وري بعد صلاة عصر يوم الاثنين 2 فبراير 2015، بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، جثمان المجاهد محمد منصور، بعد أن خرجت جنازته من حي درب السلطان الشعبي . ونعت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المقاوم محمد منصور، الذي وافته المنية مساء الأحد 2 فبراير 2015 بالدارالبيضاء. وأبرزت المندوبية السامية أن المرحوم، المزداد سنة 1922 بمدينة برشيد، ظل طيلة حياته "وفيا للعهد، ثابتا على المبدأ ملتزما بالمبادئ والقناعات التي حملها كوطني غيور ومقاوم فذ ومناضل مخلص لدينه ووطنه وملكه". واستعرضت مسار المقاوم الراحل، الذي بدأ بالتحاقه بصفوف الكشفية الحسنية، ما مكنه من التعرف على صفوة من المناضلين وعلى رأسهم الشهيد محمد الزرقطوني، كما انضم إلى صفوف حزب الاستقلال وبرز دوره في لجنة التزيين التي كانت تتولى تزيين مدينة الدارالبيضاء بالأعلام والرايات المغربية كلما حل السلطان سيدي محمد بن يوسف لزيارتها، وإعداد الاحتفالات المخلدة لعيد العرش وتوزيع المناشير إلى غيرها من المسؤوليات التي كانت محفوفة بمخاطر الاعتقال. وعلى إثر الأحداث الدامية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء في أبريل سنة 1947، تضيف المندوبية، ساهم الراحل محمد منصور، رفقة الشهيد محمد الزرقطوني والمرحوم التهامي نعمان، في تنظيم حملة تعبوية وسط تجار المدينة للاحتجاج ضد هذه الممارسات الاستعمارية. وأشارت المندوبية إلى مشاركة المرحوم محمد منصور، الذي عين، بعد الاستقلال، عاملا على إقليمالحسيمة، في تأسيس جماعة مسلحة بمدينة الدارالبيضاء اتخذت لنفسها لاحقا اسم "المنظمة السرية"، وتولت تأسيس العديد من الخلايا في مختلف أحياء مدينة الدارالبيضاء، وساهمت في بناء التنظيم واتخاذ القرارات الهادفة إلى تنفيذ العمليات المسلحة ضد مصالح المستعمر. وكان المرحوم عبد الكريم الخطيب قد تحدث في مذكراته عن محمد منصور واعتبره " نوعا آخر من المقاومين، رزينا منضبطا زاهدا في الدنيا».