أفادت مصادر مطلعة أنه من المنتظر أن يعلن جلالة الملك اليوم (الاثنين ) بأكادير عن التشكيلة الحكومية الجديدة، بعد أن يستقبل في حفل وداع أعضاء حكومة ما يعرف بالتناوب .وقد استغرقت عملية تشكيل الحكومة حوالي أربعة أسابيع من المشاورات التي مرت في سرية وتكتم كبيرين. تكتم فتح الباب واسعا أمام تكهنات الصحفايين وعموم المتتبعين الذين شكلوا حكومات وأسقطوا أخرى وأسندوا الحقائب لأسماء ربما لم تخطر ببال الأحزاب المعنية بالمشاركة ولاببال السيد ادريس جطو . وكان التنافس على الحقائب الوزارية ونوعيتها قد بلغ أشده وخاصة بين الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال، حتى كاد يربك العملية من أساسها لولا تد خل جطو للتقريب بين الطرفين وإذابة الجليد بينهما في حفل عشاء بمقر إقامته بالرباط، حيث تم الاتفاق على التصويت لصالح الراضي رئيسا لمجلس النواب مرة أخرى .نفس التنافس والسباق حصل داخل الأحزاب المشاركة (المكاتب السياسية واللجان التنفيدية أواللجان المركزية) من أجل تولي المناصب، حيث سيطر منطق القرابة العائلية والمدن الكبرى عند بعضها في اقتراح لا ئحة مرشحيها . وفي غمرة الا هتمام بالحكومة المقبلة وطبيعتها وعدد وزاراتها غاب الحديث عن المعارضة المقبلة بحجة أن الحديث عنها قبل تقديم الوزير الأول للبرنامج الحكومي سابق لآوانه. والواقع أن معالمها ظهرت بجلاء أثناء انتخاب رئيس مجلس النواب بتقديم فريق العدالة والتنمية لمرشحه والذي حصل على 52 صوتا، وتصويت الفريق النيابي الموحد لكل من الاتحاد الدستوري والحزب الوطني الديمقراطي بالورقة الفارغة. وقد صرح محمد الأ بيض الأمين العام للاتحاد الدستوري لجريدة الصباح يوم الجمعة الماضي أن حزبه رفقة حليفه لن يعارضا بالطريقة السابقة على عهد حكومة ما يعرف بالتناوب بالانطلاق من خلفية أن مصلحة البلاد فوق كل اعتبار لأنهما أدوا الثمن ؟! وقال: "لن نترك حزب العدالة والتنمية لوحده يصول ويجول في موقع المعارضة، وأن كل واحد سيدافع عن نفسه ".في مقابل هذا يؤكد المحللون والمتتبعون للشأن البرلماني والسياسي المغربي على اختلاف منطلاقاتهم أن حزب العدالة والتنمية سيكون قاطرة المعارضة المقبلة و أقوى طرف فيها لتوفره على مؤ هلات تفتقدها باقي الأطراف. وقد دأب مسؤولو حزب العدالة والتنمية على تأكيد مبدئهم في تأييد ومساندة كل مبادرة جيدة وصالحة ومفيدة تقدم عليها الحكومة أو إحدى وزاراتها، وأنهم ليسوا معارضة آلية ميكانيكية، كما لا يمكن أن يكونوا في يوم من الأيام مساندين بصفة مطلقة وآلية. ومن هنا ساندوا الحكومة المنصرمة في بداية عهدها وفي عدد من مشاريعها إلى وقت قريب. يذكر أخيرا أن إدريس جطو الوزير الأول المعين التقى صباح الجمعة الماضي مع ممثلي كل من حزب العدالة والتنمية والاتحاد الدستوري والحزب الوطني الديمقراطي. محمد عيادي