إن الولاياتالمتحدة تعد أكبر مستهلك للنفط في العالم حيث تستهلك 25 % أي ربع الإنتاج العالمي وحدها.إن المخطط الأمريكي يريد فرض سايس بيكو رقم 2على المنطقة العربية كلها . وان من بين المخططات الأمريكية السيطرة على ثاني أكبر احتياطي للبترول في العالم: -تعيين حاكم عسكري أمريكي على العراق . -إحكام محاصرة إيران وسوريا ولبنان ... -محاصرة الانتفاضة الفلسطينية . فرض الإرادة السياسية الأمريكية. -تحويل المناطق العربية إلى أسواق لاستهلاك السلع الأمريكية المصنعة . إن الولاياتالمتحدة دولة عمرها قرنان ،بينما العراق يعد مهدا لأقدم الحضارات البشرية ، وترجع صلة العراق بالحضارة العربية الإسلامية إلى أزيد من 14 قرنا . تاريخ الغطرسة الأمريكية . لقد ارتكب النظام الأمريكي جرائم جماعية ضد شعوب مختلفة , كما فعل في الفيتنام ,وكما يفعل في فلسطين وذلك بتدعيم إسرائيل بالأسلحة لتقتيل الشعب الفلسطيني الأعزل.إن أهداف الولاياتالمتحدة ليست عسكرية أو سياسية أو اقتصادية كما يظهر للسذج,بل حضارية على حد تعبير الدكتور المهدي المنجرة في كتابه (الحرب الحضارية الأولى ). إن ما يرمي إليه النظام العالمي بزعامة الولاياتالمتحدة وراء المرحلة العسكرية هو تجريد العالم العربي من هويته و إسلامه لأنه يستعصي على الذوبان ,يقول المبشر لورانس براون ؛ (إذا اتحد المسلمون أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا, أما إذا بقوا متفرقين فانهم يضلون بلا وزن) لقد أدركت قوى السيطرة الاستعمارية بأن الإسلام قوة غير قابلة للذوبان,وترفض القهر والتحكم تاريخ رفض السيطرة الاستعمارية ومن الأمثلة التاريخية على رفض السيطرة الاستعمارية في بلاد المغرب : فقد تألّب على سكان الريف - (منطقة في شمال المغرب , أغلب أراضيها قاحلة وسكانها فقراء)-الاستعمار الفرنسي والإسباني. وحشدوا لحرب الريف 3الف مقاتل وحاصروا الريف برا وبحرا , وجاءت طائرات أمريكية من نيويورك قاذفة بالديناميت.. ومع ذلك قد استطاع سكان الريف أن يكبدوا الاستعمار خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وقد أبادوا في وقعة واحدة 26 ألف جندي, كما جاء في كتاب ( لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم ص65 تأليف شكيب أرسلان . دار النشر للطباعة ط-1985) موقف الإسلام من مساعدة الكفار في حربهم ضد المسلمين. قد أجمع أئمة المذاهب الأربعة على عدم الاستعانة بالكفار ضد المسلمين بأي حال من الأحوال فقد أصدر مجلس الفتوى في القارة الأوربية - (وقد أنهى أعماله بالعاصمة الايرلندية (دبلن) في شهر يناير 23 : بأن هذه الحرب غير مشروعة ,والمشاركة فيها إلى جانب الولاياتالمتحدة غير جائز شرعا انتحارالديموقراطيةالأمريكية لقد ألف ( جان ماري جو ينو ) كتابا بعنوان (نهاية الديمقراطية الغربية ) , ومما جاء فيه بأن النظام الحالي ذي القطب الأحادي –والذي تمثله الولاياتالمتحدة لا يمكن أن يوفر التوازن في العالم, فلا يمكن أن يحظى بثقة الأمم الأ خرى لقد توقعت البشرية أن يضع النظام العالمي حلولا لمجرى التاريخ والعلاقات الاجتماعية : لكنه وصل إلى الطريق المسدود إنها بداية نهاية الرأسمالية الغربية : التي تحمي نفسها بالأساطيل البحرية فكما انهار الاتحاد السوفيتي أمام أنظار العالم بين عشية وضحاها , مع أنه يملك مئات الرؤوس النووية,وان انهيار الولاياتالمتحدة وزوال طغيانها أمر حتمي ينسجم مع سنن الله الكونية .قال تعالى:{وتلك الأيام نداولها بين الناس}. إن نظام القيم قد انعدمت في الجانب الأمريكي. إن غطرسة القوة الأمريكية قد جعلت من الولاياتالمتحدة الدركي الذي يحاول خنق جميع أصوات الاحتجاج في العالم ... فأين أمريكا من مبادئ : (لنكولن) و(ولسن) وحقوق الإنسان ؟ قد قضى عليها اللوبي اليهودي ودفعها لتطبيق أوهام الصهيونية العالمية من النيل إلى الفرات. وسيؤدي العدوان على العراق إلى انفجارات كبرى في المنطقة العربية ,بل سيزداد السخط على السياسة الأمريكية, وستضرب المصالح الأمريكية في كل أنحاء العالم فالشعوب العربية الإسلامية وصلت إلى أقصى الحدود من كراهية السياسة الأمريكية فكيف تتزعم العالم دولة لا رصيد لها من القيم الأخلاقية ؟ لابد من العودة إلى الوعي التاريخي بالهوية التاريخية والحضارية لمواجهة التحديات السياسة والعسكرية للاستعمار الجديد في ظل النظام العالمي. إن الاستعمار الغربي الأمريكي لا يغلبنا بالجديد والنار ,ولكن يغلبنا بالخيانات , وبمن استعمرت أرواحهم وأفكارهم, وأصبحوا أذنابا طيعة تعمل لصالح الغرب: ولقد صدق شكيب أرسلان عندما قال : ما أخشى على المسلمين إلا من المسلمين >>. إن هزيمة المسلمين هي هزيمة نفسية روحية أصابت العقيدة بسبب التفرقة الضيقة على حساب الأهداف العليا للأمة الإسلامية . قال تعالى:ان الذين كفروا ,سينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله,فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون >>.-{سورة الأنفال الآية36} إن أمريكا تعيش عقوبة الفطرة الربانية , إنها تعيش بداية نهايتها . إن أمريكا تعيش لعنة الحضارة إنها ستحصد ما زرعت , إن عوامل التدمير تكمن في داخلها . إن أمة بلا فضائل أخلاقية ولا ثروة من القيم لايمكن أن تستمر في قيادة البشرية . ذ.سمان علال