طالبت لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشعب المصري، بضرورة إنشاء قناة فضائية إسلامية عالمية ناطقة باللغات الأجنبية المختلفة، هدفها نشر الإسلام الصحيح بدول أوربا وآسيا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة وإفريقيا، وقال الدكتور "محمد علي محجوب"، وزير الأوقاف السابق ورئيس لجنة الشؤون الدينية، في تصريح له: "إن الهدف من هذه القناة هو نشر الإسلام، وإيصال المفاهيم الصحيحة للناس عن طريق علماء يتقنون اللغات المختلفة ويتمتعون بثقافة إسلامية عالية، وبعيدًا عن سلطات الأجهزة الإعلامية أو الثقافية"، وأضاف محجوب: "ليس شرطًا أن تتولى مصر هذه القناة، بل من الأفضل أن يتولاها المؤتمر الإسلامي، وتشارك فيها كل الدول العربية والإسلامية، وأشار رئيس اللجنة الدينية أن هذه التوصية ستدخل حيز التنفيذ بمجرد موافقة البرلمان المصري عليها. وقال "محجوب" إن الهدف من إنشاء المجلس الأعلى للخطاب الديني الذي أوصى به التقرير إنما يرجع لضرورة التزام كل الجهات المختصة بخطاب ديني واحد يقوم على الإسلام الصحيح، بدلاً مما نجده بوسائل الإعلام وأجهزة الثقافة. ونفى الدكتور محجوب أن يكون هناك تدخل لأي جهة في التقرير الذي أصدرته اللجنة وناقشه مجلس الشعب المصري الأسبوع الماضي، والخاص بتطوير الخطاب الديني. وأكد أن الدعوة التي وجهتها اللجنة لعلماء المسلمين وعلماء الدين المسيحيين للتعاون في مجال الخطاب الديني، إنما ترجع لطبيعة العلاقة بين المسلمين والأقباط بمصر. ونفى "محجوب" أن يكون الأزهر قد تراجع دوره كما ذهب البعض إلى ذلك، وقال :"مازالت المعاهد العلمية الأزهرية منتشرة في كل مكان، وتستقبل كثيرًا من الوفود الخارجية". وفي موضوع ذي صلة دعا المجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو المدير العام للمنظمة الدكتور "عبد العزيز بن عثمان التويجري"، إلى تكليف لجنة من الخبراء لإعداد دراسة مفصلة حول تنفيذ مشروع قناة فضائية إسلامية وتكاليف إنشائها وتسييرها، والحصص المقترحة على الدول الأعضاء للإسهام في تمويل هذا المشروع، وما يمكن أن تقدمه المؤسسات الخيرية والوقف الإسلامي لدعمه. كما دعا المجلس المدير العام إلى مواصلة التنسيق والتشاور مع الجهات المعنية في دولة قطر، وفي الدول الأعضاء الأخرى، لتنفيذ هذا المشروع. ومن جهة أخرى ستشارك المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو في أعمال الدورة الثانية للمؤتمر الدائم للوسائل السمعية البصرية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك بدعوة من الأمانة العامة، وستعقد الدورة من فاتح إلى الثالث ماي المقبل، تحت شعار : (الإعلام شريك أساسٌ في التنمية المستديمة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط). ويهدف المؤتمر إلى دراسة السبل الكفيلة بتحقيق مساهمة وسائل الإعلام في ترسيخ قيم السلم والتعاون والتعايش بين شعوب دول البحر الأبيض المتوسط، في إطار احترام تعدد ثقافاته وتنوع حضاراته المختلفة. ويشارك في أعمال المؤتمر إعلاميون ومهنيون في مجال الإعلام السمعي البصري، وأساتذة جامعيون في الاتصال وممثلو منظمات دولية وإقليمية كاليونيسكو، والإيسيسكو. ويبدو أن بعض الأصوات المخلصة قد بدأت ترتفع منادية بضرورة اعتماد وسائل العصر الأكثر تأثيرا، واستثمارها لصالح الإسلام، بدل ترك تلك الوسائل في يد المفسدين في الداخل والخارج. فإذا لم تقم الحكومات العربية والإسلامية والمؤسسات بدورها المنوط بها، فلا بد للمخلصين من أخذ المبادرة. إسماعيل العلوي