شارك عشرات المغاربة والأجانب، مساء أمس الاثنين، في وقفة تضامنية أمام مقر السفارة النيجيرية بالرباط، للتنديد بالهجمات المسلحة التي شهدتها نيجيريا مؤخرا، مخلفة عشرات القتلى. ووضع المشاركون في الوقفة شموعا أمام مقر السفارة، حدادا على أرواح ضحايا الهجمات المسلحة بنيجيريا، منددين بالإرهاب الذي يودي بحياة الأبرياء، ويهدد أمن واستقرار البلاد. وقال الناشط الحقوقي مهدي بنخوجة، إن الدعوة لهذه التظاهرة التي تعد الأولى من نوعها في المغرب تضامنا مع ضحايا التفجيرات في نيجيريا، لا يؤطرها حزب سياسي أو تنظيم مدني، بل جاءت استجابة لدعوات على وسائط التواصل الإجتماعي، ردا على موجات الإرهاب والتطرف المتصاعدة في المنطقة. وأضاف بنخوجة أن أعمال العنف التي تهدد عواصم إفريقية عدة، تؤشر على تنامي التطرف والتعصب، يستدعي الإدانة والتحرك من أجل التعبير بشكل واضح عن رفضه وشجبه. وكان تفجير انتحاري شمال شرق نيجيريا قد خلفت أمس الأحد مقتل 8 أشخاص، فيما أدى تفجير آخر بمدينة مايدوجودي (شمال شرق البلاد) استهدف سوقا شعبيا إلى سقوط أكثر من 20 قتيلا وعشرات المصابين. ومنذ مايو من العام الماضي، أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ في ولايات "بورنو"، و"يوبي"، و"أداماوا" في شمال شرقي البلاد، بهدف الحد من خطر "بوكو حرام". وخلال الأشهر الأخيرة، سيطرت جماعة "بوكو حرام" على العديد من البلدات والقرى في الولايات الواقعة في شمال شرق البلاد، معلنة إياها جزءا من "الخلافة الإسلامية". وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.