عاد الى الكويت خالد الدوسري الذي أفرجت عنه السلطات المغربية بعد فترة اعتقال دامت ثلاثة أشهر بتهمة الانتماء إلى ما يسمى "خلية جبل طارق" ذات الصلة بتنظيم "القاعدة"، وكان الدوسري غادر الكويت إلى دولة خليجية ومنها إلى المغرب بقصد الزواج، ومكث فيها أربعة أيام قبل أن يعتقل. وكشف الدوسري ل "الرأي العام" أنه تعرض للتغذيب أثناء توقيفه واستجوابه في تهم لا تمت له بصلة، موضحا أن محور التحقيق معه كان يرتكز على أنه أحد أعضاء تنظيم القاعدة، وقال إن المحققين استجوبوه في بداية اعتقاله "لثلاثة أيام متواصلة، ولم يسمحوا لي بالنوم أو الاستراحة، ولم يقتنعوا بإنكاري التهم الموجهة الي". وأوضح الدوسري أن بداية اعتقاله "كانت في أحد مقاهي الأنترنت، حيث كنت أتصفح بعض المواقع الإسلامية على الشبكة العالمية". وكشف خالد الدوسري ل "الرأي العام" أن السلطات المغربية "تعاملت معي بقسوة ووحشية (...) كان المحققون يركلونني في أماكن حساسة في جسدي، ويوجهون اللكمات إلى وجهي بعد تغطيته بغطاء أسود". وزاد: "تعرضت للتعذيب بما كان يسميه المحققون (الشوّاية)، حيث كانوا يربطونني الى عمود حديد ويمدون يديّ وقدميّ ويقلبونني كما تقلب الدجاجة في الشواية لانتزاع اعترافات مني...". وبماذا كنت تجيبهم؟ قال الدوسري: "كنت أنفي وأصر على إنكار كل التهم، لأنني لا صلة لي بالقاعدة ولا بالأسماء التي ذكروها". وعن الأسماء التي كان المحققون يركزون عليها أثناء استجوابه قال: "الملا بلال وسيف العدل وأبو الزبير الحائلي (...) والأخير هو السعودي المعتقل لديهم والشهير ب (الدب)". وتابع الدوسري تعداد وسائل التعذيب التي تعرض لها على أيدي المحققين المغربيين، موضحا أنه "بعد الشواية استخدموا معي الصعق الكهربائي والحرق بأعقاب السجائر (...) كنت أنهار ويغمى عليّ لساعات، ثم يصحونني بالقوة ويعيدون علي أسئلتهم وتعذيبهم". وعن ظروف اعتقاله قال: "كنت محتجزا في زنزانة ضيقة للغاية، المرحاض في داخلها وهو لقضاء الحاجة وغسل الملابس...عانيت الأمرين، فإذا طلبت من سجاني أداء الصلاة، فهم لا يسمحون لي بالاغتسال أو الوضوء إلا حسب أمزجتهم، ورفضوا طوال فترة اعتقالي أن يرشدوني إلى اتجاه القبلة، و كانوا يقولون لي إن الله في كل مكان فصل له في أي اتجاه وسيقبل صلاتك", وأوضح الدوسري، الذي كان يتحدث بمرارة، أن الطعام "لم يكن يزيد على الوجبتين اللتين لا تكفيان حتى لإشباع طفل في السادسة من عمره، فضلا عن قذارة الآنية التي كان يقدم فيها الطعام"، وقال "سقاني المحققون شرابا في بداية التحقيق معي وشعرت بعده بشىء من فقدان السيطرة على نفسي، ولا أعرف إن كان هذا الشراب مؤثرا على الأعصاب أو خلايا المخ". وردا على سؤال عما إذا كان شارك في الحرب الأفغانية أو في البوسنة، قال الدوسري إن "أبو الزبير الحائلي الشهير بالدب تعرف إلي بعد أن واجهونا ببعضنا البعض، وأخبرني بأنه رآني في البوسنة (...) نعم أنا ذهبت إلى البوسنة لكني لا أذكر أني التقيته (أبو الزبير) هناك"، وأضاف: "نعم، كذلك سافرت إلى أفغانستان، لكن منذ زمن بعيد (...) أيام الحرب ضد الروس، وقبل مجيء حركة طالبان والقاعدة". وعن المدة التي مكثها في أفغانستان قال "تدربت تدريبات عسكرية لمدة شهر قبل أن أعود إلى الكويت بعد إصابتي بمرض الملاريا ...لكني لم أشارك مطلقا في أي حرب أفغانية - أفغانية". ونفى خالد الدوسري أن يكون تعرض للاعتقال أو التحقيق في أي دولة في العالم "بخلاف المغرب وبلدي الكويت التي وصلتها مخفورا يرافقني على الطائرة الكويتية رجلا أمن مغربيان سلماني إلى رجال الأمن في الكويت بعدما زوداهم بصورة من محضر التحقيق الذي أجرته السلطات المغربية معي"، موضحا أن "الأسئلة تركزت على ظروف وأسباب " اعتقاله في المغرب.
حاوره ماجد العلي
رسالة عاجلة : الجالية المغربية بالكويت تستفسر !! المغاربة بالكويت محترمون قمة الاحترام بسبب قلتهم وتميزهم وأخلاقهم النبيلة أولا، ثم بسبب العلاقات المتميزة بين المغرب والكويت، هذا إضافة إلى مواقف المغرب المتزنة أثناء االأزمة السابقة بين العراق والكويت .. وما تزال هذه المكانة يعتز بها كل مغربي مقيم بالكويت إلى يومنا هذا .. وأنا شخصيا تفتح أمامي كل الأبواب احتراما لي ولمكانتي العلمية هنا، إضافة إلى جنسيتي المحترمة .. لكننا فوجئنا كمغاربة بزلزال يدوي تحت أرجلنا وبوابل من الأسئلة عن بلدنا الذي نعتز به وبأجوائه الديمقراطية التي أصبحت مثار فخر واعتزاز لنا أينما ارتحلنا لا سيما لو قورنت أوضاع المغرب بباقي البلدان العربية .. المفاجأة جاءت في مقال ورد بجريدة الرأي العام الكويتية يوم الخميس 5سبتمبر 2002 وأنقلها لكم للاطلاع وهدفنا من هذا أن يتم الرد من سلطاتنا الموقرة على هذه الاتهامات التي تشوه صورة البلد الحبيب الذي نعشقه ونعتز بالانتماء إليه. وإن كنا نستبعد ما ورد في المقالة فإننا نرسل صيحة للمسؤولين أن يجيبوا على هذا الموضوع وطمأنتنا ليتسنى لنا الرد عليه إن كان ادعاء .. وهذا ما نرجوه. مصطفى أبوسعد - الكويت