هناك فرق بين فرض الكلام المسؤول الذي يدين ويستنكر الأعمال البشعة التي ترتكب باسم الدين وباسم الأمة من جهة، وبين تغذية ثقافة اللوم وجلد الذات من جهة أخرى. يجب أن نكون واعين تمام الوعي، كما يجب أن يكون ولاؤنا مفعما بالروح النقدية، وأن نمتلك الشجاعة لإدانة واستنكار أعمال هؤلاء الذين يريدون أن ينتصروا باسم الدين وباسم الأمة، في حين أنهم يخونون مبادئ هذا الدين. رغم ذلك، ينبغي أن نتجنب الانتقائية في غضبنا وعواطفنا حسب الضحايا هل هم "منا" أم لا. فكل إنسان تم قتله، أو تعذيبه، أو إسائة معاملته، يجب أن يجدنا على أهبة الاستعداد وعلى قدم الاتساق لاستنكار هذه الممارسات بكل وضوح وعزم، سواء كان الضحية فرنسيا، أو أمريكيا، أو افريقيا، أو عربيا، أو فلسطينيا، أو يهوديا، أو مسيحيا، أو مسلما، أو بوذيا، أو هندوسيا، أو آسيويا. فرنسا الآن تبكي موتاها، والأمر نفسه بالنسبة لسوريا، والعراق، والكونغو، وفلسطين، وأفغانستان، وباكستان. إن جميع أشكال الإرهاب، والتطرف، والعنف الأعمى، والتعذيب المقنن كلها أمور ممقوتة لا يمكن أن نقبلها أو نسمح بها. إضافة إلى أن ما حدث ليس قضية المسلمين فقط وأنهم مدعوين مرة أخرى إلى الاعتذار، بل هي قضيتنا نحن جميعا، وقضية البشرية جمعاء، فنحن مدعوون إلى النهوض معا واستنكار جميع أشكال الرعب أينما كانت، بكل قوة وشجاعة وعزم، وفاء لمبادئنا ووفاء للضحايا.