعة.. عندها أقبل كثير من المشاركين والمشاركات على الاحتجاج بطرق مختلفة دفعت الهيئة المنظمة إلى توقيف العرض وتأجيله إلى حين. لا تفتأ فرنسا تتدخل في تعليمنا منذ رحيلها عن ديارنا وأبنائنا، ولا تفتأ تذكر أنها مرشدة لنا ومعلمة لنا، ولذلك تعتبر التعليم والثقافة من أهم الأدوات والوسائل في الهيمنة الثقافية والسياسية، وذلك ما فعلته سابقا وما لا تزال مصرة على فعله حتى في بلاد الأفغان، حيث تبحث لها عن موطئ قدم تزاحم فيه الغطرسة الأمريكية. وقلنا سابقا ولا نكرر القول، إننا مع التعارف الثقافي والتبادل المعرفي والفكري الذي يساوي بين الجميع في الاستثناء الثقافي والخصوصيات الحضارية، وذلك عين ما ترفع فرنسا لواءه عاليا في وجه العلو الأمريكي وهيمنة الولاياتالمتحدة. نحن مع التعارف بين القبائل والشعوب والأمم لأن الله لذلك خلقهم، لكننا ضد التخريب والغزو الذي يخترقنا عبر مراكب الثقافة والفكر والفنون والتعليم تحت أسماء خادعة مثل التعاون الثقافي والمساعدات الثقافية، ويهدم القيم الأخلاقية الواقية من الهوان والسقوط. ومن الغريب العجيب أن فرنسا انتبهت إلى هذا الأمر في بلادها وشرعت في حملة تخليق عامة ضد الفساد الجنسي على الشوارع والتلفزة وفي المدارس والثانويات، وضد الخمور والتبغ والمخدرات.. انتبهت فرنسا إلى هذا فشرعت في مواجهته، لكنها تفعل عكسه ببلادنا صحبة لوبي نافذ يتولى تنفيذ برامجها ببلادنا.