أكد ناصر لارغيت المدير التقني للمنتخبات الوطنية بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن العمل القاعدي وتطوير ممارسة كرة القدم على الصعيد الوطني هي نواة الاستراتيجية التي خطها المكتب الجامعي بكل فعالياته للنهوض بكرة القدم الوطنية انطلاقا من المنتخبات الوطنية و الأندية والعصب والجهات ، وأوضح لارغيت أن الأكاديمية مازالت ستطعم الأندية المغربية بلاعبين مكونين على أعلى مستوى لأن التكوين داخل أسوار الأكاديمية نموذجي واحترافي ، ورفض لارغيت تقييم علاقاته الشخصية مع مختلف المسؤولين بالجامعة وأضاف قائلا أن العمل بين أقسام التكوين داخل الجامعة الملكية لكرة القدم مبني على تواصل احترافي و أن كل المسؤولين هدفهم الأسمى هو العمل على تطوير ممارسة كرة القدم و إعادتها الى مستواها السابق سواء على مستوى تكوين الأطر والمدربي أو تطوير الممارسة الكروية و تكوين اللاعبين الناشئين . هل من الممكن أن تتحدث عن مسيرتك التكوينية ليتعرف عليك القراء و المتابعين الشأن الرياضي أكثر ؟ بداية مسيرتي التكوينية لم تكن في المجال الرياضي الكروي ، لقد تابعت دراستي في فرنسا حيث درست البيولوجيا، لكن حبي لكرة القدم مند صغري وولعي بها جعلني أحول اهتمامي إلى المجال التكويني في عالم كرة القدم وبالفعل حصلت على عدد من الشواهد كمدرب للشبان ومدرب المراكز التكوينية ومدرب للفرق المحترفة إضافة إلى حصولي على شهادة معد بدني من جامعة ليون معترف بها من طرف الجامعة الفرنسية لكرة القدم، وبعد أن راكمت تجربة ميدانية مهمة اشتغلت كإطار فني ومدير التكوين في بعض الأندية الفرنسية التي تملك تاريخا كرويا مهما أهمها، كان، ولوهافر، وستراسبورغ، ولقد قضيت ثلاثين سنة في مجال التكويني، وسأكرس تجربتي وخبرتي بهدف تطوير الممارسة الكروية و التكوين الأكاديمي بالمغرب. كنت تشغل منصب مدير أكاديمية محمد السادس لكرة القدم سابقا، هل تظن أن الأكاديمية مازالت ستنجب مجموعة من اللاعبين الموهوبين لكي تطعم بهم الأندية المغربية، أم أن العمل حاليا قيد الإيقاف ؟ التحقت بالأكاديمية سنة 2007، وكان الهدف الرئيسي هو خلق قاعدة عمل نموذجي في التكوين على أعلى مستوى، و طيلة الخمس سنوات التي قضيتها كمدير عام للأكاديمية تمكنت من ترجمة الاستراتيجية العملية التكوينية على أرض الواقع و بالفعل نجحنا في تكوين الدفعة الأولى للاعبين اليافعين الذين تمكنوا في وقت وجيز من إيجاد مكان لهم في عدد من الأندية أذكر كل من اللاعب بنعاشور و محمد السعدي و آدم النفاتي و القائمة طويلة ، لكن ومع ذلك فالمشكل المطروح أمام هؤلاء اللاعبين يتجلى في صعوبة اندماجهم في "المنظومة المفككة "لبعض الأندية المغربية التي مازالت فقيرة من الناحية التدبيرية و التكوينية ، عموما فكل الفئات العمرية من اللاعبين الذين هم قيد التكوين حاليا في الأكاديمية ستكون أكثر احترافية و قوة في المستقبل و السبب هو أننا دمجناهم في المنظومة التكوينية مند سن مبكرة و لقناهم كل الأبجديات و العلوم الكروية التطبيقية الاحترافية و الحديث هنا عن مجموعة من اللاعبين من فئات 93-94-95-96-97 الذين التحقوا بالأكاديمية مند أربع سنوات وبالتالي سيستفيدون دون انقطاع من الفترة التكوينية بمجملها وبالطبع لا يسعني إلا أن أقول أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ستطعم كرة القدم الوطنية في المستقبل القريب بلاعبين موهوبين خاضعين لتكوين على أعلى مستوى ، ومع أنني لم أعد مند فترة مديرا إلا أنني متأكد أن الساهرين على تدبير الشان الإداري داخل الأكاديمية تحدوهم فكرة الاستمرارية في نفس النهج الاستراتيجي الذي كنت أعمل به . مؤخرا أعلنتم عن بعض التغييرات في مناديب الجامعة التي تنقب عن المواهب الكروية بمجموعة من الدول الأوروبية ، هل ترى بأن هذا التغيير الذي أجريتموه سيأتي أكله، وسيعطي نتائجه المرجوة ؟ هذا السؤال في الغاية من الأهمية ، أولا أريد أن أوضح شيئا في ما يخص استراتيجية العمل القاعدي، فهذه الاستراتيجية التي لا نركز من خلالها فقط على جلب اللاعبين الممارسين في البلدان الأوروبية و إلحاقهم بالمنتخبات الوطنية بل أن العمل القاعدي يركز بشكل أساسي على تكوين اللاعبين المحليين فهذه هي الأولوية بالنسبة إلينا، و اللاعب المحلي لا يقل شأنه عن شأن اللاعب المحترف فقط إن توفر له تكوين على أعلى مستوى، بدليل أن نواة المنتخب الأولمبي الذي حقق ننائج إيجابية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط و الألعاب الاسلامية كان أبرز لاعبيه محليين تكونوا داخل أكاديمية محمد السادس إضافة إلى بعض الأندية المغربية ، و بالعودة إلى التغيير الذي تحدثت عنه فهو طرأ على مستوى طبيعة عمل المناديب الموزعين بين فرنسا و اسبانيا وهولاندا لأن عملية اختيار اللاعبين الممارسين بأوروبا تقتصر على بعض الشروط الأساسية أولها أن يتم اختيار لاعبين صغار السن وموهوبين ولا يقل مستواهم عن مستوى اللاعبين المحليين قيد التكوين و بعد عملية اختيارهم يأتي الدور على الجانب التحفيزي حيث يتم قياس رغبتهم ومدى حبهم وانتمائهم الوطني و من هنا نعمل على تطوير قناعاتهم من أجل أن يمثلوا بلدهم الأصلي ، و الهدف في آخر المطاف هو تكوين منتخب وطني قوي يضم في صفوفه خيرة اللاعبين المحليين وخيرة اللاعبين الممارسين بأوروبا و هذا ليس بالأمر الهين لأن التكوين اعتمادا على هذه الاستراتيجية يتطلب المراقبة والاستمرارية . تشتغل الآن رفقة المدرب الفرنسي جون بيير مورلان ، هل تظن أن إختياره كمساعد لك أعطى ما هو مرجو منه نظرا للتجربة الكبيرة التي يتوفر عليها، و هل وإستفادت المنتخبات الوطنية من خبرته في حل بعض المشاكل وتجاوزها ؟ أنا من استدعيت جون بيير مورلان مباشرة بعد التحاقي بمنصب المدير التقني للمنتخبات بطلب شخصي لأنني أثق في قدراته العالية كمدرب ومكون ، وكما لا يعلم الجميع فمورلان واكب جميع مراحل تكوين المدربين مند ستة سنوات و لاحظنا أنه كان يقوم بعمل جاد وساهم بأفكاره في خلق العدد من الحلول المنطقية و هذا راجع بالأساس إلى التجربة الميدانية الكبيرة التي راكمها في فرنسا حيث كان مورلان مدربا مساعدا لعدد من كبار المدربين الفرنسيين ك "إيميل جاكي" و "ميشال ايدالغو" و بالتالي أنا مقتنع تماماً أن وجود مورلان داخل الجامعة مهم للغاية لأننا سنتستفيد كثيرا من خبرته و رؤيته الشاملة في كل ما يخص تطوير وتنمية الممارسة الكروية على الصعيد الوطني سواء في فئة الذكور والإناث و على مستوى جميع أنواع الممارسات الكروية. راجت بعض الأخبار حول أنك وقعت عقدا مع نادي كان وبموجبه ستتولى مهمة إدارة تكوين النادي الفرنسي، وأنك تريد أن تستقيل من منصبك الحالي داخل الجامعة، هل هذا الخبر صحيح أم أنه إدعاء كاذب ؟ كنت قد أوضحت هذا الأمر سابقا في الندوات الصحفية التي عقدت و أكدت أن مسألة توقيعي لعقد مع فريق "can" هو أمر غير صحيح ، بل كل ما في الأمر أنه كان هناك تعاون حبي بيني وبين رئيس الفريق الذي تربطني به علاقة صداقة قوية حيث طلب مني أن أساعده لتطوير استراتيجية التكوين التقني داخل النادي الفرنسي وكان الأمر حبيا و لم يتم إبرام أي عقد بيننا ، و هذا التعاون أوقفته مند شهرين ً و أعيد و أؤكد أن مهمتي الرسمية والحالية هي مدير تقني للمنتخبات الوطنية داخل الجامعة الملكية لكرة القدم و لا أمارس أي مهنة أخرى عكس ما تروج له بعض المنابر الإعلامية . ما هي مستجدات العمل داخل الجامعة خصوصا و أن المغرب الآن يتوفر على مجموعة مهمة من اللاعبين الناشئين والمدربين المكوننين على أعلى مستوى والعمل القاعدي الذي كان الكل يتكلم عنه هاهو يطبق على أرض الواقع، فكيف ترى مستقبل كرة القدم الوطنية ؟ أنا جد متفائل بمستقبل كرة القدم الوطنية لأنني أصبحت أمتلك نظرة شاملة حول المستوى الذي وصلنا إليه الآن واليوم نمتلك قاعدة كبيرة من اللاعبين الناشئين الموهوبين، والتنقيب عن المواهب الأخرى التي تختبئ في الظل مازال جاريا ونحن مؤمنون بضرورة الاستمرارية في عملنا لأننا مازلنا في بداية المشوار، أما فيما يخص مستجدات عملنا حاليا فقد قررنا مباشرة بعد انتهاء كأس العالم للأندية أن نستقطب عدد من اللاعبين الناشئين من مختلف الأندية المغربية وإلحاقهم بعدد من المعسكرات التدريبية خلال الأسابيع القادمة وذلك بهدف تكوين نواة منتخب أقل من 17 سنة و الذي سيشارك في إقصائيات كأس إفريقيا القادمة كما سنركز على تكوين منتخب الأقل من 20 سنة المشارك هو الاخر في إقصائيات كأس إفريقيا سنة 2017 ومنتخب أقل من 23 سنة المشارك في إقصائيات أولمبياد ريو داجينيرو ، 2016 ، فهذه هي مجمل أولوياتنا اليوم لأن كل المنتخبات الوطنية مقبلة على المنافسة في الاستحقاقات القارية لذلك فالتحضيرات جارية على قدم و ساق لأننا لا نمتلك متسعا من الوقت للتقاعس أو الراحة .