أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل، عن رفض حركته لأي مبادرة للتهدئة مع الاحتلال الصهيوني لا ترفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأنه لن يستطيع أحد نزع سلاح المقاومة الفلسطينية. ففي مؤتمر صحفي في العاصمة القطريةالدوحة مساء اليوم الأربعاء، قال مشعل: "لا نقبل بأي مبادرة للتهدئة مع الاحتلال الاسرائيلي لا ترفع الحصار عن شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ولا نقبل بمبادرات تسعى إلى الالتفاف على مطالب المقاومة وسنقبل بأي تهدئة إنسانية تسمح بإغاثة أهل غزة" في ظل الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من الشهر الجاري. ومضى قائلا: "لن يستطيع أحد نزع سلاح المقاومة، وهناك شرطان لنزع السلاح وهما: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان، ونزع سلاح إسرائيل". وتابع: "الآن هناك إجماع على الورقة التي قدمتها الفصائل والتي تتضمن مطالب الشعب الفلسطيني (...) البعض يقول إلى متى وهناك من يراهن على صبرنا ومن يراهن على صبرنا أقول له صبرنا أطول". ورأى مشعل أن المطلوب في المرحلة الحالية هو تنفيذ مطالب الشعب الفلسطيني ورفع الحصار بشكل فوري ومن ثم نتفق على وقف إطلاق النار، قائلا: "المطلوب الآن تنفيذ مطالبنا، ثم تحديد ساعة الصفر للتهدئة". وأكد على مطالب الفصائل الفلسطينية في غزة بقوله: "لا نقبل أي مبادرة لا ترفع الحصار (المفروض على القطاع منذ عام 2006) عن شعبنا ولا تليق بتضحياته (...) هناك نوايا عند البعض للضرر بشعبنا". وقال إنه "من حق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارة رام الله، ففيها الرئاسة والحكومة الفلسطينية، ولكن أدعوه لزيارة غزة لأن فيها القرار الميداني". كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى زيارة القطاع لمواساة أهله. وقال إن "حماس" وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية ليس لديهم أي حساسية في التعامل مع أي دور بما في ذلك الدور المصري، لكنهم لن يتنازلوا عن مطالب الشعب الفلسطيني في غزة المتعلقة برفع الحصار. وتابع بقوله: "نحن حركة حرة نحترم العرب جميعًا ولا نسمح لأحد أن يفرض علينا أي شيء". ولفت إلى أن "حماس" قدمت مطالبها من أجل التهدئة إلى تركياوقطر ومصر والسلطة الفلسطينية وتم إيصالها للولايات المتحدة وجميع الأطراف، مشيرا إلى أنه بعد مبادرة قطروتركيا للتهدئة بدأنا نسمع بمبادرات أخرى. ومضى مشعل قائلا إن حركة "حماس" لم تطلب التهدئة من أحد بينما طلبت الولاياتالمتحدة وإسرائيل من تركياوقطر التوسط للتهدئة، وبعدها بدأت تظهر المبادرات، فيما تبدو إشارة إلى المبادرة المصرية. وفي ال14 من الشهر الجاري، طرحت مصر مبادرتها لوقف إطلاق النار، وقبلت بها إسرائيل، فيما رفضتها حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي، معتبرتين أنها لا تلبي مطالب الفلسطينيين، ولاسيما الرفع الكامل للحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون فلسطيني، منذ فوز "حماس"، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006. وقال مشعل إن المقاومة بتصديها للعدوان الإسرائيلي أثبتت أنها لم تكن نائمة أو مشغولة بتجارة الأنفاق (بين مصر وقطاع غزة) بل أبدعت في الأنفاق والإعداد للمواجهة وكانت تخدم وتسهر من أجل الشعب الفلسطيني. وفيما يتعلق بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية، في بيان مساء أمس، إلى اجتماع للإطار القيادي المؤقت للمنظمة في القاهرة، قال مشعل: "سمعنا عن ذلك في وسائل الإعلام ولم نتلق دعوة رسمية للمشاركة في الاجتماع". ورفض مشعل وصف "المستوطنين الإسرائيليين الذين تصلهم الصواريخ الفلسطينية ب"المدنيين"، وقال "إن المستوطنين ليسوا مدنيين فهم يقيمون على أرض ليست لهم ويخربون ويقتلون المدنيين الفلسطينيين". وتابع بقوله إن الشعب الفلسطيني يدافع عن نفسه ولم يبدأ بالعدوان على إسرائيل، ومن بدأ بالعدوان هو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو بسب بعجزه وعدم قدرته على مواجهة معارضيه مثل أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي. وأضاف: "نحن الضحية وليست إسرائيل". وردا على سؤال بشأن احتمال إقدام إسرئايل على وقف إطلاق النار من جانب واحد، أجاب: "سيكون لكل حادث حديث وسنواصل المقاومة وسنحمي شعبنا وأرضنا". وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن فلسطينية، يشن الجيش الإسرائيلي، منذ السابع من الشهر الجاري، حربًا ضد القطاع، يطلق عليها اسم "الجرف الصامد"، تسببت حتى الساعة 20:00 "ت.غ" في استشهاد 693 فلسطينيا وإصابة نحو 4519 آخرين بجراح، بحسب مصادر فلسطينية. في المقابل، قتل 32 عسكريا إسرائيلياً ومدنيان إسرائيليان، وأصيب 435 مدنيا، معظمهم بحالات "هلع"، فيما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنها قتلت 65 جنديا إسرائيليا وأسرت آخر.