تتجه الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ مذابحها الكريهة في حق الهنود الحمر، مرورا بناكازاكي وهيروشيما، وصولا إلى "نفخة الصور" في أرض المحشر بالعراق، إلى التأكيد أنها كيان مفاصل للطبيعة الإنسانية، كيان مغترب في عالم البشرية الموجود على هذا الكوكب الأرضي. كما يتأكد باستمرار أن فساد السماوات والأرض، ومن فيهن، رهين بخضوع الحق لأهواء هذا الكائن الاجتماعي الغريب المدعو: USA. فبالرغم من خروج الملايين من أبناء البشرية الرافضة للعدوان على شعب أعزل، وتعبيرهم بكل لغات العالم عن حاجة هذه البشرية إلى السلام والأمن والاستقرار، لا يهدده بكل تأكيد العراق! رغم كل ما يمكن أن يملكه من أسلحة، لا يأبى هولاكو القرن الجديد، وقد خفت موازينه من الحسنات وثقل بالسيئات، إلا أن بعد كل أسلحة الدمار الشامل التي أنتجتها معامله الجهنمية الموضوعية، فوق كل الرقابات والخارجة عن كل التحقيقيات، لتقطع أنساب هذه البشرية، وتلفح وجوه أطفالها ونسائها وشيوخها بلهيب قذائفه وطائراته المدمرة. غلبة الشقوة والضلال على الملك بوش" وعصابته تدل عليه السخرية العارمة في كل المحافل التي يواجه بها، كما تدل عليها نسيانه لكل ذكر، سواء كان هذا الذكر دينا يدعو إلى السلام يزعم الانتساب إليه! أو كان قانونا دوليا يعطي صلاحية التقرير لمنظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي.. ويحملها مسؤولية التداول الجماعي لاختيار أحسن الطرق للحفاظ عليه. عجزت عصابة هولاكو الجديد عن الكيل، والوزن بالقسط! من المستعمر، وأمعنت في بخس الشعوب أشياءهم وانطلقت تعبث في الأرض فسادا. ها هي تسقط السماء عليهم كسفا... وتنزل بهم عذابا تصنعه أسراب من القاذفات، كأنه يوم الظلة. أمريكا معزولة اليوم عن السمع.. كل نداءات العالم تتحطم عند نظرة احتقارها للوجود الإنساني الذي تعمل على استعجال العذاب له تحت كل الذرائع... من الصعب أن يؤمن المرء بأن أمريكا ستبدل حسنا من بعد سوء، وهو يرقب سرعة الانهيار الأخلاقي لهؤلاء "المتحضرين" وهو يظهرون الفساد في البر والبحر بما كسبت أيديهم وخططت عقولهم... يتساءل كل المثقفين اليوم عن مصير هذه البشرية، وكيف يمكن إبطال مفعول هذا الكائن الذي يتبادل مع العالم الاحتقار والكراهية؟ كيف يمكن أن يصلح عمل المفسدين؟ كيف يمكن لهذه البشرية أن تكون في حرز من مكر الظالمين؟ كيف تنجو برحمة الله من المفسدين؟ هل سيدرك الغرق فرعون وجنوده من جديد؟ أي بحر سيجاوزه هذا المتعالي ظلما، متى تكون معجزة وتفعل سنن الأخذ الأليم الشديد فعلها؟ لم يعد موضوعا للجدل أن بوش وعصابته يقولون للعالم، ما نريكم إلا ما نرى وما نهديكم إلا سبيل الرشاد!! عادة فرعونية مستحكمة منذ غابر الأزمان، تتجدد في كل طينة إنسانية منحرفة شيطانية المنزع... لو توقفت أمريكا لحظة، وأحصت ضحاياها منذ أن أطلق جنودها أول رصاصة ضد الهنود الحمر إلى اليوم لما ترددت في الشعور بالخجل من الانتماء إلى بشرية قتلت ملايين من أبدانها وحرمتهم من حق التمتع بالحياة، لا يمكن أن تقوم أمريكا بذلك، وما ينبغي لهم وما يستطيعون!!! خاصة عندما خرجت زمرة من مثقفيها ببيان تفسر فيه لماذا تساند بوش وعصابته في الاستعداد لتدمير العراق، والسيطرة على منابع النفط، وتوفير الأمن عن قرب لشارون، كي يمارس شهوة القتل في فلسطين. آخر الأصوات المرجوة لاحترام العقل تم إلحاقها لتبارك لغة القصف والتدمير والقتل... قليلون هم الشرفاء للأسف الشديد في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد هذا البيان المخزي.. أو حدهم هؤلاء المغلوبون على أمرهم من المتظاهرين في شوارع المدن الرئيسية يعبرون عن بقايا الإنسانية المقهورة في أتون كائن لا أخلاقي يدعي "الولاياتالمتحدة على العالم"!!. شوباني الحبيب