عرفت عمالة عين السبع الحي المحمدي إيقاعات خاصة منذ بداية الحملة الانتخابية، الجميع انتظر النتيجة بتلهف وشوق، كما أن جل الأحزاب ظلت متخوفة في خطابها، إلا أن الجولة الانتخابية حسمت في الأخير لصالح حزب العدالة والتنمية بمقعدين، الأول لوكيل لائحة "المصباح" المهندس عبد العزيز والثاني للأستاذة الجامعية عزيزة البقالي. التجديد واكبت مسيرة الحملة بهذه العمالة واستقرت انطباعات الساكنة بمناسبة الإعلان عن النتائج. نعمة وامتحان كان الاحتفال شعبيا ومفتوحا على الهواء الطلق بالساحة الكائنة أمام مقر الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بعمالة عين السبع الحي المحمدي، حيث توافد السكان بعفوية للتعبير عن فرحتهم وسرورهم، فبعد افتتاح الحفل بايات من الذكر الحكيم وكلمة ترحاب لساكنة العمالة، أتحفت فرقة البديل للأنشودة الحضور الكريم بأناشيد تناغمت فيها الفرحة بالفوز مع حزن ومأساة الشعب الفلسطيني في ذكرى انتفاضته الباسلة. في أجواء هذا الاحتفال، كان للحضور وقفة مع كلمتي الأخ عبد العزيز العماري والأستاذة عزيزة البقالي، هذه الوقفة في هذه المنطقة المجاهدة سجلت الفوز النوعي الذي اعتبره الأخ العماري فوزا للجميع، ودلالة على أن الشعب المغربي يريد الإسلام، إنها لنعمة وامتحان كما أشار في كلمته نعمة تستوجب الشكر لأن النصر من عند الله وما جهودنا إلا سببا ووسيلة، والشكر ثانية لكل المساهمين في هذا النجاح أطرا ومواطنين وجنود للخفاء كلهم وضعوا ثقتهم في رمز المصباح فمزيدا من الدعم في الاستحقاقات المقبلة والنصح والدعاء لأنهما سلاح المؤمن. أما الأخت عزيزة البقالي صوت النساء القوي كما هتف الحاضرون وجهت تحية إجلال وإكبار للشعب المغربي الأبي الذي ظل وفيا لأصالته وهويته رغم ما مورس على عقيدته من تطبيع وتغريب، لأنه صوت حقيقة للإسلام المتجدر في هذا البلد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، داعية الأحزاب الأخرى للتمسك بالمبادئ والقيم الإسلامية ليتهافت عليها المواطن كما تفاعل مع "المصباح". إنه موقف جلل كما وصفته الأخت البقالي يستدعي الحفاظ على التدين، فنحن لسنا طلاب دنيا، .. لمقاعد في البرلمان لأننا أغنياء عنها... لخدمة شعب هذا البلد الأمين لهذا أكدت عزيزة البقالي في آخر كلمتها على ... التعاون والاستمرارية على درب التغيير... بسلاح العقيدة والإيمان. ثقة المواطن أمانة عظمى عبر السكان عن فرحتهم وارتياحهم لهذا الفوز حيث توافد على مقر الكتابة الإقليمية النساء والرجال، الشباب والشيوخ وحتى الأطفال يهنئون الحزب ويؤكدون تشبتهم بمبادئه... معلقين الآمال عليه في الحد من همومهم... الحياة الاجتماعية، هذه الآمال المنشودة ... الحزب في كل نقطة مرت بها حملته.... هكذا لاقى حزب العدالة والتنمية تجاوبا مع جميع الفئات وفي جميع الدروب والزقاق، ومما ساهم في هذا التفاعل العمل الدؤوب والمتواصل طيلة السنة على خلاف الأحزاب الأخرى التي تولدت وظهرت بين عشية وضحاها. يقول السيد الشتيوي سعيد أحد أعضاء الحزب بأن الإقبال على مكاتب التصويت كان ضعيفا مما يؤشر على العزوف الكبير، ولكن استطعنا بعون الله استرجاع الثقة إلى فئات عريضة منها الشباب على الخصوص. وبصدد استقراء انطباعات المواطنين حول فوز الحزب بمقعدين يؤكد السيد هاني ياسين بأنها نتيجة محتملة وعادية والمستقبل الأفضل سيبزغ بإذن الله، ومن بين العوامل التي أسست لهذه النتيجة كما يقول السيد بلحمام وجمعة عضو المكتب المحلي للحزب بجماعة عين السبع، تأثر المواطنين بالتصور الجديد والمتميز لبرنامج الحزب، واختيار الناس لرمز المصباح في نظره كان محسوما منذ البداية، فسكان عين السبع ودواويرها فرحوا لهذا المولود الجديد بعد أن ملوا التجارب السابقة. في هذا السياق يستحضر السيد بلحمام الإكراهات والصعوبات التي حالت دون تجاوب المواطنين والمتمثلة في سماسرة الانتخابات وشرذمة الانتهازيين الذين يروجون لإشاعات باطلة تخوف المواطن من رمز المصباح لأن فوزه نار ملتهبة في جحورهم يرهبون النساء بفرض الحجاب والرجال بفرض اللحي واخرون وجدوا في موضوع "السلفية الجهادية" مادة دسمة لتنفير السكان من الإسلاميين عموما. هذه الافتراءات جعلت إدارة الحملة الانتخابية تستشعر المسؤولية العظمى الملقاة عليها لهذا فقد أكد المهندس رشيد الجكيني مدير الحملة على اعتماد استراتيجية محكمة لتكوين وهيكلة الحملة مركزيا وفرعيا وتجنيد المناضلين لمدافعة هذه الأباطيل بطرق سليمة ومعقلنة. يبقى الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر حسب تعبير أحد المناضلين، الحديث الشاغل لقاعدة الحزب حول احتمال مشاركة حزب العدالة والتنمية في الحكومة المقبلة مع اعتبار الشروط المبدئية لهذه المغامرة، على العموم التجربة توجت بنجاح هذه العاملة والخطوات المقبلة لا مناص لها من تحمل المسؤولية وثقل الأمانة ورصد متطلبات المرحلة الراهنة. محمد لعتابي محمد أبو الكرام