"أقسم بالله العلي العظيم، لو كنت أملك قطعة أرضية خاصة، لعرّضت جميع شمكارة تارودانت لنفس مصير الضحايا"، هكذا صرح الحاضي سفاح تارودانت لرجال الأمن بعد عملية إعادة تشخيص أطوار الجريمة يوم الأربعاء 8 شتنبر الجاري. ويعتقد أن لهذا الإصرار الجنوني على الجريمة وضد هذه الفئة بالضبط (الشمكارة)، علاقة بما سبق وأن تعرض له الجاني من اعتداءات جنسية شاذة في مراحل سابقة من عمره، حيث صرح لدى الضابطة القضائية بأنه اعتُدي عليه من قبل أربعة عشر شخصا (شمكارة) دفعة واحدة، حين كان يعمل بحي طاراست بمدينة إنزكان، وهي فقط مجرد لحظة واحدة من لحظات سوداء عديدة، تركت في نفسه آثارا عميقة، حسب ما صرح به. وأفادنا مصدر أمني مطلع، أن عملية التحقيق بعد إعادة تشخيص الجريمة مساء الأربعاء الفارط، قادت إلى اعتراف الحاضي بمسؤوليته عن قتل ضحية مجهولة الهوية، سبق أن عثرت عليها مصالح الأمن سنة 2001 ملقاة بحاوية للأزبال بمنطقة سيدي بو الذهب بالمدينة، وعن تفاصيل هذه الجريمة وضح الجاني أنها أول خطوة في مشوار إجرامه، وقد ألقاها بالحاوية المذكورة بعد أن اعتدى عليها جنسيا، وقضت شهرا كاملا مدفونة تحت شجرة زيتون بسيدي بو الذهب. وقد انتقلت الفرقة الجنائية الولائية لأكادير إلى مكان الجريمة مع الحاضي لتتأكد من صحة تصريحاته، بعد أن قدم وصفا دقيقا للضحية يتطابق بشكل كامل مع ما هو مثبت في محضر العثور على الضحية سنة .2001 وأحيل مساء يوم الجمعة الماضي على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بأكادير، واستمع الوكيل العام للمتهم عبد العالي الحاضي بحضور أحد أعضاء النيابة العامة باستئنافية أكادير. ومن جهة أخرى، علمنا أن الوكيل العام استمع في إطار الملف نفسه إلى ثلاثة متهمين آخرين تتراوح أعمارهم ما بين 22 و41 سنة وجهت إليهم تهمة عدم التبليغ عن وقوع جناية، والتعاطي للشذوذ الجنسي، ويتعلق الأمر بجار للجاني مهنته بقال، الذي صرح للمحققين بملاحظته مرات عديدة تردُّدَ أطفال على مسكن الجاني دون أن يبلغ السلطات بذلك، والثاني نقال (صاحب عربة نقل) بتهمة عدم التبليغ لكون أحد الأطفال قد أبلغه بما تعرض له من اعتداء جنسي من قبل الجاني، فلم يبلغ هذا الأخير رجال الأمن. وقد دل عليه جار الضحية (البقال) الذي لاحظه يوما يحوم حول مسكن الجاني، ويُعتقد أنه كان هناك ليتأكد من تصريحات الطفل. وشاب آخر، كان الجاني يعتدي عليه دون أن يقتله، وقد علل عدم قتله لهذا الشاب لكون الأخير كان يزوِّده بصحن من الكسكس دائما. وفي انتظار الكلمة الحاسمة للقضاء في هذه النازلة، يبقى مصير خمسة أطفال آخرين مفقودين مجهولا. ويتساءل بعض المواطنين عن الكيفية التي ستتعامل معها مصالح الأمن مع أطفال الشوارع وأعداد الشمكارة، الذين قد يقود التحقيق معهم إلى حقائق جديدة في ملف الشذوذ الجنسي. رشيد فنان الحسين زاهيدي / تاروادانت