قال الباحث عبد الباسط الغابري من جامعة الزيتونة تونس أن المشروع الطاهائي يقدّم عدّة مقترحات لتصحيح مسار الحداثة العربية. واوضح المتحدث ضمن مداخلة له عنونها ب "حدود تمثل الحداثة عند طه عبد الرحمان" أن تلك المقترحات التي يقدمها طه منطلقها ابتداع تصوّرات جديدة تعيد ثقة المسلمين في أنفسهم وحقّهم في الاختلاف الفلسفي بطرح "السؤال المسؤول" لما سيساعد على تأثيل عدد المفاهيم منها مفهوم الحداثة نفسه الذي ينبغي فيه التمييز بين مبادئ الحداثة الثلاثة: مبدأ الرشد ومبدأ النقد ومبدأ الشمول وواقعها،إضافة إلى مفاهيم "فقه الفلسفة" و"التكوثر العقلي" و"الترجمة" و"الائتمانية". وبين الغابري أن ذلك من شأنه أن يفضي إلى تحديث قراءة القرآن الكريم ورعاية التفاعل مع الدين.هذا بالإضافة إلى تصحيح مسار الحداثة انطلاقا من تحديث الأخلاق ثم التحديث الفكري ،ثم التحديث المؤسّساتي فالتحديث الآلياتي. وأوضح المتحدث أنه إذا كانت المقاربة الطاهائية للحداثة ذات نسق كلّي وسياق كوني ينأى بها عن الاختزالية والتجزيئية فإنّها تتضمّن أيضا بعدا خصوصيا عربيا وإسلاميا، باعتبار ذلك البعد قد مثّل الدافع القادح لمقاربته. كما أن أسلوب كتابته يقوم على الإلماح بدل التصريح والاقتصاد في العبارة بدل الإطالة. مبينا أن الفيلسوف طه يصف مجمل تعاريف الحداثة الرائجة ب"التشيئة" لخلطها بين الحداثة والتحديث وبين "استراتيجيا البدائل" و"استراتيجيا التأسيس" وبين "روح الحداثة" وواقعها.