قامت قوات الاحتلال فجر أول أمس بارتكاب مجزرة جديدة في حق الشعب الفلسطيني البطل في غزة بعد يوم من إعلان الخطة الدولية لإحلال السلام، والتي تنص على قيام دولة فلسطينية بحلول عام 2005. وقد استشهد على إثر هذه المجزرة الرهيبة حوالي 15 فلسطينيا, من بينهم طفل رضيع وأحد قادة حماس في منطقة غزة, وجرح أكثر من 36 آخرين وصفت حالات بعضهم بالخطرة. وأكد "إسماعيل هنية" أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس أن عصابة الاحتلال تريد الاستمرار في عمليات القتل والتدمير والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف في مقابلة نشرت أمس أن ما حدث في حي "الشجاعية" بقطاع غزة هو أولى ثمار "خريطة الطريق". من جهة أخرى، اتهم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الاحتلال بمحاولة تقويض مشروع خريطة الطريق بهجومها على حي الشجاعية السكني شرق مدينة غزة والذي أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيا على الأقل. أما واشنطن فقد دعا بلاغ عاجل ألقاه الناطق باسم البيت الأبيض صباح أمس قيادة الاحتلال إلى ما أسماه "ضبط النفس" حتى لا تذهب خريطة الطريق أدراج الرياح. أما بالنسبة لكولن باول فقد دعا كلا من "أبي مازن" ( في تجاوز صارخ عرفات) وشارون إلى استغلال الفرصة للمضي قدما في تجاوز ما حدث والقضاء على ما أسماه ب"الإرهاب". أما السلطة الفلسطينية فقد أكدت على لسان رئيسها ياسر عرفات -الذي بدا غاضبا - أن "هذه الجريمة هي الرد الصهيوني الواضح على الخطة الأمريكية للسلام". هذا وقد وأكدت مصادر من داخل الكيان الصهيوني أن المجزرة رد طبيعي على العملية الاستشهادية التي تبنتها كتائب القسام وشهداء الأقصى قبل أيام قليلة, مؤكدة أن العملية مكنت كذلك من تصفية بعض الأشخاص المطلوبين للأمن الصهيوني. ومعلوم أن البيت الأبيض قدم وسط هذا الأسبوع "خطة الطريق" لتحقيق السلام إلى الجانب الفلسطيني بعد أن نجحت واشنطن و"تل أبيب" في فرض محمود عباس على عرفات. وتدعو هذه الخطة بصفة عامة إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية بشتى أشكالها, و التزام الجميع بما فيهم العرب بالامتناع عن تقديم يد المساعدة لها, مع التزام هذه الدول كذلك بتطبيع العلاقات بشكل كامل مع الصهاينة. لتأتي هذه المجزرة الصهيونية الجديدة وتحرج حلفاءها من الأمريكيين والعرب الذين دافعوا بكل قواهم السلطة الفلسطينية إلى قبول حكومة "أبو مازن" وبالتالي قبول تنفيذ "خريطة الطريق" كما هي. أحمد حموش