قالت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ،امبركة بوعيدة ، إن المملكة المغربية جعلت من التنمية المستدامة ونصرة قضايا إفريقيا ، في إطار من الشراكة التضامنية المثمرة ، هدفا استراتيجيا تعمل على تحقيقه ، خاصة عبر تعزيز التعاون الثنائي مع دول تجمع الساحل والصحراء (س.ص) . وأضافت بوعيدة ، في كلمة لها ، أمام المشاركين في أشغال الدورة العادية ال 20 لاجتماع المجلس التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء ، التي انطلقت اليوم الأربعاء 12 مارس بالخرطوم ، أن دول هذا التجمع تجمعها بالمغرب روابط ثقافية وروحية وتاريخية عميقة ، عززتها الزيارات الملكية المتتالية لعدد من الدول الإفريقية ، بما تحمله من مشاريع ملموسة ، تطبعها الروح التضامنية ، وتعطي الأولوية للبرامج الاقتصادية وبناء القدرات. وأكدت أن استتباب الأمن والاستقرار في فضاء هذا التجمع رهين بتحقيق تنمية مستدامة قائمة على تشجيع تعاون جنوب – جنوب متضامن وفعال ، وذلك وفق استراتيجية شاملة تنخرط فيها كل دول التجمع ، تعطي الأولوية للتعاون في مجالات محاربة الفقر و الهشاشة والإقصاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي وتطوير البنيات الأساسية وتنمية الموارد البشرية وتعزيز الاستثمارات والمبادلات التجارية وخلق فرص الشغل . ولاحظت بوعيدة أنه إذا كانت التهديدات الأمنية في فضاء تجمع ( س ص) سببا رئيسيا لعقد لقاءات مارس 2012 و 2013 ، فإن الهجرة غير الشرعية باتت معضلة تواجه بلدان هذا الفضاء مما يدعو إلى وضع استراتيجية جديدة في هذا الصدد ، مبرزة أن المغرب قام ، بعد أن أصبح ليس فقط بلد عبور ، بل وجهة للاستقرار للعديد من المهاجرين غير القانونيين القادمين من الدول الإفريقية ، بوضع سياسة جديدة للهجرة واللجوء ، ستكون لبنة أخرى في تنمية علاقاته الإنسانية العريقة مع إفريقيا. وأشارت إلى أن المغرب ، الذي اعتمد مبدأ الحوار والتفاوض أساسا لحل النزاعات الإقليمية والدولية ، ساهم بفعالية في عمليات حفظ السلام لتعزيز السلم والأمن الدوليين ، خاصة في القارة الإفريقية ، وجعل من قضايا إفريقيا أولوية في سياسته الخارجية ، كما يدل على ذلك الالتزام التام والانخراط الكامل في خدمة هذه القضايا طيلة عضوية المغرب بمجلس الأمن الدولي. وأكدت بوعيدة أن انتهاج مقاربة شاملة قادرة على التوفيق بين الضرورات الأمنية وبين مطالب التنمية البشرية والحفاظ على الهوية الثقافية والعقائدية ، أصبحت مبدأ يحكم التعاون المشترك بين المملكة المغربية والدول الإفريقية من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز حقوق الإنسان والنهوض بوضعية المرأة. كما ذكرت بترحيب المغرب بمصادقة مجلس الأمن الدولي على قرار يسمح بنشر بعثة دولية لدعم جمهورية افريقيا الوسطى على اعتبار انها خطوة ستساهم في عودة الأمن والاستقرار والوفاق الوطني إلى هذا البلد ، مشددة على أن الوضعية الصعبة التي تجتازها ليبيا تستدعي من دول التجمع توفير الدعم الكامل لتمكين هذا البلد من الحفاظ على أمنه واستقراره.