قال مراسلو صحيفة نرويجية أمس ان الجنود الأمريكيين جردوا أربعة عراقيين يشتبه في أنهم لصوص، من ملابسهم وأحرقوها ثم دفعوا بهم في الشارع. وقال الصحفيون الذين شاهدوا الحادثة ان الجنود كتبوا عبارة "على بابا حرامي" بالعربية على صدور العراقيين، التي ترمز الى قصة "علي بابا والأربعين حرامي"، وفقا لما ذكرته لاين فرانسون مراسلة صحيفة داغبلادت الصادرة في أوسلو. وقالت فرانسون "فجأة شاهدنا أربعة عراقيين عراة مع أربعة جنود أمريكيين" بينما كانت في طريقها مع مصور في ساعة مبكرة من الصباح لكتابة قصة عن معاناة الحيوانات في حديقة حيوان بغداد في حديقة زاورا أثنا الحرب. وقالت "ظننا انهم كانوا متوجهين الى دورة المياه. دخلوا مبنى وبعد دقيقة دفع بهم الجنود في الشارع الرئيسي". وأضافت "ثم ركض الأربعة وهم عراة بأسرع ما يمكنهم" الى صديق كان ينتظر في سيارة مجاورة. والصور التي التقطتها الصحيفة وعرضت على وكالة فرانس برس تؤكد الحادثة. وتحدث أحد هؤلاء العراقيين قال ان اسمه زياد وعمره 20 عاما الى الصحفيين بعد ان تمكن من العثور على سروال. وقال انه كان مع أصدقائه في الحديقة يبحثون عن شقيقه الأصغر. وأكد الضابط المسئول الملازم أول اريك كنداري ان رجاله جردوا العراقيين من ملابسهم. وقال انه يواجه مشكلات مع عراقيين شبان يحاولون سرقة أسلحة مخزنة في الحديقة. وقال ان سكان الحي هم الذين أعطوه فكرة نزع الملابس. ونقل عن كنداي قوله للصحفيين "أعطونا الفكرة فجردناهم من ملابسهم وأحرقناها ثم دفعناهم خارجا وكتبنا عليهم (حرامي)". وأكد انه تم إحراق ملابسهم بالبنزين. وقال "الفكرة بالحقيقة نجحت" مضيفا ان ما يصل الى 100 شخص حاولوا سرقة أسلحة ومنها رشاشات كلاشنيكوف، يتم تخزينها بهدف إعادة تسليح الجهاز الأمني بنهاية الأمر. ونقل عن كنداي قوله وهو يضحك "ليس بالأمر السيء" وأضاف "لا نفعل هذا إلا بمن يسرقون أسلحة". وقال "بعض الخجل العلني، لا ايذاء جسدي وكل شيء يكون على ما يرام غدا". وتابع "نأمل ان يشعروا بالإحراج بحيث لا يعودوا". وأضاف كنداي ان جنوده، الذين كتبوا العبارات على أجساد العراقيين بقلم عريض أسود "فعلوا ذلك مرة في السابق" ولكن في تلك المرة "فعلناها بشخص واحد". وقالت فرانسون انه عندما دفع الجنود الأمريكيون بالعراقيين في الشارع كانوا يصرخون وراءهم "علي بابا، علي بابا"، وأضافت "شعر زياد بالغضب بعد ان أذله الجنود لدرجة ان كل ما أراد فعله هو العثور على قنبلة وإلقائها على الجنود الأمريكيين وكافة من كانوا في المدينة". وقال الكولونيل في الجيش الأمريكي ريك توماس المسئول عن الشئون العامة ان "هذه الحادثة لا تشبه أي حوادث سمعنا بها"، رافضا الإدلاء بمزيد من التعليق. ولم يحدد ما اذا كان سيتم فتح تحقيق في الحادث. وأكدت منظمة العفو الدولية من ناحيتها ان هذه الطريقة ستكون خطيرة في التعامل مع السجناء بما يمثل خرقا واضحا لسلطات قوات الاحتلال وفقا لاتفاقيات جنيف مهما كانت أسباب احتجاز هؤلاء السجناء فإنهم يتعين ان يعاملوا في كل الأوقات بطريقة انسانية. وأشار بيان المنظمة الى ان المادة 27 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على ان الأشخاص المحميين بتلك الاتفاقية في ظل ظروف الاحتلال يتعين ان يتم احترام ذواتهم وشرفهم وحقوقهم الأسرية في كل الأحوال وكذلك معتقداتهم وممارساتهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم. وأضافت ان نفس المادة تنص على ضرورة مراعاة سلطات الاحتلال في كافة الأوقات التعامل بطريقة إنسانية مع السكان الواقعين تحت الاحتلال وحمايتهم خصوصا ضد كافة أشكال الإهانات والعنف والتهديدات وإثارة الفضول العام بشأنهم أ.ف.ب