في ندوة الصناعة المعجمية الحديثة بالرباط دعا متخصصون في اللغة والمعجمية إلى ضرورة التنسيق بين الجهود المبذولة عربيا في ما يتعلق بالانتاج المصطلحي للغة العربية الذي يعرف تراكما مهما لكنه لا يؤتي أكله بسبب غياب التنسيق بين المشاريع القائمة. كما شدد متدخلون في الندوة العلمية التي اختتمت يوم الأربعاء 12 نونبر ، بمكتب تنسيق التعريب بالرباط؛ على أن الجهود المبذولة فيما يتعلق بالرقمنة والمحتوى العربي على الأنترنت يتعيّن أن يصاحبها تعريب التعليم الجامعي وتوظيف مخرجات الرقمنة في النظام التعليمي. في هذا السياق اعتبر الخبير في الهندسة اللغوية محمد الحناش أن اللغة العربية التي هي السابعة من بين اللغات من حيث المتحدثين بها؛ تتراجع إلى المركز 13 من حيث المحتوى العربي؛ وذلك لأن التعليم الملقّن باللغة الأجنبية في الدول العربية يقف عائقا أمام زيادة المحتوى الرقمي بالعربية على شبكة الأنترنت. هو الرأي ذاته الذي فصّل فيه المعجمي العراقي علي القاسمي؛ مبيّنا أن إصرار الدول العربية على اعتماد التعليم بلغة المستعمر؛ يجعل خريجي الجامعات العربية لا يستطيعون إنشاء مواقع على الانترنت باللغة العربية، في الوقت الذي يمكن لخريج الجامعة بإيران مثلا إنشاء موقع علمي له بلغته الأم، وهو ما جعل الفارسية تتقدم على العربية من حيث المحتوى الرقمي. الحناش الذي أشار إلى أن الأجانب هم الذين ينفقون اليوم على مشاريع رقمنة اللغة العربية؛ أوضح أن الرهان اليوم هو كيف نستفيد من الرقمنة في التعليم الذي هو المجال الحقيقي لتطبيق الرقمنة؛ حيث يمكن للتلميذ عوض محفظة ممتلئة بالكتب أن يصحب إلى المدرسة جهازا محمولا يتضمن الكتب التفاعلية. وذكر الحناش في مداخلة له بالندوة التي حملت عنوان "اللغة العربية والبحث في منهجية الصناعة المعجمية الحديثة"؛ مجموعة من المشاريع القائمة بالمغرب في هذا الصدد؛ مؤكدا أنهم بصدد إنشاء مركز هندسة اللغة العربية بفاس؛ وكذا الاشتغال على رقمنة الكتاب المدرسي بعد نجاح تجربة رقمنته في اليمن وعمان وإنتاج كتب تفاعلية للتلاميذ. وضمن الندوة ذاتها؛ ألقى الباحث احمد شحلان مداخة له حول معجم ابن شوشان العبري وأصوله العربية، حيث استعرض المسار التاريخي والعلمي لتشكل المعجم العبري وجهود الباحثين في البحث عن لغة معيارية لقوميتهم الوليدة، من خلال الاحالة الى الجذور العربية للمعجم حيث ظلت العربية تشكل ثقافة اليهودي منذ القديم، وهو ما يتجلى في الكتب العبرية وتلك التي انتجها احبار اليهود. وشارك في الندوة التي امتدت يومي 11 و 12 نونبر 2014 متخصصون وخبراء في اللغة والمعجمية من دول مختلفة، من بينهم محمد حسن عبد العزيز عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومدير مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية بالجزائر رشيد بنمالك، وعبد الله بونفور أستاذ معهد الدراسات الشرقية بباريس.