نوه المفكر الإسلامي طارق السويدان، بتعاطي القيادة المغربية مع الحراك الشعبي مما فوت الفرصة على حراك مجهول الأفق، كما نوه أيضا بتجربة حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة. رسالة صاحب أكاديمية إعداد القادة التي ستنظم كذلك صيف هذا العام بتركيا، كانت واضحة اتجاه الجماعات الإسلامية التي ما تزال تتبنى موقف المقاطعة الدائمة للانتخابات والمشاركة السياسية المباشرة معتبرا إياها تسلم القرار السياسي للآخرين، معبرا عن اختلافه المطلق مع موقف المقاطعة الجزئية معتبرا أن صاحبها يضع نفسه على الهامش. الداعية لكويتي تنبأ بفشل الانقلاب بمصر وعودة الديمقراطية والإسلاميين للحكم في غضون خمس سنوات، وشدد السويدان على أن المصريين عندما يذوقون ويلات الانقلاب سيعودون للديمقراطية، كما أن الدعم الخليجي لن ينقذ مصر وأن الأوضاع بها ستسوء خاصة على المستويين الاقتصادي والسياحي. واعتبر السويدان ما جرى في كل من مصر وسوريا طرفة وليس انتخابات، وأضاف "أنا أضحك من اللذين يتابعون هذه الأخبار، فلماذا تتم متابعة أخبار انتخابات مطبوخة سلفا". السويدان الذي شكر للمغاربة على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، أكد عودة الربيع الديمقراطي بالنفع على القضية الفلسطينية، كما يقدم في حواره هذا، تصوره للدولة المدنية بمرجعية إسلامية، وكذا أبرز معالم مشروع أكاديمية إعداد القادة، فضلا عن رده على دعوات التيئيس من روح الربيع الديمقراطي بفعل المخاض والمرحلة الحرجة التي يمر منها اليوم. - كيف تقرأ بشكل عام ما يعتمل من حراك بالمنطقة العربية وأي توجه مستقبلي لذالك على المنطقة في صلة بالدول الغربية؟ ** بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أولا نحيي حركة التوحيد والإصلاح ونحيي شباب حركة التوحيد والإصلاح، ونحيي جريدة "التجديد" ونرجوا لكم المزيد من العطاء والتفوق إن شاء الله. أنا لا أسمي الذي حدث بالربيع العربي، لأننا ما نزال حتى الآن في مرحلة الخريف، وفي الخريف تتساقط أوراق الشجر وحاليا سيتساقط الطغاة وأعوانهم ولم ينته التساقط بعد، ثم بعد الخريف تأتي مرحلة الشتاء وهي العواصف والزوابع التي تلي الحراك وهذا هو الذي نعيشه هذه الأيام بشدة نحو مزيد من إسقاط الطغاة إن شاء الله وأحيانا يتأذى المرء من هذه العواصف، لكن إذا صمد وثبت بعد ذلك ستأتي مرحلة الربيع، وفي تقديري فإن الربيع سيأتي في حوالي أربع إلى خمس سنوات وليس الآن. وسيختلف من دولة إلى أخرى سرعة هذا القدوم التي قد تصل حتى 13 سنة في بعض الدول وهذا هو التحليل التاريخي للموضوع، وإذا تم، وسيتم بعون الله، فلا شك لدي في ذلك، بما يسقط الطغاة ويرجع الديمقراطية والانتخاب الشعبي، وعودة الإسلاميين إلى الحكم من جديد في كل مكان، لأن الإسلاميون هم ضمير الأمة وهم المعبرين بصدق عن احتياجات الشعوب، وهم الصادقين الذين يريدون أن يخدموا الأمة بلا مقابل، وليس كالفاسدين الذين يسرقون مقدرات الأمة، وبالتالي إذا حدث عودة الديمقراطية الحقيقية وليس كالتي جرت في انتخابات التسعينيات، عندها ستختار الشعوب التوجه الإسلامي وسيعودون إلى الحكم من جديد وستبدأ إن شاء الله مرحلة كبيرة من التنمية والنهضة والعزة وبداية الإبداع من جديد، إلى أن نصل بإذن الله إلى أن نكون سادة العالم كما كنا قديما. أما عن الغرب فإنه لن يستطيع إيقاف هذه المسألة لأن هذه إرادة الشعوب والغرب لا يستطيع إيقاف إرادة الشعوب. - من خلال قراءتك للمشهد المصري كيف تنظر لنتائج الانتخابات الأخيرة التي وصفت ب "المسرحية"، وما سبقها وما يزال مستمرا من إبادة وإبعاد للقوى الوطنية وخاصة منها جماعة الإخوان المسلمين؟ ** أعتبر أن الذي حدث في (الانتخابات) المصرية والسورية أعتبره طرفة وليس انتخابات، فالمهزلة التي وقعت واضحة جدا، وأنا أضحك من اللذين يتابعون هذه الأخبار، فلماذا تتم متابعة أخبار انتخابات مطبوخة سلفا، هذا يدل على مشكل في العقل، أما موضوع إبادة القوى الوطنية والتوجه الإسلامي وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين، فهذا ليس جديدا ففي أيام جمال عبد الناصر حاول ذلك، بل فعل أكثر مما فعل اليوم، فهو وفي يوم واحد فقط أدخل 18 ألف من الإخوان المسلمين في السجون، فالذي نراه ليس جديدا وبالتالي وبفضل من الله صمدت الحركة الإسلامية وصمد دعاتنا، وفي النهاية خرجوا من السجون واضطروا للتعامل معهم وفي أول انتخابات حرة تم التصويت لهم، ففي مصر مثلا تمت خمس انتخابات، على الدستور وعلى البرلمان وعلى الرئيس وغيرها، وفي كل هذه الانتخابات كان الاتجاه الإسلامي هو الفائز، ولذلك فالذين لم يستطيعوا أن يقاوموا الإسلاميين ديموقراطيا لجؤا إلى الانقلاب العسكري لكن "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، لكن هذا الانقلاب لن يستمر وسيعود التوجه الإسلامي وسيعود الإخوان وستعود الديمقراطية إن شاء الله. - ماذا عن نتائج "انتخابات" سوريا أيضا هل الوضع مشابه لمصر أم أن الواقع يختلف، وكيف ترى مستقبل الصراع ببلاد الشام؟ ** ما حدث بسوريا مهزلة أكبر، فأنا أتحدى الكثير من الناس الذي يمكن أن تسألهم اليوم عن منافس بشار ويخبروك حتى بإسمه، فمن هو المنافس أو المنافسين للأسد؟ على الأقل في مصر تعرف الإسم، وبالتالي فكلها أمور مطبوخة، وهي "انتخابات" مرفوضة من طرف الشعب ومن طرف العالم والغرب والجميع، فلا قيمة لها ولن يعترف بها أحد، حتى داخليا لم يتم الاعتراف بها، وبالتالي فالمسألة ليست مسألة انتخابات أو غيرها، فكل محاولات التزيين للطغاة مكشوفة، لكن الأمر في سوريا أشد من مصر، حيث إن الصراع سيستمر لسببين، الأول: هو ما حصل من تدخل دولي وليس محلي، والأمر الثاني أن المعارضة نفسها منشقة وتعرف انقساما حادا، ولو كانت فصائل المعارضة موحدة ما طال المشكل كل هذا الطول، لكن جزء رئيسيا من محامد الثورة السورية أنها تكشف لنا الاتجاهات المختلفة والتناقضات المحلية، فلو انتصرت بسرعة لكان هناك مأساة حقيقة، لأن أنصار الأسد الذين يعدون بعشرات الآلاف كانوا سيبقون غير معروفين، وسيبقون يخربون الدولة من الداخل كما يفعل أنصار القذافي اليوم في ليبيا أو أنصار مبارك في مصر، والأمر الثاني أن الفترة الطويلة للثورة السورية ساعدت على كشف المعارضة كذلك من هم وما أنواعهم وما مستوى التطرف فيهم، وإذا لم تستقر المعارضة على أغلبية ديمقراطية ومعتدلة فلن تنتصر. - ماذا تقول لمن يوظف آلام ومخاض التغيير في المنطقة العربية اليوم على أنه خريف وانتكاسة وربما نهاية شيء اسمه حركات الإسلام السياسي؟ ** الربيع العربي ليس على نتيجة واحدة فمثلا في تونس الأمور جيدة حتى الآن، وأثبت الإسلاميون أنهم مستعدين للتفاهم وتنازلوا عن الحكم الذي وصلوه بإرادة شعبية، ومع ذلك تنازلوا من أجل المصلحة العامة ومن أجل الوطن، ونفس الشيء بمصر حيث كان هناك استعداد لانتخابات مبكرة لكن كان الانقلاب مطبوخا، وفي اليمن ليس هناك مشكلة مع الربيع العربي، بل المشكلة هي مع أعداء الربيع العربي من الحوثيين وغيرهم والتدخل الإيراني وأمثال هذا، فأن يقال بأن الربيع العربي انتكس فقد انتكس في مكان واحد فقط هو مصر، وهذه ليست النهاية وحتى مصر ليست النهاية فمصر نفسها بعد أربع إلى خمس سنوات ستضطر بأن تعود إلى الديمقراطية، فوجود المعارضة الشعبية ووجود المظاهرات الطلابية سيجعل الوضع في مصر غير مستقر وعدم الاستقرار سيؤثر على أمرين بشكل رئيسي، سيؤثر على السياحة وسيؤثر على الاقتصاد وإذا تأثر هذين القطاعين فمصر لن تستطيع أن تنهض حتى بدعم الخليج لها، فهذا الدعم لن يستطيع إنقاذ مصر، فمصر لابد أن تكون مقومات النهوض الاقتصادي من داخلها، وبالتالي فإن الإنقلابيين والسيسي وجماعته سوف يفشلون، وسيعاني الناس أكثر وسيضغطون على الانقلابيين، فالذي ذاق الحرية لن يعود لغيرها، وإذا ذاق الناس ويلات هذا الانقلاب العسكري سيعودون إلى الديمقراطية من جديد، وإذا عادت الديمقراطية من جديد فسيختار الناس الإسلاميون، وأنا متفائل على كل حال من المستقبل. - كيف تقرأ التفاعل المغربي مع الحراك العربي الديمقراطي وخاصة تجربة حزب العدالة والتنمية كحزب إسلامي يترأس الحكومة لأول مرة؟ ** دولتان في العالم العربي لما بدأت فيها بوادر حراك بادرت القيادات في هاتين الدولتين واستجابتا للرغبات الشعبية، واستطاعتا أن تمتص هذا الطلب الشعبي لهذه الإصلاحات، والدولتان هما المغرب والأردن، واستطاعت بفعلها ذاك تفادي حراك مجهول الأفق، فلو استجابت الدول الأخرى والقيادات الأخرى من قبيل بشار ومبارك والسيسي ما حدثت الثوارات ولا وقع العنف، فالذي بدأ العنف هم القيادات والحكومات التي أصرت على الاستبداد، وليست الشعوب التي من حقها المطالبة بالحرية. والخلاصة أن قضية الحرية والعزة والكرامة قضايا لن يتنازل عنها الناس، والحمد لله في المغرب الجو السياسي فيه انفتاح، ولما حدث الانفتاح كان واضحا أن رغبة الناس أن يعطوا للاتجاه الإسلامي الفرصة ولذلك حزب العدالة والتنمية يقود اليوم الحكومة المغربية. - ما موقع القضية الفلسطينية من كل هذه التطورات خاصة مع الانكفاء على المحلي بالنسبة لدول الربيع العربي في صلة بمسار المصالحة التي تم الانخراط فيها مؤخرا من قبل القوى الوطنية الفلسطينية؟ ** القضية الفلسطينية تختلف عن كل القضايا الأخرى لأنها ليست قضية شعب وإنما قضية مقدسات أيضاً، الاختلاف الثاني هو حجم الأعداء فليس فقط اليهود وإنما من وراءهم فالدعم كبير جداً وخيالي، وفي هذه الحالة لا يكلف الشعب الفلسطيني وحده أن يقوم بمهمة التحرير بل ينبغي أن تقوم كل الأمة معه، ومن بين ما عطلنا منذ سنين عن تحرير فلسطين هي هذه الأنظمة والحكومات المستبدة التي لم تكن قضية فلسطين في أولويات أجندتهم مع الأسف، الآن مع الربيع العربي فعلا الناس انشغلوا نوعا ما بأمورهم الداخلية، لكن الخطاب في الشارع العربي وأثناء الربيع العربي كان لا ينسى دائماً فلسطين، وهذا الربيع بعد استقراره وإزدهاره سيكون إن شاء الله تعالى لصالح فلسطين وستلقى دعما غير محدود وهذا سيغير في المعادلة وسنرى بإذن الله تحرير فلسطين في حياتنا، وشعوبنا في عزة وكرامة قريبا بإذن الله. - دعوت الحركة الدستورية في الكويت مؤخرا إلى عدم مقاطعة الانتخابات، كيف تنظر للحركات الإسلامية التي ما تزال تتبنى إلى اليوم موقف مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة المباشرة في الحياة السياسية؟ ** الذي لا يشارك في الحياة السياسية والانتخابية يسلم القرار السياسي للجهات الأخرى، وأنا أرى أن المقاطعة بشكل عام سيئة وغير فعالة إلا في حالة واحدة وهي حالة المقاطعة الجماعية، أما أن أتبنى موقف المتفرج من الأحزاب المشاركة فأنا في النهاية سأبقى هامشي وستنجز الانتخابات وستسمر الأمور كما يريدون، ولذلك أنا لست مع المقاطعة وأدعوا كل جماعة توجهها عدم المشاركة، أو الجماعات التي ترى في المقاطعة الجزئية أمرا فعالا أن تعيد النظر في مقاطعتها الجزئية لأن المقاطعة الجزئية لا أثر لها، لأن المقاطعة الجماعية هي ذات الأثر. - أي دور تراه للشباب اليوم على ضوء المتغيرات المعتملة بالمنطقة خاصة شباب الحركة الإسلامية؟ ** الحركة الإسلامية تميزت، كما تميزت أمتنا وشعوبنا بكونها حركة شبابية، نعم قياداتنا كبيرة، لكن آن الآوان أن تسلم هذه القيادات الراية لجيل الشباب وتزودهم بحكمتها وخبرتها، لكن دعوا الشباب يقود، فالشباب عندهم حماس أكثر وإبداع أكثر ومطلعين على العالم أكثر، وبالتالي لهم القدرة على تقديم حلول مختلفة تماماً عما يقدمه مشايخنا الكبار، فالحمد لله أن النهضة الشبابية هذه في تطور وفي استمرار، بل هي التي حركت كل الربيع العربي، وبالتالي فإن أملي أن يكون هناك خطة لإعداد قيادات شبابية، هذه القيادات مع الأيام تتولد أما أن نترك الأمور للتربية التقليدية فهذه من الصعب أن تزويدهم بالمهارات اللازمة للقيام بدور القيادة، وقد دشنا مشاريع من هذا النوع في أكاديمية إعداد القادة وأتمنى كما فعل الشباب في الجزائر الذين أسسوا أكاديمية لإعداد القادة أن يؤسس شبابنا في المغرب أكاديمية كذالك لإعداد القادة لتكون العملية متواصلة وليكونوا مؤهلين لمهمة القيادة. - بحكم صلتك الوطيدة بمجال الإعلام وإشرافك المباشر على العديد من المؤسسات والمشاريع الإعلامية كيف تنظر لاستثمار الحركة الإسلامية في هذا المجال؟ ** الحركة الإسلامية في العالم إلا ما نذر عندها خلل جذري في أمرين هما الإعلام والتعليم، فقد تركوا الإعلام لغير الإسلاميين وإذا كان لهم تجارب إعلامية فهي قنوات دينية هزيلة، وبالنسبة للتعليم فإن الإسلاميين توجهوا للمدارس الإسلامية وتركوا المدارس التي تسمى مدارس النخبة التي يدخلها أبناء القادة والحكام والمفكرين الكبار، فتركتهم للتعليم الأجنبي وهؤلاء هم الذين سيقودون البلاد، طبعا هناك استثناءات. ولذلك من المهم جداً أن يعاد تخطيط الحركة الإسلامية، ليصبح تركيزها الأساسي على الإعلام والتعليم، فالإعلام والتعليم هما أساس نشر الفكر، والحركة الإسلامية تقوم على الفكر، فبدون إعلام قوي وتعليم قوي لن تستطيع نشر الفكر الذي يغير المعادلات وينهض بالأمة إن شاء الله. - فكرة الدولة المدنية بمرجعية إسلامية تحدثت عنها أكثر من مرة فهل من تصور تفصيلي لهذه الفكرة خاصة على مستوى العلاقة بين السلط وحضور الإسلام في التشريع والحياة العامة؟ ** كل حزب يشارك في الانتخابات يقدم برنامجه الانتخابي، وإذا وصل إلى الحكم فمن حقه أن يطبق برنامجه الانتخابي، فالحركة الإسلامية هذا فهما للدولة المدنية بمرجعية إسلامية، بمعنى أن النظام مدني يسمح لكل الأحزاب وبكل الأشكال أن تتشكل وأن تتنافس بما فيها الأحزاب الشيوعية أو اليهودية أو غيرها فالنظام ليس نظام ديني وإنما نظام مدني، وإذا الشعب اختارهم فالعيب فينا وفي هذه الحالة تنزل إلى الميدان ونقنع الشعب من جديد وهذه هي الفلسفة العامة للدولة المدنية، أما المرجعية الإسلامية فهنا المقصود باختصار شديد، أن هناك قضايا عليها إجماع بين علماء الأمة ويعرفها حتى الطفل، في أمتنا هناك قضايا واجبة ليس لنا خيار فيها وقضايا محرمة ليس لنا خيار فيها، فالزنا حرام والخمر حرام وبالتالي لا يجوز أن تكون مثل هذه القضايا خاضعة للتعديلات القانونية، وكذلك الزكاة فهي واجبة على المسلمين ومن الواجب عليهم أن يدفعوها، فالدولة المدنية بمرجعية إسلامية هي دولة منفتحة على كل الأحزاب وكل الاتجاهات وكل البرامج، ولكنها تلتزم بما أمر به الشرع بالإجماع، أما القضايا التي هي محل خلاف فمتروكة للبرامج الشعبية، هكذا دستور مدني منفتح على الجميع وما دامت الأغلبية المطلقة للبلد هي من المسلمين فهناك قضايا ينبغي أن تكون فوق الدستور بمعنى أنها غير خاضعة للنقاش، وهذا الأمر ليس بدعة قانونية، فهناك قضايا في الدستور الفرنسي يسمونها ما فوق الدستورية فالديمقراطية غير قابلة للنقاش عندهم بالرجوع إلى الديكتاتورية، والعلمانية ممنوع مناقشتها في فرنسا، طيب لماذا لهم الحق هم في وضع قضايا فوق دستورية ونحن ليس لنا الحق، ويعتبرون ما هم فيه ديمقراطية وما ننادي به نحن تخلف، فعلى نفس المنهجية هذا فهمنا للدولة المدنية بمرجعية إسلامية. - كيف تقدم أبرز معالم مشروع أكاديمية إعداد القادة التي تشرف عليها لسنوات؟ ** اليوم المنظمات المتقدمة والشركات الرائدة عندها برنامج دائماً تسميه "خطة إحلال" بمعنى أن أي مسؤول كبير يغادر منصب من المناصب بموت أو انتقال لابد أن يكون هناك من هو جاهز ليحل مكانه، والدراسات ذات الصلة تؤكد بأنه من الضروري أن يكون لكل منصب على الأقل ثلاث أفراد جاهزين بأن يدربوا لاستلام هذا المنصب، الحركة الإسلامية اليوم ليس عندها هذه المنهجية، ونحن تقدمنا بمشروع لإعداد القادة والحمد لله عرف نجاحا كبيرا وطلب منا أن نكرره في العديد من البلدان لكن ذلك من الصعب علينا أن نقوم به في كل مكان، وقررنا أن يكون بديلا لذالك لقاء سنوي في تركيا، حيث نجمع نخبة من الشباب وندربهم على أبرز محتويات هذا البرنامج، بحيث يأخذ هذه الفكرة وينشرها في بلادهم، أكاديمية إعداد القادة ستقام بإذن الله كذلك هذا الصيف، بعد رمضان مباشرة وهي مفتوحة للشباب والفتيات من 20 إلى 27 سنة والتسجيل يتم من خلال موقع أكاديمية إعداد القادة. - شكرا جزيلا لكم الدكتور طارق السويدان ** الشكر لكم، والشكر للمغرب الحبيب على الحفاوة التي وجدتها في كل مكان، وأرجوا من الله جلا وعلى أن يوفق الحركة الإسلامية في مساهمتها في قيادة الدولة من جهة، وفي إعدادها للجيل القيادي من جهة أخرى وفي نشر هذه القيم والأخلاق في المجتمع المغربي، وَبَارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله.