قالت وزارة الخارجية الروسية، إن اليابان لا ترغب فى التعلم من دروس التاريخ، وذلك تعقيبا على تصريحات لوزير الخارجية اليابانى فوميو كيشيدا، قارن فيها بين الوضع فى أوكرانيا وبين سيطرة روسيا على جزر "الكوريل" المتنازع عليها بين الجانبين، حيث قال " إن كلا منهما محاولة روسية لتغيير شكل الوضع الراهن". ودافعت الخارجية الروسية الخميس 22 يناير، فى بيان بثته وكالة أنباء "كيودو" اليابانية، عن شرعية سيادة روسيا على هذه الجزر التى استولى عليها الاتحاد السوفيتى فى أعقاب استسلام اليابان فى الحرب العالمية الثانية. وأضاف البيان أن "اليابان المشربة بروح العسكرية، إلى جانب ألمانيا النازية، دمرتا شكل الوضع الراهن قبل الحرب من خلال استخدامهما قواتهما العسكرية وباحتلالهما العديد من الدول". تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين روسياواليابان شهدت توترا كبيرا بسبب نزاع حدودى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عندما احتلت القوات السوفيتية أربع جزر عند الطرف الجنوبى لسلسلة جزر كوريل..ومنع النزاع البلدين من توقيع اتفاقية سلام رسمية بينهما. وبالرغم من صغر مساحة هذه الجزر، إلا أن لها وزنا اقتصاديا وعسكريا استراتيجيا.. والمياه المحيطة بالجزر غنية بالثروة السمكية، حيث يتم فيها اصطياد نحو 6ر1 مليون طن من الأسماك والمواد البحرية سنويا، مما يشكل ثلث كمية السمك المصطاد فى بحار الشرق الأقصى. ويتصف مضيق الكوريل الجنوبى بوجود أنواع نادرة من السمك، ناهيك عن وجود الموارد المعدنية المستكشفة، ومن بينها التيتانيوم والمغنيسيوم والكوبالت والنحاس والرصاص والزنك والبلاتين والذهب والكبريت.. كما يوجد فى جزيرة "ايتوروب" حقل وحيد فى العالم من معدن الرينى النادر. وتحظى جزر الكوريل بأهمية استراتيجية فائقة بالنسبة لروسيا، إذ أنها عبارة عن خط وحيد من جهة المحيط الهادئ يسمح بالدخول فى بحر أوخوتسك ومنطقة اقصى الشرق الروسى المطلة على المحيط الهادئ.. كما أنها تزيد إلى حد كبير من منطقة الدفاع القارى وتضمن أمن طرق المواصلات المؤدية إلى القواعد العسكرية الروسية الواقعة فى شبه جزيرة "كامتشاتكا كراي".