تتواصل في صحراء النقب الحارقة والقاحلة، جنوبفلسطين، مأساة أكثر من 70 ألف فلسطيني تحرمهم قوات الاحتلال الإسرائيلية من أساسيات الحياة، خاصة المياه. ففي وسط صحراء النقب، تتواجد بيوت قرية "صويصين" البدوية المبنية من الصفيح، والتي لا ماء ولا كهرباء فيها بحجة عدم الاعتراف بها من قبل قوات الاحتلال. وتقول إحدى المواطنات من هذه القرية أن قوات الاحتلال لا تمد قريتهم بالمياه في الوقت الذي جفت فيه آبار التجميع. وتضيف: نحن نحرم أطفالنا من الحمام لأنه لا ماء لدينا، إنهم يلاحقوننا صيف شتاء. وعدم وجود الخدمات في هذه القرية و47 قرية أخرى يقطنها 70 ألف عربي فلسطيني سببه ادعاء قوات الاحتلال بأن هذه القرى "غير شرعية"، في الوقت الذي تقام على مقربة منهم المستوطنات للقادمين من خارج فلسطين، حيث تبدو هذه المستوطنات جنة خضراء تقابلها خيم البدو الفلسطينيين المحرومين. ويؤكد سكان هذه القرى أنهم محرومون من الخدمات الصحية، فمثلا قرية "صويصين" لا يوجد بها إلا عيادة صحية ويضطر الأهالي للسفر عدة كيلومترات للوصول إلى المدن المجاورة كبئر السبع لتلقي العلاج. وفي خطوة تضامنية مع سكان هذه القرى نظمت مسيرة لمنظمات أهلية إنسانية شارك فيها 30 حافلة اتجهت من تل أبيب إلى هذه القرى، وكتب عليها باللغات العربية والعربية والإنجليزية" "عرب النقب عطشى". ويقول عطية عاصم، منسق لجنة الأربعين قرية غير المعترف بها، لصحيفة القدسالفلسطينية الجمعة 23/8/2002م: "كان عندنا 13 مليون دنم من الأرض، لم يبق منها سوى مليون ونصف، حيث استولت قوات الاحتلال عليها، وتحاول الاستيلاء على ما تبقى لنا. ويضيف: لا يوجد طرق في هذه القرى، ونشتري المياه بالقطارة من الشركة الإسرائيلية، بيوت القرى كلها مهددة بالهدم، وقد هدم فعلا خلال الشهرين الماضيين 40 بيتا. أما الخدمات التعليمية فيوضح الأعصم أنه لا توجد إلا 16 في القرى الثمانية والأربعين، ولا تكفي احتياجات أبنائهم مما يتسبب في ترك أغلبهم للمدارس. فلسطين-عوض الرجوب 23/8/2002م