احتفالا بذكرى اليوم الوطني للإعلام، نظمت فدرالية الصحافيين المغاربة ندوة صحفية يوم الخميس 14 نونبر 2002 بنادي الأسرة. وخلا ل الندوة أكد المكتب الفدرالي أن وضع الإعلام الوطني ما يزال مأزوما وعبر عن مخاوف جميع الصحفيين "الفدراليين" من سياسة تحرير قطاع الإعلام. والمؤشرعلى ذلك - يقول الكاتب الفدرالي أحمد وايحمان "أن أهم المؤسسات والمرافق في الاعلام والاتصال ما تزال بيد السلطة وتحت رحمة قراراتها سواء في مؤسسات الإذاعة والتلفزيون أو في وكالة المغرب العربي للأنباء وحتى في الوزارة ذاتها، والتي استحالت إلى بنايات ومصالح للاستقبال واستضافة الوفود الإعلامية خلال المناسبات ." وهذا - يقول وايحمان - تكرسه مقتضيات القانون الجديد للصحافة ومشاريع قوانين تحرير قطاع الإعلام السمعي البصري والنص المؤسس للهيئة العليا للإعلام التي ستشرف على إنهاءاحتكار الدولة للقطاع وتحريره. وعلى مستوى الحريات، سجل الكاتب الفدرالي، في حصيلة الشهور الأخيرة تراجعا خطيرا فيما يخص حرية التعبير في الصحافة المكتوبة . وذكر في هذا السياق بالاحتجازات والاستنطاقات والاستفزازات، والتضييق في العديد من المنابر، مثل ماحدث ل" الأيام" و " وجهة نظر" و " لوجورنال" وما حدث للصحفيين المطرودين من جريدة " الاتحاد الإشتراكي " و " الميثاق الوطني" و" الجمهور" ومجموعة " ماروك سوار". وفضلا عن تضييق هامش المبادرة والتماطل في إنفاذ الاقتراحات وتسوية العديد من المشاكل المادية والمهنية، أعطى رئيس الفدرالية لمحة عن كابوس التسريح الجماعي من خلال ما يتم التحضير له في إطار مخطط تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى شركات وطنية مجهولة الإسم بعد صدور المرسوم الخاص بذلك في غياب المهنيين وحتى المدراء والوزارة نفسها. إلى ذلك وقف الكاتب الفيدرالي على مشكل هجرة الكفاءات الصحفية بالتلفزة المغربية إلى الفضائيات العربية، وعزى ذلك إلى الوضع السالف ذكره. وعن الوضع في وكالة المغرب العربي للأنباء أكد المكتب الفيدرالي أنه لا يختلف كثيرا عن باقي مؤسسات السمعي البصري والصحافة المكتوبة، فحسب المكتب، فإن أجواء الجمود وتضييق هامش المبادرة والتراجع عن المكتسبات المادية والمهنية والمعنوية هي السمة المميزة للوكالة في المدة الأخيرة. ف"مجلس التحرير" و"ميثاق التحرير" و"لجنة الاخلاقيات" و"اجتماع التحرير" كلها مبادرات كان قد تم العمل بها في الفترة الأخيرة لتدارك الاختلال المزمن في الهياكل التنظيمية والتخلف الحاصل في النظام الأساسي المتجاوز في مضامينه ومقتضياته كلها تم تجميدها، كما تم تجميد مبدأ التداول على المكاتب الدولية والجهوية لحساب الزبونية، وهو ما أثر على الانتاج والمردودية . وبخصوص الوزارة أوضح المكتب، أن الحالة أفظع بكثير، حيث يتم تبدير طاقة هائلة لحوالي مائتين من الأطر والكفاءات صرفت عليها الدولة أموالا باهضة لتكوينهم في مجال الإعلام، ليتم الإلقاء بهم في دهاليز وممرات ومكاتب الوزارة، فمنهم من يقتصر على تقطيع "الفكاسات" أو تسجيل الواردات من المراسلات في مكاتب الضبط، أو ترتيب السجلات في الأرشيف، وهو عمل قد يقوم به أي شخص ملم بمبادئ القراءة والكتابة. وأعلنت الفدرالية في نهاية الندوة عن تنديدها بانحطاط صانعي القرار ببلادنا وانبطاحهم أمام الأوامر الصهيونية والأمريكية والقبول برهن السيادة والقرار الوطنيين في الإعلام بالإرادة الصهيونية إلى حد منع مسلسل تلفزيوني لمجرد أنه يتعرض للصهيونية، وطالبت الفدرالية بالتراجع عن قرار منع مسلسل " فارس لا جواد" ودعت إلى وقفة احتجاجية أمام مقر الإذاعة والتلفزيون بالرباط في اليوم الموالي للندوة. يشار إلى أن الندوة حضرتها نقابة مهنيين الإذاعة والتلفزيون ونقابة وكالة المغرب للأنباء ونقابة المهنيين بوزارة الإتصال والمكتب النقابي لجريدة "التجديد". يشار إلى أن فدرالية الصحفيين المغاربة عقدت مؤتمرها التأسيسي بداية شهر ماي من هذا العام، وقد أعلن خلالها المجلس الفدرالي أن النقابة الجديدة أتت لتغني الساحة النقابية ولتعزز التعددية وأنها لا تطرح نفسها بديلا عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية. ع. الهرتازي