تخرج إلى العلن بين الفينة والأخرى فضائح أبطالها بعض رجال الدرك أو الشرطة، الذين يسقطون في كممائن ينسجها مواطنون، عن طريق تصوير فيديو، يظهرهم متلبسين بطلب أو تلقى الرشوة من قبل سائقي السيارات والشاحنات والدرجات النارية. ولم يقتصر فضح تورط رجال الأمن بتلقى الرشوة، على المغاربة فقط، بل استيقظ العالم الافتراضي قبل أيام، على شريط فيديو بثه سائح اسباني يدعى "كوستافو"، على موقع يوتوب، يبين تعرضه لابتزاز عنصرين أمنيّين، خلال توقيفه بحاجز أمني للمراقبة والتفتيش بمدينة طانطان. شريط الفيديو الذي حقق قرابة 100 ألف مشاهدة على موقع يوتوب خلال وقت قصير منذ نشره، وتم تداوله على نطاق واسع على المواقع الإجتماعية، والصحافة الإلكترونية، نال تعليقات ساخرة من طرف الإسبان، وأخرى مستنكرة من طرف المغاربة، الذين اعتبرو هذا الفعل وصمة عار على جبين المغاربة وجهاز الأمن المغربي. وقد قامت مديرية الأمن الوطني بتوقيف الشرطيين العامليْن بالهيئة الحضرية لمدينة طانطان، بعد إنتشار الفيديو الذي يبين عملية "التسول". واعتبر عبد الصمد صدوق رئيس جمعية "ترانسبارنسي المغرب"، أن سرعة مديرية الأمن الوطني في اتخاد قرار التوقيف بحق الشرطيين اللذين يظهران في فيديو السائح الإسباني، يعطي صورة إيجابية، ويؤكد عزيمة الدولة على محابة الرشوة". وأضاف صدوق، في تصريح لموقع جديد بريس، أن "التطور التكنولوجي، وتصوير حالات التلبس بالرشوة يقتصر فقط على حالات الرشوة الصغيرة، ولا يتطرق إلى أشكال الرشوة الكبيرة"، مؤكدا أنه "لايمكن الحديث عن تفشي الرشوة فقط بالجهاز الأمني" فالرشوة حسب رئيس جمعية ترانسبرانسي "معممة في جميع القطاعات: الصحة،العدل،التعليم العالي..، وهي مرض مزمن ينتشر في كل القطاعات". وتابع رئيس جمعية "ترانسبرانسي المغرب"، أنه "من غير المنصف اتهام جهاز الأمني بتفشي الرشوة به بشكل أكبر من القطاعات الأخرى، إذ ليس هناك دراسات مخصصة للجهاز الأمني تجزم بصدارته المؤسسات التي تتفشى بها الظاهرة"، مسترسلا أن "الذي يجعل الرشوة مركزة على رجال الأمن، هو العلاقة المباشرة التي تربط رجال المراقبة بشكل عام بالمواطن". وأكد المتحدث أن "الرشوة تؤثر سلبا على صورة واقتصاد المغرب، بالإضافة إلى التماسك الإجتماعي، فمع التكنولجيات الحديثة مثل هذه الصور تنتشر بشكل سريع"، مضيفا أن "المغرب يسوق صورة إيجابية للخارج، وبهذه الممارسات سواء الرشوة الصغيرة أو المتوسطة أو الكبيرة تتعرض صورة المغرب للاهتزاز عند المستتمرين الأجانب، أو على مستوى الإقتصادي والسياحي للبلاد". وكانت إحصائيات الهيأة المركزية للوقاية من الرشوة أكدت إحتلال الجهاز الأمني بالمغرب صدارة المؤسسات التي اشتكى المواطنون من تفشي الرشوة بها بشكل كبير، يليها قطاع العدل ثم قطاع الصحة.