اجتمع بمركز التراث الاسلامي في لندن عدد من علماء الاسلام والمفكرين والصحفيين وبعض المهتمين بشؤون الفكر والكتاب عامة للاحتفال بصدور كتاب (التفسير التوحيدي) للمفكر الاسلامي الدكتور حسن الترابي المجلد الأول (من سورة الفاتحة الى سورة التوبة) الصادر عن دار الساقي للطباعة والنشر بلندن وبيروت. واذ تشهد (لندن) للعام الثاني على التوالي حفل تقديم كتاب جديد للترابي بعد كتاب (السياسة والحكم) الذي صدر العام الماضي عن نفس الدار (الساقي) في فندق (ماريوت هايدبارك) فعاليات الاحتفال فان اختيار مركز التراث الاسلامي مكاناً للاحتفال هذه المرة يشير الى الطابع الخاص الذي وسم الكتاب الجديد بوصفه تفسيراً للقرآن و يحمل اجتهاداً جديداً في هذا العلم المتجدد. ويقع الكتاب في 942 صفحة من الحجم المتوسط ويشمل الثلث الأول من القرآن الى فاتحة الكتاب ومجموعة السور الطوال كما رتبت في أول المصحف (البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الانعام، الاعراف، الأنفال، التوبة). وهو مجلد مطبوع على نحو فاخر صمم غلافه الفنان السوداني الكبير البروفيسور أحمد محمد شبرين. شهدت الحفل السيدة وصال المهدي زوجة الدكتور الترابي والتي وصلت مؤخراً من الخرطوم لحضور المناسبة. وقد حملت في كلمتها الى الحضور تحيات وشكر الدكتور الترابي، وذلك قبل يومين فقط من تحويله الى سجن كوبر بعد أن قضى شهراً في منزل خاص تابع لسلطات الأمن السودانية. وأشارت السيدة وصال الى أن السجن رغم محنته منح الفكر الأسلامي المعاصر كتابيين مهميين في فترة عاميين أذ فرغ الترابي فيها للتأمل والتأليف. كما تحدث في الحفل الأستاذ المحبوب عبد السلام عن مراحل التحرير والمراجعة لهذا الكتاب التي استغرقت عشر سنوات كما أوضح ذلك في كلمة التمهيد التي جاءت في مستهل الحفل. وأبان في كلمته أن هذا التفسير كان في الأصل حلقة علمية شورية حول الدكتور الترابي عبرت عن فهمه للعلم باعتباره شورى وتجاوب بين العلماء وبينهم وبين عامة المسلمين، كما تعبر عن فهمه للقرآن كتاباً للمسلمين كافة يقبلون عليه جميعاً فينفعهم كل بمقدار (حسب تعبيره). تحدث في الحفل البروفيسور محمد عبد الحليم رئيس قسم الدراسات الاسلامية بجامعة لندن، موضحاً أنه تعرف الى الدكتور الترابي عبر تكليف من القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني لدراسة سبعة مفكريين اسلاميين من بينهم (حسن الترابي)، وأضاف قائلاً (أنه وجد الترابي متقدماً عليهم بأماد بعيدة وهو يعتبره أعظم مفكر اسلامي معاصر). وتجدر الأشارة الى أن البروفيسور عبد الحليم هو أخر من أصدر ترجمة جديدة لمعاني القرآن الكريم تلقتها الاوساط العلمية والفكرية في بريطانيا بترحاب كبير لخطابها المباشر للقارى المعاصر بالانجليزية ولانها أول ترجمة تعطي فكرة واضحة عن كتاب القرآن (حسب وصف مجلة الاكونميست). وقد أشار البروفيسور عبد الحليم في كلمته الى أنه بعد قراءة مواقع في تفسير الترابي كانت تشكل عليه في ترجمته لمعاني القرآن سيقوم بادخال تعديلات على الطبعة المقبلة في مايو القادم. شارك في الحفل أيضاً الدكنور كمال الهلباوي مبدياً سعادته بصدور هذا التفسير لأنه جاء واضحاً ومباشراً وفي اسلوب رفيع وجميل وأنه بهذا المدخل سيكون عوناً للارتقاء باساليب الكاتبين والمتحدثين المعاصرين في اللغة العربية، اضافة الى مساهمته الكبيرة في علم التفسير، خاصة فيما يتصل بتوحيد السياق وربط الآيات بعضها الى بعض وتقديم خلاصات واجمالات غاية في الدقة والأهمية. وقد شهد الحفل كذلك الدكتور سعيد الشهابي رئيس تحرير مجلة العالم مؤكدا سعادته بصدور هذا التفسير مبديا تعاطفه مع الظرف الذي يمر به المؤلف. وتحدث في الحفل انابة عن الدكتور راشد الغنوشي الاستاذ لطفي زيتون معتذرا عن الغنوشي الموجود في الدوحة. الى ذلك شارك عدد كبير من السودانيين بينهم الفنان الكبير ابراهيم الصلحي والمفكر الاسلامي الدكتور عبد الوهاب الأفندي والصحفي المعروف نزار ضوء النعيم والناقد الأدبي الدكتور احمد محمد البدوي، وقدم كلمة الترحيب بالحاضرين الدكتور الأمين محمد عثمان المدير العام السابق لمنظمة الدعوة الاسلامية. المصدر: صحيفة رأي الشعب