قال محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن ندوة "ترشيد التدين" التي نظمتها الحركة بمدينة لفنيديق نهاية الأسبوع المنصرم، تندرج ضمن التوجه العام للمرحلة القائم على الإسهام في ترشيد التدين وتقوية المرجعية الإسلامية في تدافع الهوية والقيم، وقبلها في إطار مبادرتها للإسهام في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال ومدافعة فكر الغلو والتشدد مهما اختلفت منابعه وخلفياته. وذكر رئيس منتدى الوسطية بإفريقيا في هذا الصدد، بما قامت به الحركة منذ تفجيرات 16 ماي 2003 الإجرامية حيث عمدت الحركة وبإمكانيات مركزية إلى فتح مقر جديد لها بمنطقة سيدي مومن بالدار البيضاء لما كانت عرفته آنذاك من انتشار لفكر الغلو والتشدد. و أشار الحمداوي، في تصريح ل "التجديد"، إلى جهود مختلفة للحركة بدأ من بيانات الرصد والتحذير من مغبة استدراج الشباب المغرب للقتال في سوريا، إلى الملفات الصحفية التي أعدتها جريدة "التجديد"، وما استقته من تصريحات من طرف علماء أجلاء من داخل المغرب وخارجه والتي أجمعت كلها على رفض ما يتم من تحشيد وبعث للشباب المسلمين للقتال على الجبهة السورية. فضلا عن تصريحات ومحاضرات لقياداتها بالداخل والخارج. وتابع الحمداوي، حديثه بالقول، إن الندوة المنظمة بالفنيدق وغيرها من المبادرات تحاول الاتجاه لبعض المناطق التي عرفت استهدافا وتجاوبا مع خطاب استدراج الشباب المغاربة للقتال في سوريا، وأن هذه المبادرات تروم تجاوز تسجيل المواقف والرصد والتتبع إلى المدافعة الميدانية وبحث مختلف السبل لوقف نزيف العديد من الشباب المغاربة في اتجاه المخاطر والمجهول. وعن مبادرات الحركة التي تأتي في خضم الحديث عن استدراج العشرات من الشباب، وتفكيك الخلايا ذات الصلة بنفس العملية، يرى الحمداوي أنه ينبغي أن تتسع تلك المبادرات، بما يجعل العلماء والدعاة ومختلف الوسائل التوعوية تقوم بأدوارها للحيلولة دون وقوع الشباب في فخاخ المستدرجين. محمد الحمداوي، نبه أيضا إلى خطورة استدراج المغاربة للقتال في سوريا، محذرا المتحمسين من إمكانية تعرضهم للاستدراج والابتزاز، حيث بمجرد مغادرة الشخص لوطنه يصبح في وضعية هشة تجعله لقمة سائغة في يد العديد من الأجندات الإقليمية والدولية وكذا العديد من أجهزة المخابرات، خاصة يضيف الحمداوي. الحمداوي الذي أشار إلى أن أحرار سوريا وثوارها لم يكونوا في يوم من الأيام في حاجة إلى الرجال، ذكرا في هذا الصدد ما يتسبب فيه ذهاب المقاتلين في تجارب العديد من الحركات التحررية أو المناهضة للاستبداد من ارتباك الأجندة والأولويات بفعل دخول المقاتلين الأجانب إليها، ولو من تحت غطاء الدعم والإسناد بالقتال إلى جانبها، وذكر بهذا الصدد تجارب كل من العراق وأفغانستان وحتى حرب البوسنة والهرسك في وقت من الأوقات. وختم الحمداوي تصريحه بالقول إن الآثار السلبية لذهاب المقاتلين لسوريا تكون له آثار سلبية على الفرد نفسه وأيضا على بلده وعلى البلد المستضيف له، "وهي كلها مفاسد ولا تحقق أي مصلحة بالنظر لواقع الاقتتال والصراع الدائر اليوم هناك بين المقتلين أنفسهم.