فند الشيخ عكرمة صبري مفتي الأراضي المقدسة ما ادعاه كاتب يهودي في النسخة العربية من صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، التي تطبع في الكويت، من أن المسجد الأقصى المبارك بني فوق الأنقاض القديمة للهيكل اليهودي. وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس إن الصهيونية العالمية قامت منذ القرن الثامن عشر بعدة حفريات في مدينة القدس، وحول المسجد الأقصى المبارك، من خلال خبراء آثار بريطانيين وألمان وأمريكان، وأنهم لم يعثروا على أي دليل مادي يؤيد مزاعم اليهود، على إقامة المسجد الأقصى المبارك فوق أنقاض الهيكل اليهودي المزعوم. وأضاف الشيخ صبري في تصريح خاص لوكالة "قدس برس" أنه حين وقعت مدينة القدس تحت الاحتلال الصهيوني، بعد عام 1967، قامت دائرة الآثار الصهيونية بحفريات مكثفة حول المسجد الأقصى وأسفله، وقد صرح عدد من الخبراء اليهود بأنهم لم يجدوا أي دليل يشير إلى وجود الهيكل، وأن المزاعم التي تقول بأن المسجد الأقصى مقام على أنقاض الهيكل المزعوم لا صحة لها، ولا يوجد ما يؤيدها. واستنكر الشيخ صبري بشدة ترديد المزاعم الصهيونية بشأن بناء المسجد الأقصى فوق أنقاض الهيكل اليهودي المزعوم، في إشارة إلى المقال المنشور أمس الثلاثاء في النسخة العربية من المجلة الأمريكية، التي تطبع في الكويت. وأوضح الشيخ صبري أن "الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين بالحفاظ على أماكن العبادة لغير المسلمين، فهل من المعقول أن يطلب منا الله أن نقيم المسجد الأقصى على الهيكل، إذا افترضنا وجوده؟، ثم إن المسجد الأقصى قائم بيقين وأدلة يقينية وحسية، وهي مشاهدة وملموسة، بالإضافة إلى أن حقنا هو حق إيماني بقرار رباني، أما مزاعم اليهود، فهي ظنية، بل وهمية، والظن لا يقوى على اليقين"، بحسب تأكيده. وأشار الشيخ صبري إلى أن ادعاءات اليهود جاءت متأخرة في هذه الأيام، وتساءل لماذا لم تكن ادعاءاتهم قبل 15 قرنا من الآن؟. وأضاف أن اليهود يدعون أنهم يريدون السلام والتعايش مع العرب والمسلمين، فأي تعايش وأي سلام يزعمونه، وهم يطالبون بهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. وحذر الشيخ صبري من المساس بحرمة المسجد الأقصى المبارك، داعيا العرب والمسلمين في العالم إلى أن يتحملوا مسؤولياتهم في إنهاء الاحتلال عن مدينة القدس، وسائر المناطق الفلسطينية، قبل أن لا ينفع الندم. وأوضح أن "المسجد الأقصى هو للمسلمين، وأن هذا الجدار جزء من المسجد الأقصى، ونحن حريصون على ترميمه وصيانته". وقال إن أسباب النتوء في الجدار الجنوبي هي نتيجة عوامل طبيعية، ولكن زادت بتأثير الحفريات الصهيونية، التي كانت محاذية للسور من الخارج. وحمّل الشيخ صبري الدولة العبرية المسؤولية عن أي تصدع في الجدار، لأنها كانت سببا في زيادة التصدع نتيجة الحفريات، وكانت سببا أيضا، من خلال منع الأوقاف الإسلامية من ممارسة حقها في الترميم. وكانت الكاتب اليهودي سخر، في المقال، من الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى ووصفه بأنه "جدار ملعون"، بعد أن سجل مزاعم عديدة عن إقامة المسجد الأقصى على أنقاض الهيكل اليهودي، بحسب قوله. ولم تبد السلطات الكويتية أي رد فعل نحو مقال المجلة التي نشرت في صفحتها السابعة عشرة تقريراً تحت عنوان "حائط هرمجدون" يتجاهل الحقوق الإسلامية والعربية والثوابت التاريخية بشأن منطقة الحرم القدسي. ومما يرد في التقرير صورة جوية للحرم يعلوها التعليق التالي بالعربية "المجمع الذي يدعوه المسلمون الحرم الشريف بني فوق الأنقاض القديمة للهيكل اليهودي". المسلمون في رواندا: المساجد تقدم الآمان لكل من احتمى بها من أفراد الهوتو والتوتسي لعب المسلمون في رواندا دورا إيجابيا خلال الصراع العرقي الدموي بين قبيلتي "الهوتو والتوتسي" في منتصف التسعينات من القرن الماضي الميلادي، وذلك بعدم مشاركتهم في تلك المآسي من جهة، وتوفير الأمن والأمان لكل من ألتجأ إليهم من الاطراف المتصارعة من جهة أخرى، وبذلك أصبح المسلمون وهم ضمن نسيج المجتمع الرواندي أكثر قدرة على تفعيل الجهود السلمية وبناء الثقة والتسامح بين أبناء المجتمع من الهوتو والتوتسي. وقال مفتي رواندا الشيخ صالح هبيامانا، إن السكان والحكومة الرواندية أدركوا الدور الإيجابي الذي يمكن أن يضطلع به المسلمون الروانديون في نشر روح التعاون والاحترام بين أبناء المجتمع الرواندي، فالكل رأى كيف يفتح بيت المسلم لكل من ألتجأ إليه، وكيف قدمت المساجد الأمان لكل من أحتمى بها. وللمسلمين في رواندا عدد من الجمعيات والاتحادات منها ما يركز برامجه على الشباب، ومنها ما يهتم بقضايا المرأة، كإتحادات المرأة المسلمة المتواجدة في معظم المحافظات، بالإضافة إلى جمعية مسلمي رواندا التي تتولى نشاط العمل الإسلامي والتنسيق بين الاتحادات والجمعيات الإسلامية والعمل على توحيد جهود العلماء والتنسيق بينها والاستفادة منها حيث تم تشكيل هيئة تضم خريجي الجامعات الإسلامية والعربية وهي الآن تشرف على إدارة شؤون الدعوة ومتابعة القضايا التي تهم مسلمي رواندا. وأستطرد الشيخ صالح قائلا: الحكومة الرواندية العلمانية تحترم كل العقائد ولا تمنع أصحاب هذه العقائد من البحث عن الحلول المنسجمة مع خصوصياتهم الدينية والثقافية، فالمسلمون لهم محاكمهم الشرعية، وبعد تأسيس مجلس العلماء أصبح لهم قاضي ينظر في عدد من القضايا خاصة في مسائل الطلاق والميراث. وأشار إلى أهمية الاعتناء بالتعليم وأعطائه الأولية بالإضافة إلى الخدمات الصحية، حيث أن الجهود في المجال التعليمي لا زالت في بدايتها، أما المجال الصحي فليس هناك أي نشاط في حين تعتمد المؤسسات التنصيرية كثيرا على المؤسسات الصحية والتعليمية. وقال الشيخ صالح إن جميع المؤسسات الإسلامية أهلية ولا تتلقى أي مساعدة مادية من الحكومة، وهذا ليس لأن مؤسساتنا إسلامية بل لأن رواندا دولة علمانية من جهة، ومن جهة أخرى لا تمتلك الإمكانيات لمساعدة المؤسسات الأهلية. كما أن النشاط الإسلامي ينطلق أيضا من خلال وسائل الإعلام، مثل الإذاعة التي توجه برامج توضح فيها حقيقة الإسلام والتعريف بقيمه الإنسانية وجوهر دعوته وكذلك التعريف بوظيفة المسلم ودوره في المجتمع، بحيث إن المواطن الرواندي الذي كان حتى عام 1994م لا يعرف الإسلام ولا المسلمين والمساجد؛ قد أدرك أن المساجد تسكنها الرحمة. وأوضح الشيخ صالح هبيامانا، مفتي رواندا أن النشاط الإسلامي في بلاده يمتد إلى تنظيم قوافل دعوية تجوب المناطق وعقد ندوات ولقاءات جماهيرية، وإلقاء محاضرات تتناول التعريف بحقائق الإسلام وإنسانية دعوته، مشيرا إلى الدور الفعال الذي تقوم به جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في الاهتمام بمختلف جوانب العمل الإسلامي الدعوي والتعليمي والإنساني في جمهورية رواندا.