1. التأطير والتنشيط إن مبادرة كتابة الدولة في الشباب للرفع من عدد المستفيدين من مخيمات صيف 2003 إلى 100 ألف مستفيد تعتبر في حد ذاتها مطمحا طالما انتظره المهتمون بالشأن التخييمي للأطفال منذ سنوات. وشكل واحدا من بين القضايا والمطالب التي دعت إليها المنظمات التربوية المهتمة بقطاع المخيمات في العديد من اللقاءات وموائد النقاش. التي كان الإقرار فيها بهزالة أعداد المستفيدين من قطاع المخيمات، ومن ثم كانت الانتظارات تراهن على تفعيل هذا المطلب من خلال مبادرة جريئة تستجيب لحاجات واهتمامات التنظيمات الجمعوية، وتبقى سنة 2003 محطة تاريخية هامة في مسار قطاع المخيمات بالمغرب منذ بداية الاستقلال. وإذا كان تثمين هذه المبادرة في مرحلتها الأولى، كقرار واستعداد رسمي، هو من باب الواجب الذي يمليه الحس التربوي الذي شكل هما للتنظيمات التي ناضلت وعانت من التراجعات التي آل إليها القطاع منذ سنوات، فإن هذه الخطوة في حد ذاتها لا يمكن الإقرار بمدى نجاحها إلا بمتم موسم التخييم، لتوضع في إطار تقييم شمولي يمكن من الحكم عليها. فالمبادرة في حد ذاتها لا ترتبط فقط بالعدد المستفيد، بل بمدى علاقة هذا الأخير بجوانب أخرى لا تقل أهمية، تعتبر الأساس الذي سترتكز عليه، ويتعلق الأمر بالبنيات التحتية من مراقد.. مرافق صحية فضاءات التنشيط الماء الصالح للشرب التغطية الصحية الوقاية... إضافة إلى الجانب الأساس والأهم في هذه العملية وهو التأطير والتنشيط. التأطير والنشيط واقع يطرح العديد من التساؤلات إن قطاع المخيمات الصيفية ببلادنا قطع على مر تاريخه أشواطا ومراحل، فمنذ الاستقلال استطاع أن يراكم تجربة 47 سنة، وهي ليست بالمرحلة السهلة، لأنها تحمل في عمق دلالاتها الارتباط التاريخي للمغرب بقطاع الطفولة والشباب، والذي شكل في بداياته الأولى دعامة أساسية في تنشئة وتكوين جيل ما بعد الاستقلال، وباعتبار ما تشكله عملية تكوين أطر المخيمات من أهمية، ولكونها الدعامة الأولى لنجاح أي مشروع للمخيمات من أهمية، ولكونها الدعامة الأولى لنجاح أي مشروع للمخيمات في شقه المرتبط بالعلاقة مع الأطفال المستفيدين على مستوى الإشراف والتوجيه التربوي، والمراقبة والتتبع والبرمجة والتنشيط والتخطيط والتسيير والتدبير، فإن الرهان المقبل يطرح، على مستوى العد العكسي للمخيمات المقبلة، عدة تساؤلات؛ لعل أهمها مدى ارتباط عدد المستفيدين المتزايد من الأطفال بإمكانات ومؤهلات التأطير التربوي، حتى لا تحول المخيمات إلى مواسم لتجميع الأطفال ليس إلا، ويحول شعار العطلة للجميع إلى شعار بعيد عن الأهداف المرغوب تحقيقها. واقع التكوين والتأطير حاضر بثقله في هذ العملية. لا يمكن القول إن مستوى التكوين والتأطير في قطاع المخيمات بخير، وهو ما يجمع عليه جل المتتبعين والممارسين، في غياب تفعيل التوصيات السابقة وروتينية البرامج والمناهج المعتمدة في جل مراحله، وغياب تنظيم مقنن ومعقلن في هذا المجال. (غياب إحصائيات مضبوطة للموارد البشرية المكونة غياب الإطار القانوني لعض تخصصات التكوين عدم وجود وضعية قانونية للمؤطرين المنتمين لكتابة الدولة أو التكميليين، هذه هذه الفئة الأخيرة التي تشكل نسبة تزيد عن النصف في تأطير التداريب ، مجانية التأطير وعدم الاستفادة من تعويضات تأطير التداريب، وعدم وجود ظروف العمل المناسبة...) كل هذه وغيرها عوامل ساهمت في تدني وضعف التكوين، وانعكست على تأطير المخيمات، التي أصبحت غالبيتها لا تسعى لتحقيق الأهداف الحقيقية للمخيمات. إن التجربة المقبلة ستشكل مجهرا حقيقيا لواقع مستوى التأطير الذي يعانيه القطاع، وملامسة هذه التجربة على أرض الواقع من شأنها، وهذا هو الأهم، أن تطرح مجموعة من الإشكاليات والتساؤلات، إذا أخذت بجدية ستشكل إقلاعا حقيقيا لقطاع المخيمات ببلادنا، ولا ننسى من موقع المسؤولية التاريخية أن هذه المحطة الصيفية المقبلة تعتبر بالنسبة للمنظمات التربوية الفاعلة في الميدان ميزانا لقياس درجة نضالاتها وهموم تراكماتها الميدانية السابقة، وهي ملزمة من منطلق ذلك بتحمل كل مسؤولياتها في نهاية المطاف. إعداد: الصديق بوقوص