سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
a href="http://www.jadidpresse.com/%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8/" title="إرهابيون ضد "الإرهاب" !"إرهابيون ضد "الإرهاب" !
كان يمكن لمسيرة باريس التي أعقبت الهجوم على صحيفة فرنسية، تخصصت في قذف الأشخاص وسب الأديان، أن تكون مفهومة، في سياقها، لو أن من شارك فيها قوى شعبية فقط بعيدا عن الكرنفال الرسمي. لكن، أن يملأ الصفوف الأولى بعض من أكبر الإرهابيين في التاريخ أو من يمثلهم ديبلوماسيا، فهذا ما جعل المسيرة تثير الغثيان ومحط احتفاء أبالسة الإنس والجن أجمعين. هذه الضجة كلها كانت من أجل مقتل 12 شخصا في باريس.ف هرول المهرولون من كل حدب وصوب كمن سحبه مغناطيس مركز الأرض. أدانوا "الإرهاب"، لكن أي "إرهاب"؟ نتوقف سريعا مع بعض الوجوه والأنظمة التي سجلت حضورها في المسيرة. الوجه الأول المثير للاشمئزاز هو رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو. هذا الإرهابي قتل ما لا يقل عن 17 صحفيا قبل أربعة أشهر خلال حرب على بقعة صغيرة محاصرة اسمها قطاع غزة. وقتل بكل وحشية أكثر من ألفي مدني فلسطيني ثلثهم من الأطفال.كما مسح أحياء بأكملها من على وجه البسيطة. وتاريخه القديم ملطخ بالدماء. فهل مكانه في مسيرة تدين "الإرهاب" أم في محكمة لجرائم الحرب؟؟! الوجه الآخر هو رئيس فرنسا. هذا الشخص الفاقد للشعبية داخل بلده، أرسل طائراته الحربية لضرب المسلمين في مالي وافريقيا الوسطى وفي العراق بحجة محاربة "الإرهاب" في محاولة لرفع رصيده في الشارع. ومن بين القتلى مدنيون كثر لا ذنب لهم إلا أنهم يسكنون في تلك المناطق. النظام الفرنسي الذي يزعم تقديس حرية الرأي، ولو كانت سبا لمقدسات الآخرين، ألقت شرطته القبض على الكوميدي الفرنسي الساخر ديودونيه مبالا مبالا بتهمة "تمجيد الإرهاب" على خلفية تدوينة كتبها على صفحته الخاصة على فيسبوك بشأن موقفه من المسيرة ضد الإرهاب في باريس. ووصف ديودونيه المسيرة ب"لحظة سحرية شبيهة بالانفجار العظيم. أنا شارلي كوليبالي". وأثارت التدوينة غضبا عبّر عنه وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بالقول إنه "لا ينبغي الخلط بين حرية التعبير ومعاداة السامية". كما ألغى منظم حفلات عروض الفنان الساخر كانت مقررة في وقت لاحق.. هذه هي الحرية التي صدعونا بها منذ الثورة الفرنسية وحتى يومنا هذا حيث صار عندهم شتم النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ركنا من أركانها!! باقي الوجوه الكالحة كثيرة . جاءت تمثل أنظمة عربية تمارس الإرهاب الحقيقي ضد شعوبها. نظام الانقلاب في مصر مثله وزير خارجيته، في حين أنه قتل أكثر من 10 صحفيين في غضون عام واعتقل ضعف ذلك في سجونه. كما قتل آلاف المصريين وحرق جثث العشرات. وجريمتهم أنهم تظاهروا رفضا لإرهاب الانقلابيين. وفي المسيرة حضر ممثلون عن أنظمة ليس للمواطن فيها حق التظاهر أو حتى قيادة السيارة. يا لها من مفارقة غريبة!! يحاربون الحريات في بلدانهم وسجونهم مكتظة بأصحاب الرأي، ثم يخرجون في مسيرة باريس دعما لحرية الصحافة!! فمتى كان مثل هؤلاء من حماة الحريات والحقوق(؟!) كنت سأحترم هؤلاء لو أنهم نظموا مسيرات مماثلة ضد الإرهاب الحقيقي، ضد من يقتل الأبرياء في فلسطينالمحتلة وسوريا والعراق ومصر وبورما وافريقيا الوسطى والشيشان وأفغانستان وباكستان وغيرها..لكني متأكد أنني لن أحترمهم أبدا، فقط لأنهم لن يسيروا مظاهرات يدينون فيها أنفسهم .. لقد صدق فيهم قول الشاعر أحمد مطر: الغربُ يبكي خيفةً إذا صَنعتُ لُعبةً مِن عُلبةِ الثُقابِ . وَهْوَ الّذي يصنعُ لي مِن جَسَدي مِشنَقَةً حِبالُها أعصابي ! والغَربُ يرتاعُ إذا أذعتُ، يوماً، أَنّهُ مَزّقَ لي جلبابي . وهوَ الّذي يهيبُ بي أنْ أستَحي مِنْ أدبي وأنْ أُذيعَ فرحتي ومُنتهى إعجابي .. إنْ مارسَ اغتصابي ! والغربُ يلتاعُ إذا عَبدتُ ربّاً واحِداً في هدأةِ المِحرابِ . وَهْوَ الذي يعجِنُ لي مِنْ شَعَراتِ ذيلِهِ ومِنْ تُرابِ نَعلِهِ ألفاً مِنَ الأربابِ ينصُبُهمْ فوقَ ذُرا مَزابِلِ الألقابِ لِكي أكونَ عَبدَهُمْ وَكَيْ أؤدّي عِندَهُمْ شعائرَ الذُبابِ ! وَهْوَ .. وَهُمْ سيَضرِبونني إذا أعلنتُ عن إضرابي . وإنْ ذَكَرتُ عِندَهُمْ رائِحةَ الأزهارِ والأعشابِ سيصلبونني على لائحةِ الإرهابِ ! رائعةٌ كُلُّ فعالِ الغربِ والأذنابِ أمّا أنا، فإنّني مادامَ للحُريّةِ انتسابي فكُلُّ ما أفعَلُهُ نوعٌ مِنَ الإرهابِ !