أكد الشيخ أحمد ياسين، زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن العمليات الاستشهادية حققت توازن الرعب والردع مع العدو الإسرائيلي وأفقدته أمنه واستقراره. وقال الشيخ ياسين أن مستقبل الاحتلال على أرض فلسطين أصبح في مهب الريح، مشددا على أن مبادرة الهدنة التي عرضتها حماس والتي تقضي بوقف العمليات حتى ينسحب الاحتلال إلى حدود الأراضي المحتلة عام 1948م، لم تعد موجودة. جاء ذلك في حديث خاص ب"التجديد" وفيما يلي نص الحديث: حماس تعزز مكانتها بداية يرى البعض أن حركة حماس نجحت في استقطاب الشارع الفلسطيني ، ما هي المكانة الحقيقية للحركة فذ هذا الشارع؟ حماس لها في الشارع الفلسطيني جذور واسعة في كل بيت، وذلك بفضل الله أولا ثم بفضل العمليات الفدائية والجهادية والنوعية التي تقوم بها، وكذلك الخدمات الإنسانية التي تقدمها للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة. يرى مراقبون أن حركة حماس ذات بعد عربي ودولي، فكيف تعزز الحركة تواجدها في هذين الإطارين؟ وأين تضع دور حماس بين الحركات الإسلامية العربية العاملة؟ تعتبر حماس أن القضية الفلسطينية لا تقف عند حدود الشعب الفلسطيني بل تمتد الى البعد العربي والإسلامي والدولي، لذلك فهي تحرص على بناء علاقات حسنة مع كل الأنظمة والشعوب، دون التدخل في شؤونها الداخلية، وهي بذلك تعزز مكانتها وتقدم النموذج المجاهد الذي لا ينحرف عن الهدف. كذلك فإن حماس لها دور بارز بين الحركات الإسلامية والعربية العاملة لأنها تبعث الروح الجهادية ،ولا تكتفي بالتعميق العقائدي والفكري والتربوي فقط. مكاسب الانتفاضة مر قرابة عامان على انتفاضة الأقصى، فماذا حقق الشعب الفلسطيني فيهما؟ وإلى أين تسير هذه الانتفاضة؟ الشعب الفلسطيني بعد عامين من انتفاضة الأقصى حقق الكثير من المكاسب، أولها استمرار الانتفاضة ووحدة الشعب الفلسطيني في خندق المقاومة، وإحياء توازن الردع مع العدو الإسرائيلي الذي فقد الأمن والأمان وانهار اقتصاده. كيف أثرت الانتفاضة على حركة حماس من حيث المكانة الاجتماعي والأداء شعبيا العسكري؟ انتفاضة الأقصى وسعت قاعدة حماس الشعبية،وطورت الأداء العسكري،من حيث الكم والنوع. أثر الانتفاضة على الاحتلال كيف أثرت انتفاضة الأقصى على المجتمع الإسرائيلي؟ لقد أثرت انتفاضة الأقصى في المجتمع الإسرائيلي بشكل كبير، بحيث فقد الأمن واتجهت الهجرة من الداخل الى الخارج عكس ما خطط الإسرائيليون، وانهار الاقتصاد والتجارة والسياحة، وانتشرت البطالة ويكاد العدو الإسرائيلي ينهار وهو في الطريق الى ذلك بعون الله. التهديد لا يخيفنا وجه الاحتلال ضربات وتهديدات مختلفة لحركات المقاومة الفلسطينية كالاغتيال والاعتقال وغيرهما، كيف أثر ذلك على حركة حماس؟ لقد وجه العدو الإسرائيلي ضربات متتالية لمختلف الفصائل الفلسطينية، كالاغتيالات والاعتقالات وخاصة حركة حماس، ولكن هذا زاد من شعبيتها وزاد من تلاحم الجماهير معها، وزادت من القوى البشرية المستعدة للجهاد والاستشهاد والانتقام من العدو. هدد الاحتلال بأنه سيوجه سيوجه "ضربة" لحركة حماس بجناحيها السياسي والعسكري، وبإبعاد بعض القادة، وطرح اسمكم، فما تعليقكم؟ لقد وجه العدو الإسرائيلي ضربات متتالية لمختلف الفصائل الفلسطينية، كالاغتيالات والاعتقالات وخاصة حركة حماس، ولكن هذا زاد من شعبيتها وزاد من تلاحم الجماهير معها، وزادت من القوى البشرية المستعدة للجهاد والاستشهاد والانتقام من العدو. وحدة في الميدان واختلاف في البرنامج مرت تجربة الوحدة الوطنية بين القوى الفلسطينية بمراحل مد وجزر، فهل تحققت الوحدة الفلسطينية فعلا خلال عامي الانتفاضة؟ وما هي العوائق التي تعترضها؟ لقد توحدت القوى الفلسطينية في ميدان المقاومة الشعبية والجهاد ضد العدو الإسرائيلي، والمشكلة تكمن في البرنامج السياسي الذي يتفق عليه الجميع، فهناك من تنازل عن فلسطين 48 ، وهناك من لا يمكن له بأي حال أن يقر بذلك، ويعتبر فلسطين كل فلسطين ملك الأجيال المسلمة لا يجوز بيعها ومبادلتها أو التنازل عنها. لا يوجد مبادرات هل لا زالت مبادرة الهدنة التي عرضتها حركة حماس، وهي وقف العمليات مقابل الاحتلال من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967م، سارية المفعول؟ لا يوجد هناك مبادرات للهدنة من طرفنا في الوقت الحالي لأن العدو الإسرائيلي لا يستجيب لمبادرتنا التي طرحناها عام 1997 ، وبذلك انتهى عهدنا ، لأن العدو الإسرائيلي لا يريد السلام ولا الحياة والمستقبل للشعب الفلسطيني. العمليات الاستشهادية حققت الكثير خاض الكثيرون في حديث مطول عن العمليات الاستشهادية من حيث جدواها، وتوقيتها غير ذلك، فماذا حققت هذه العمليات؟ وما هي شروطكم لوقفها؟ العمليات الاستشهادية حققت الكثير من المكاسب للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية منها: أوجدت توازن الردع والرعب مع هذا العدو. أفقدت العدو أمنه واستقراره، فبدأ اليهود بالنزوح الى خارج فلسطين. كانت خسائر الفلسطينيين من الشهداء12:1 بالنسبة للإسرائيليين، ولكن بالعمليات الاستشهادية أصبحت النسبة 8 فلسطينيين مقابل إسرائيلي واحد. انهيار الاقتصاد الإسرائيلي والسياحة. أصبح العدو الإسرائيلي يشعر أن مستقبله على أرض فلسطين في مهب الريح. أصبح العدو يفكر في المحافظة على نفسه، بعد ان كان يفكر في التوسع على حساب الأمة العربية والإسلامية. أما شروطنا لوقف هذه العمليات فهي: زوال الاحتلال. وقف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني العزل، والممارسات الأخرى كالاغتيالات وهدم المناول والاعتقالات. الإفراج عن كل المعتقلين. أصوات مهزومة قبل الختام، خرجت أصوات تطالب بوقف العمل العسكري والعودة إلى الانتفاضة اللاعنفية، فما هو تعليقكم؟ إن الدعوة التي يطلقها البعض من الفلسطينيين بترك المقاومة والعودة الى انتفاضة لا عنيفة هي دعوة مرفوضة في الشارع الفلسطيني لعدة أسباب منها: تعتبر هذه الدعوة هزيمة واستسلام للاحتلال بعد عامين من الجهاد والاستشهاد. المهزوم سيدفع ثمن الهزيمة. جرب الشعب الفلسطيني المقاومة السلمية خلال 54سنة فلم يحصل على شيء. إن رفع الرايات البيضاء والاستسلام هو تنكر لتضحيات الشعب الفلسطيني، وآلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والموقوفين وآلاف المعتقلين في السجون. إن وقف المقاومة يعني أننا على باطل، وان العدو على حق، لأن ذلك يعني القبول بالاحتلال والاستيطان وممارسات الاحتلال والقبول بتصفية القضية الفلسطينية. يعني ذلك حرمان خمس ملايين فلسطيني مشردين من العودة الى أراضيهم ووطنهم. استمرار المقاومة هل من كلمة أخيرة؟ لا بد من استمرار المقاومة والجهاد والاستشهاد والانتفاضة، فإما النصر وإما الشهادة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. فلسطين-عوض رجوب