من المنتظر أن تحسم اليوم اللجنة التقنية لاستعمال وسائل الإعلام العمومية في الحملة الانتخابية في القضايا الخلافية التي مازالت تشكل موضوع خلاف بين أعضائها ومنها استعمال اللغة الأمازيغية والبرامج الحوارية. ومع اقتراب الوقت القانوني لانطلاق الحملة الانتخابية لاستحقاقات 27 شتنبر الجاري. تعود إلى الواجهة مناقشة الإعلام السمعي البصري ببلادنا وطريقة تدبيره لهذه الحملة ومدى التزامه العدل والموضوعية في توزيع الحصص بالتساوي بين الأحزاب لالقاء كلماتهم وتوضيح مواقفهم وبرامجهم وتصوراتهم وحث المواطنين على التصويت عليهم. وهكذا ففي الوقت الذي سجلت العديد من الأحزاب إدانتهاورفضها للطريقة التي سير بها القطاع السمعي البصري في مواكبته للحملة الانتخابية ولاستحقاقات سنة 1997، نجد اللجنة التقنية لاستعمال وسائل الإعلام العمومية المغربية في الحملة الانتخابية لم تحسم في تحديد المدة الزمنية لتوزيع الحصص المخصصة للهيآت السياسية أثناء الحملة الانتخابية في وسائل الإعلام العمومية وطريقة تناول تدخلات الأحزاب وكيفية متابعة أخبار الحملات الانتخابية للأحزاب واطلاع المواطنين على مسار تحركهم، ومراحل عملهم السياسي. ويبدو أن الأحزاب المغربية ليست على رأي واحد في طريقة تسخير الإعلام السمعي والبصري لفائدة الحملة الانتخابية بما يضمن نوعا من المساواة والعدل بينها، ففي الوقت الذي طالب فيه حزبا الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار بالرفع من المدة الزمنية المخصصة لحصص بعض الأحزاب التي وصفت بالتاريخية، نجد حزب الاستقلال يطالب بضرورة الانتقال بالاعلام السمعي البصري من الطريقة التقليدية المتمثلة في إعطاء الأهمية للجانب التقني والكيفي وبث أطوار الحملة داخل استديوهات التلفزة إلى شكل أكثر تطورا وأكثر عصرنة. وطالب حزب الاتحاد الديمقراطي والحركة الوطنية الشعبية باستعمال اللغة الأمازيغية في الحملة الانتخابية عبر وسائل الإعلام السمعي البصري لتسهيل التواصل مع الذين لا يفهمون إلا الأمازيغية. وتؤكد معطيات الواقع الحالي للقطاع السمعي البصري أن المسؤولين عنه لم يتعاملوا قط بما يقتضيه الأمر من عدل ومساواة، بل بكل ميز وتفاضل، فقد خصصت اللجنة التقنية لكل حزب 9 حصص: الثلاث الأولى منها في القناة الأولى والثلاث الثانية في القناة الثانية والثلاث الثالثة الأخيرة في الإذاعة الوطنية، لكن بتفاوت في المدة الزمنية لكل حصة. وتتراوح الحصص التي خصصتها اللجنة التقنية لمواكبة الحملة الانتخابية إعلاميا بين ثماني دقائق وخمس دقائق حسب ثلاث مجموعات. وعليه ستحصل إلى حدود الآن أحزاب المجموعة الأولى كالاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية على تسع (9) دقائق بينما تكتفي أحزاب المجموعة الثانية وهي إحدى عشر حزبا منها العدالة والتنمية والحركة الوطنية الشعبية وجبهة القوى الديمقراطية والتقدم والاشتراكية والحزب الوطني الديموقراطي والاتحاد الديموقراطي.. بسبع (7) دقائق. أما أحزاب المجموعة الثالثة وتضم الأحزاب الجديدة منها المؤتمر الوطني الاتحادي واليسار الاشتراكي الموحد، والحزب المغربي الليبرالي والقوات المواطنة والتجديد والانصاف ورابطة الحريات والعهد فخصصت لها خمس (5) دقائق فقط. وأفادت مصادر مطلعة أن ضيف النشرة تصل حصته الزمنية إلى خمس دقائق في القناة الأولى ومثلها في الإذاعة الوطنية وأربع دقائق فقط في القناة الثانية. أما المدة الزمنية لتغطية التجمعات فحصرت ما بين أربع دقائق في القناة الأولى وثلاث دقائق في القناة الثانية. عبد الرحيم اليوسفي