قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د.رمضان عبد الله شلح إن حركة الجهاد الإسلامي ورغم أنها لم تكن شريكة في الوضع الذي أفضى إلى إقامة حكم حماس في غزة، إلا أنها ستقاتل الدبابة الإسرائيلية التي جاءت لتغيير هذا الوضع وإفرازاتها أيضا. وشدد شلح في مقابلة مطولة مع قناة الجزيرة الفضائية مساء الاحد على أن العدوان الذي يتعرض له قطاع غزة جاء بقرار دولي وإقليمي وعربي وبتنفيذ من آلة الحرب الإسرائيلية بغية تغيير الوضع القائم في غزة. من ناحية أخرى، أكد شلح أن فصائل المقاومة الفلسطينية لن تقدم أبدا تهدئة تحت النار الإسرائيلية، مبينا أن المطلوب أولا وقف العدوان ومن ثم إنهاء الحصار وفتح المعابر، وبعد ذلك يمكن الحديث بإيجابية عن تهدئة تنهي المعاناة الفلسطينية. وأضاف شلح متحديا العدوان الإسرائيلي، إن الكيان بعملياته العسكرية توقع أن يقوم سكن القطاع على حماس كما حدث مع نظام صدام حسين، لكن الفلسطينيون أفشلوا هدفه وازدادوا التفافا على خيار المقاومة وتجند آلاف الشبان في صفوفها. وهنا نص اللقاء كاملا: عدوان بقرار دولي وعربي ماذا ينتظر غزة بعد الهجوم الإسرائيلي الذي أودى بمئات الشهداء والجرحى؟ قبل الحديث عن ماذا ينتظر غزة، يجب الحديث لماذا تتعرض غزة لما يحدث الآن ومن يفعل هذا بها؟ للأسف ما يجري في غزة هو تعبير عن قرار دولي وإقليمي اتخذ لتغيير الوضع القائم في قطاع غزة، وليفني عندما تحدثت لم تفعل بصفتها الشخصية فقط بل كناطقة رسمية باسم محور موجود في المنطقة والعالم يريد أن يصفي الوضع القائم في غزة، إذا الإرادة لهذا الهجوم هي إرادة دولية وإقليمية وللأسف عربية أيضا لكن التنفيذ ترك للآلة الحربية الإسرائيلية. الآن الإسرائيليون استطاعوا أن يمارسوا نوعا من المفاجأة في الضربة الأولى واعتمدوا الضربات الجوية متوقعين إحداث انهيار شامل في قطاع غزة حتى يتحركوا ميدانيا ويقطعوا أوصال القطاع على أمل تغيير الوضع القائم وان تتغير المعادلة وقواعد اللعبة. لكن نقول: هذا لن يتحقق أبدا وكل ما خطط له إسرائيليا سيبوء بالفشل ولن تحقق إسرائيل أهدافها وستنكسر هذه الحملة على صخرة صمود الشعب الفلسطيني. إسرائيل هي من أنهت التهدئة عندما تتحدث عن تواطؤ من اجل تغيير الوضع القائم بمعنى إنهاء حكم حماس في غزة، لكن الموقف المعلن رسميا في إسرائيل وقف إطلاق الصواريخ التي تطلق على البلدات الإسرائيلية؟ يجب أن لا نعول على ما هو معلن إسرائيليا ونحن نعرف أن لدى إسرائيل أكثر من خطاب في ذلك، وليفني هي التي تحدثت عن تغيير الوضع القائم ولسنا نحن، وسياسة تغيير الأهداف كل مرة والحديث بخطاب متعدد الأبعاد رأيناها في جنوب لبنان، ونحن لا نصدق الهدف الإسرائيلي المعلن بأن المسألة متعلقة بالصواريخ. ادعاء الصواريخ كذبة كبيرة. نحن لم ننه التهدئة وإنما إسرائيل هي التي أنهتها، نقول بصراحة: إذا كانوا جادين فعلا في وقف الهجوم والحديث عن التهدئة، مطلبنا هو وقف العدوان و من ثم فك الحصار وفتح المعابر وبعدها يمكن أن يكون لنا موقف ايجابي ونبحث في التهدئة كما حدث في السابق. لا تهدئة تحت النار هل العودة إلى التهدئة خيار قائم ويمكن أن يحدث في أي لحظة لإنقاذ الوضع؟ يمكن العودة الى التهدئة لكن ليس بشروط إسرائيلية تريد فرض استسلام على الشعب الفلسطيني، وهناك أطراف عربية للأسف تتساوق مع الخطاب الإسرائيلي، هي تحمل الفصائل المسؤولية في هذه المسألة، ونحن نقول بصراحة ليبدؤوا هم المبادرة لأن التهدئة التي كانت رغم قبولنا لها على مضض واستثنيت منها الضفة الغربية مراعاة لمعاناة للشعب الفلسطيني لكن كان هناك ثمن ستدفع إسرائيل والأطراف الأخرى كرفع الحصار وفتح المعابر لكن فؤجئنا بأنهم نكثوا بالوعود واستمرت التجاوزات والانتهاكات، لذلك نحن يمكن ان نبادر بأخذ موقف ايجابي إذا بادروا يوقف العدوان أولا ثم فتح المعابر وإنهاء الحصار، أما أن يكون المعروض علينا الموت البطيء بالحصار والتجويع والتقل ومنع الدواء والغذاء والكهرباء والوقود أو الموت الفوري والفجائي تحت النار في غزة نحن لا يمكن أبدا أن نرفع الراية البيضاء ولا يحلم احد في إسرائيل ولا في العواصم العربية بتهدئة بالشروط الإسرائيلية. مصر أخطأت تقدير الموقف الفلسطيني من تسميهم بالأطراف العربية تشير إلى مصر، لكن مصر تقول إنها حذرت مرارا لكن لم يسمع احد تحذيراتها، هل كان الأمر حتميا وغير متوقعا؟ آسف ان اسمع هذا الخطاب من بلد عربي كمصر وأظن أن من يصدر عنه خطاب اسطوانة حذرنا وحذرنا هو لا يدرك حجم وموقع مصر في الأمة ودورها في هذه الأمة، لا يمكن أبدا ان يقبل أي عربي او مسم او حر في العالم ان تمارس مصر دور الوسيط وفي لحظات ينحاز للطرف الآخر. الذي يحمل الضحية المسؤولية انه يبرر للجلاد فعله ويقول للجلاد إن ما تفعله صحيح واستمر في ذلك، لذلك ان هذا التحذير لا يكفي لأن مصر تعرف مطالبنا لتحقيق التهدئة، ولكن ان تحملنا مصر المسؤولية موقف ظالم ولا نتوقعه منها ابدا. نعتقد ان هناك خطأ في تقدير الموقف وفي قراءة موقف الفصائل، كان هناك قراءة خاطئة من قبل المصريين لموقف الفصائل وحماس وخاصة في مسألة الحوار. هناك موقع خطأ لمصر في فاجعة تمس الآن بمصر وشعبها. فحماس ليست هي الخطر وإنما إسرائيل، نسمع الإدانة اليوم من الشعب المصري وهو ما يؤثر على تماسك مصر وأمنها الداخلي. غزة أعدت الكثير ألا يمكن تفهم الانزعاج المصري من تحالف حماس مع إيران، وكذلك حزب الله الذي قال لحماس لن نترككم لوحدكم في غزو، هل هناك تعويل اليوم على حلفاء حماس؟ هناك اعتقاد إسرائيلي للأسف بأن الحرب التي وعد بها بوش على إيران وحزب الله في المنطقة لاستعادة قوة الردع لم تكن ممكنة والحسابات الإقليمية لم تسمح لبوش بالدخول في هكذا معركة، ولكن حليفه في المنطقة اعتقد أن غزة هي الجبهة الأضعف التي يمكن أن تنتصر إسرائيل فيها بسهولة، نحن نقول أن الشعب الفلسطيني سيصمد كما صمدت المقاومة في لبنان ولن تكون غزة لقمة سائغة أبدا. الآن لماذا لا يتحركون بالدبابات على الأرض، يبدو أن لديهم حسابات وخشية من مقاومة ميدانية عنيفة وهم على حق، أؤكد أن قطاع غزة أعد لهم الكثير وهذه ليست شعارات وإنما من تجربة مثل أسطورة مخيم جنين الذي قاتلهم لمدة 15 يوما. سنقاوم إسقاط حكم حماس لكن ما هي جاهزية الفصائل في قطاع غزة؟ ندرك قوة العدو من حيث الإمكانات المادية وترساناته التي حولت الجيوش العربية إلى سماسرة لمصلحة إسرائيل في المنطقة، مشكلتنا أننا نأبى الانضمام إلى طابور السماسرة في المنطقة ، وأخذنا قرار بالدفاع عن أنفسنا وعن حقنا ومن ينكر هذا الحق هذا شأنه أما أن يجبرنا رفع الراية هذا لا يحدث، نحن نملك إرادة الصمود وهذا أول شرط للانتصار وأيضا التوحد ونحن شعب عن بكرة أبيه مستهدف. من يبارك وينتظر نتائج العدوان إلى أين يمكن أن يصل، هل يعتقدون أنهم سيغيرون الوضع القائم في غزة بمعنى أن يأتي وضع بديل على دبابة إسرائيلية، هذا ما لا يقبله الشعب الفلسطيني، وهناك واقع فرض نتيجة صدام داخلي، هذا خلل يجب أن يصحح داخل البيت الفلسطيني، أما ان نستدعي القوى حتى تذبح الشعب الفلسطيني وتمر قطاع غزة عن بكرة أبيه فهذا خط احمر تجاوزته السياسة الفلسطينية والعربية التي بصمتها تدعم هذا الخيار. من يظن ان الوضع سيتغير في غزة على ظهر دبابة إسرائيلية فهو واهم، شعبنا لن يسمح بذلك، لم نكن طرف في الصراع الداخلي لكننا سنقاتل الدبابة الإسرائيلية وكل إفرازاتها. وأنا هنا أحذر أن نتيجة هذا العدوان أن تنشب حرب أهلية فلسطينية. الذين يراهنون على انهيار حماس وانهيار المقاومة فهذا لن يحدث، فغزة غابة سلاح ماذا ينتظرون هل ظنوا أن حماس هي نظام صدام حسين ولكن الشعب الفلسطيني اثبت عكس ذلك، وسيرى العدو وسيعلم العالم كله وأقول الشعب الفلسطيني انتم اليوم على موعد مع انتصار وقارنوا ما حدث في حرب لبنان في أيمها الأولى وماذا كانت النتيجة بعد معركة 33 يوما، سيهزم الشعب ويولون الدبر هذه المعركة لن تكون إلا في صالح الشعب الفلسطيني. آلاف الشبان انضموا للمقاومة في مقابل ذلك يتم خسارة الكثير من الأرواح، وربما تخسرون المجتمع الدولي؟ أولا هم قتلوا منا 300 شهيد وأكثر من 800 جريح هذه الدماء لن تذهب هدرا وإنما يوقظون ضمائر العالم كله والمغفلين ويزيلوا الغشاوة على من راهنوا على السلام الاستراتيجي مع اسرائيل، خيار المشروع الصهيوني اليوم اعادة إنتاج المذابح كوسيلة وحيدة لفرض أمر واقع. اليوم ارهاب الدولة يمارس على أبشع أشكاله، لكن آلاف الشباب سيلتحق بهذه المقاومة في وقت ذبح الابرياء. هذه الشرطة التي ذبحت هي مدنية تنظم السير يحققون امن واستقرار داخلي ويكافحون المخدرات، عندما يقتلون هل هذه شريعة المجتمع الدولي؟. المجتمع الدولي اليوم كذبة كبيرة هناك قوة أمريكية مهيمنة على العالم تظن أنها تستطيع تركيع البشرية كلها، وهيئة الأمم وكالة للسمسرة تعمل لدى اميركا، أين ميزان القوى المتكافئ، هي سياسة ازدواجية المعايير تساوي بين صاروخ محلي الصنع و60 طائرة تشن أكثر من 240 هدف معا على قطاع مساحته 300 كيلو.. هذه ليست علامة قوة للكيان، ما تفعله إسرائيل هو خيار اليائس الفاقد للخيارات إلا القتل والدمار. الرد بالتوحد إلا يمكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى يقظة الضمير الفلسطيني وتوحيد الصفوف لمقاومة العدو الشرس؟ بالطبع نأمل ذلك، ونقول لمن يراهن أن يأتي على دبابة إسرائيلية أن يتقي الله في أرضه وفي شعبه، الاستنكار والإدانة وإجراء الاتصالات ذر للرماد في العيون، نقول إن يقظة الضمير الفلسطيني تستوجب مبادرة فلسطينية تشكل ردا حقيقيا على العدوان بالتوحد والمصالحة الحقيقية برافعة عربية لا توجد الأعذار للعدوان وتشكل صمود حقيقي للشعب الفلسطيني. أما أن يصبح دور مصر أن تسوق لنا أن الخيار الاستراتيجي هو الحفاظ على السلام، أين السلام؟ هم قالوا لنا ألف مرة بان إسرائيل لا تريد السلام، أنحن الذين نفعل الموبقات بحق الشعب الفلسطيني والأمة أم إسرائيل؟ نريد جواب من الأنظمة العربية وعلى رأسها مصر. إسرائيل خطر على مصر لماذا تطالب مصر بما لا تطالب به دول عربية أخرى؟ أولا نحن لا نتهجم على مصر ولكن نتحدث من باب الأمل بها فيما مضى وفيما هو قادم، إسرائيل تشكل تحدي كبير لمصر قبل فلسطين، ومصر واقع موجود على الأرض بجوارها كيان معادي يملك ترسانة نووية ويعترض على أي نوع من قوة الردع في مواجهته. نتحدث الآن بنبض الذين يذبحون، تحدثنا إلى مصر وقدمنا لهم النصيحة مرارا لكن يبدو هناك ضغوطات كبيرة تصادر القرارات والخيارات. أما لموقف الدول العربية الأخرى، نحن نطالب العرب جميعا وسوريا التي بادرت بالدعوة للقمة العربية وهي متهمة بدعم المقاومة لا نزايد عليها أو على أحد في هذه اللحظات العصيبة.