أكدت "إقبال إلهامي" مراسلة قناة "الجزيرة" بالمغرب أن مسؤولا بالإذاعة والتلفزة المغربية منع تغطية أعدتها بالصوت والصورة لتبثها عبر المحطة الأرضية للتلفزة إلى قناة الجزيرة بدولة قطر، وكانت تتعلق بتغطية المظاهرة التي شهدتها مدينة الرباط يوم الأحد الماضي لمساندة الشعب العراقي الذي يتعرض حاليا للعدوان الأمريكي البريطاني. وفي اتصال هاتفي قالت إقبال إلهامي إن المنع لم يكن ناتجا عن مشاكل تقنية بالتلفزة المغربية وإنما جاء بناء على "تعليمات" بعدم بث المراسلة، وصرحت مراسلة الجزيرة أن قرار المنع قد اتخذه "فيصل لعرائشي"، مسؤول بالإذاعة والتلفزة المغربية. وأضافت "إقبال" أنها اتصلت بوزير الاتصال، نبيل بنعبد الله، فأكد لها في أول الأمر أنه لا علم له بهذا القرار وأنه لا يمكن أن تمنع أي قناة فضائية من ممارسة عملها الصحفي في ظل الحريات التي يتمتع بها المغرب، لكن تقول مراسلة الجزيرة إن الوزير بعد دقائق معدودة تغير موقفه 360 درجة، حيث صرح لها أن تغطية قناة الجزيرة لم تكن "إيجابية" في متابعتها للأحداث بالمغرب، وأنها تنشر بعض الأخبار التي ليست في صالح المغرب، كالخبر الذي بثته القناة حول إغلاق سفارة أمريكا بالمغرب والذي صدر بلاغ فيما بعد يفيد بعدم صحته. وأضافت اقبال إلهامي أن وزير الاتصال عاتبها على عدم بث قناة الجزيرة لبعض التكذيبات الصادرة عن الأجهزة الرسمية بالمغرب، وقالت إن الوزير قال لها بالحرف الواحد إن >عليك أن تلتزمي التزاما جادا بعدم بث الأخبار التي يمكن أن تمس بالأمن بالمغرب، وأن "تتعاوني" معنا بشكل لائق، نظرا للتحديات التي يمر بها المغرب<. وفي تعليقها على هذا الكلام قالت مراسلة الجزيرة إنها لم تفهم كلمة "تعاون" وأن وزارة الاتصال إما تريد تدجين الصحافة بالمغرب أو تحويلها إلى بوليس، وأن هذا الكلام يعتبر في منتهى الإذلال للصحافة المغربية ولا يشرف مغرب الحريات والعهد الجديد. ومن جهة أخرى حاولنا الاتصال الحثيث بكل من فيصل لعرائشي ووزير الاتصال لكن تعذر علينا معرفة مواقفهما من تصريحات مراسلة التجديد. وللإشارة فقد تعرضت قناة الجزيرة في مناسبات سابقة لبعض المضايقات من طرف الأجهزة الرسمية بالمغرب، نظرا لبعض المراسلات التي يعتقد أنها تمس بمصالح المغرب. وربما يعود المنع الذي طال المراسلة المذكورة أنها كانت تتعلق بالاصطدامات التي شهدتها مظاهرة الأحد الماضي بين بعض المتظاهرين وأجهزة الأمن. ع.ع