أوضحت مصادر مطلعة، أن عملية "حجز كمية قياسية من الكوكايين" بمدينة مراكش مازالت حبلى بالمفاجآت، إذ تعمل الفرق الأمنية المختصة على تفكيك خيوطها والبحث عن طرق وصولها إلى المدينة الحمراء انطلاقا من مدينة أكادير. وقالت المصادر إن التحريات الأولية أظهرت أن الكمية المحجوزة والتي تقدر بحوالي 226 كيلوغرام كانت قادمة من إحدى دول أمريكا اللاتينية وموجهة للاستهلاك بجنوب أوروبا تحت إشراف شبكة دولية للاتجار في المخدرات. وقالت المصادر ذاتها، إن عدد الموقوفين لحد الآن وصل إلى 16 شخصا بعد أن كشفت التحريات الأولية عن أسماء متورطين في مدن أكاديروالبيضاء وطنجة. وأضافت مصادر "التجديد"، أن المتهمين الموقوفين بداية سيحالون على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف اليوم (الثلاثاء)، وذلك من أجل تكوين عصابة إجرامية والاتجار الدولي في المخدرات الصلبة، قبل إحالة باقي أفراد الشبكة بنفس التهم في وقت لاحق وبعد الانتهاء من التحقيقات الأولية. وكانت مصالح أمن مراكش، قد أوقفت في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضي اثنين من عناصر الشبكة الدولية للاتجار في المخدرات عند نقطة الأداء بمدخل مدينة مراكش، حيث كانا على متن شاحنة صغيرة خاصة بنقل الأسماك، وتم حجز الكمية المذكورة من الكوكايين، قبل توقيف عنصرين آخرين من نفس الشبكة بمنطقة سيدي بوعثمان على بعد حوالي 30 كلم من مدينة مراكش في اتجاه الدارالبيضاء، فيما تمكنت فرقة أمنية بالرباط من اعتقال عنصرين آخرين. وأفادت مصادر إعلامية، أن عناصر من إدارة مراقبة التراب الوطني، تتبعت مسار الشاحنة المحملة بالكوكايين من مدينة أكادير إلى مراكش، حيث ظلت طيلة المدة التي قطعتها الشاحنة تترصد تحركات سائقها، وتخبر المسؤولين مركزيا بتفاصيل تحركات أفراد الشبكة، قبل إيقاف الشاحنة في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة من قبل مصالح ولاية أمن مراكش. وكان محمد الدخيسي والي أمن مراكش، قد أكد في ندوة صحفية عقدها بمقر ولاية أمن مراكش زوال يوم الجمعة الماضي، أن إدارة مراقبة التراب الوطني رصدت نشاط هذه الشبكة التي تنشط في مجال الاتجار الدولي في المخدرات الصلبة، قبل أن تنسق عملها مع الإدارة العامة للأمن الوطني، لتباشر مصالح ولاية أمن مراكش عملية إيقاف الشاحنة المحملة بالمخدرات عند مدخل مدينة مراكش. وأشار الدخيسي إلى أن القيمة المالية لكمية الكوكايين المحجوزة بلغت حوالي 22 مليار و600 مليون سنتيم، وأن كل كيلوغرام واحد من الكوكايين الخالص يخلط بحوالي أربع كيلوغرامات من مادة "الكراك" قبل ترويجه.