أفاد أحد المواقع الإلكترونية أن فتاة منتقبة من مدينة سلا اشتكت عبر حسابها على الأنترنت أنها تعرضت لاعتداء من طرف شاب في مقتبل العمر، شهر في وجهها سكينا، وطالبها بنزع نقابها، بحجة أنها المنتقبة التي راجت أنباء أنها تعتدي على الفتيات باستخدام شفرة الحلاقة، وأضافت الفتاة أنه لولا تدخل أحد فتيان جيرانها لوقعت الكارثة؛ وأشارت الفتاة أنه منذ اطلاق تلك الإشاعة التي نفتها ولاية أمن الرباط، وهي تواجه نظرات الناس المريبة قائلة :"فين ما وليت تنخرج كلشي تيشوف فيا شوفات غريبة". إن شكاية الفتاة هذه إن صح خبرها لدليل قاطع على مآلات مثل تلك الإشاعات وخطورة ما يقدم عليه مطلقوها، وما يمكن أن يترتب عنها من انتهاك لحقوق الإنسان، تماما كما الشأن فيما خلفته تلك الإشاعة من استهداف للأمن العام ومن إثارة البلبة وبث الخوف والفزع بين سكان مدن سلاوالرباط وتمارة. الشائعات الكاذبة آثارها وخيمة على المجتمع، وفي ظل التطور التقني في وسائل الاتصال أصبحت تسري بين الناس كالنار في الهشيم، والرد عليها ينبغي ان يكون بحجم خطورتها سواء من جانب الجهات الأمنية بالتدخل الفوري عند الضرورة وبالنفي أو التوضيح العاجل، ومن جانب الإعلام بتوسيع نشر الحقيقة بما يضع حدا لخوف الناس وفزعهم. إطلاق الشائعات الكاذبة سلوك منافي لتعاليم ديننا الحنيف وللأخلاق النبيلة، والمثل العليا، ولذلك حذر الدين منه، وحث على التثبت والتبين في نقل الأخبار، كما جاء في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) وقوله سبحانه (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).