ناقش الباحث محمد الدرقاوي رسالة دكتوراه في دراسة وتحقيق ل" إرشاد السالك لشرح مقفل موطأ مالك" لأبي الحسن علي بن أحمد الحريشي الفاسي (ت 1143ه 1730م) أمام لجنة علمية مكونة من الأستاذ حسن الزين الفلالي رئيسا والأستاذ محمد الروكي مشرفا ومقررا، والأستاذين عبد الله الهلالي وعبد الفتاح الزنيفي عضوين. وقد تمت المناقشة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، ظهر المهراز يوم 81يوليوز من السنة الجارية. وتقدم الباحث الدرقاوي أمام لجنة المناقشة بتقرير تحدث فيه عن دوافع البحث في الموضوع والتي أجملها في رغبته في خدمة التراث العربي الإسلامي عموما، والمغربي المالكي منه خصوصا، وشروح دواوين السنة بشكل أخص، وحاجة إحياء هذ التراث عموما إلى دراسته وتحقيقه علميا قبل عرضه ونشره، حتى تتم الاستفادة من إيجابياته وسلبياته. وقد اهتم الباحث الدرقاوي بكتاب " إرشاد السالك" خصوصا لأهميته، باعتباره حلقة ضمن سلسلة شروح الموطأ التي مازالت مستمرة إلى يومنا هذا، ولأهمية مولفه العلامة أبي الحسن الحريشي من خلال آثاره المتنوعة في الفقه والحديث والسيرة والتاريخ، ومن خلال ثناء العلماء عليه، فكانت هاته هي الدوافع الأساسية لاشتغال الباحث الدرقاوي على دراسة وتحقيق جزء من كتاب "إرشاد السالك" . وقد خصص الدرقاوي القسم الأول من بحثه لدراسة المؤلف والمؤثرات العامة في حياته وسيرته الشخصية والعلمية، والباب الثاني من الفصل ذاته لدراسة وتحليل جزء من "إرشاد السالك" من كتاب النكاح إلى كتاب الولاء، في عرض لترجمة الإمام مالك باقتضاب ومصنفات المغاربة على كتابه الموطأ. وعرض الباحث خصائص منهج الحريشي في "إرشاد السالك" وأبان منهجه الفقهي والحديثي وذكر موارد المؤلف في الكتاب ومنهجه في استعمالها مع تقويم عام للكتاب. والقسم الثاني من البحث خصصه الباحث الدرقاوي لتحقيق جزء من "إرشاد السالك لشرح مقفل موطأ مالك" من كتاب النكاح إلى كتاب الولاء تبعا لخطة عنيت بضبط نص"إرشاد السالك" بدءا بأي القرآن الكريم، ثم باقي مراحل التحقيق المعتادة، ولم يغفل الباحث التعليق على بعض مسائل النص. وختم الباحث الدرقاوي بحثه بقسم ثالث ضمنه الفهارس التي تعين القارئ للوصول إلى مبتغاه في النص. ولوجود نسخة وحيدة للمخطوطة، وكثرة المصادر التي اعتمدها المؤلف في شرحه، مازال جزء منها مخطوطا متفرقا في الخزانات الوطنية لاقى الباحث الدرقاوي صعوبة في ضبط النص ضبطا تاما متقنا، مما اضطره للرجوع إلى الأصول التي اعتمدها المصنف لتصحيح التصحيفات والتحريفات والأخطاء الواقعة فيه، وإضافة ما نقص منه. ورغم هاته الصعوبات فقد اجتهد، الباحث محمد الدرقاوي وجاهد ليحرز على الدكتوراه في شعبة الدراسات الإسلامية بميزة مشرف جدا. خيجة دحمني