ألقى مجموعة من الأساتذة والباحثين شهادات في حق الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمان في الجلسة الختامية للمؤتمر الفكري الدولي المنعقد بجامعة ابن زهر بأكادير والذي تمحور موضوعه حول المشروع الفلسفي لطه عبد الرحمان. وتحدث عباس ارحيلة بحضور المحتفى به عن قوة طه عبد الرحمان وصموده في إتمام مشروعه الفلسفي رغم أن الطريق لم تكن مذللة أمامه بحكم المضايقات التي تعرض لها، موردا مجموعة من المواقف والمحطات التي تعرض لها فيلسوف الاخلاق في سبيل إرساء مشروع فلسفي مستقل وتجديدي. وشارك في جلسة الشهادات الملقاة في حق طه عبد الرحمان مجموعة من الاساتذة والباحثين من بينهم أحمد شحلان وحمو النقاري وعبد الجحليل هنوش وعبد الغني ابو العزم وعبد المجيد الصغير الذي خصص شهادته للحديث عن تكوين المشروع الفلسفي الطاهوي. من جهته استرجع مدير مركز مغارب للدراسات مصطفى المرابط قصته في التعرف على الفيلسوف طه عبد الرحمان والذي اكتشفه أول مرة عبر كتابه العمل الديني وتجديد العقل أثناء بحثه عن أفكار متجاوزة للفكر الغربي. وعرف المؤتمر الدولي الذي كان في موضوع "الإبداع الفكري بين النظرة التكاملية للعلوم والمنظور التأثيلي لاستشكال المفاهيم"؛ سبع جلسات علمية ألقى في أولاها طه عبد الرحمان مداخلة أكد فيها على ضرورة ممارسة تفلسف مبدع ومستقل من أجل إنشاء فلسفة إسلامية قادرة على الإجابة عن التحديات المعاصرة والتصدي لما يواجه العالم من أزمات روحية وأخلاقية.وحاول طه أمام جمع كبير من الباحثين والمهتمين من خلال مداخلته التي عنونها ب"الاشتغال بفقه الفلسفة ضرورة علمية لا خيار فكري" (حاول) توضيح المشروع الفكري والتجديدي الذي يشغله منذ بدء مسيرته الفلسفية باعتباره ضرورة علمية. هذا وانتقد طه عبد الرحمان في مداخلته الحرفية التي قال إنها لا تولد إلاالتقليد موضحا أن تحصيل القدرة على الابداع يسوجب ايجاد علم جديد هو علم القول الفلسفي الذي يأخذ ظواهر القول الفلسفي موضوعا له ويتوسل في ذلك التعليل السببي لظواهر القول الفلسفي ودراسة سياقات إنتاج القول الفلسفي. من جهة أخرى أكد رئيس جامعة ابن زهر عمر حلي في افتتاح المؤتمر على المكانة التي يحتلها طه عبد الرحمان باعتباره صاحب مشروع فلسفي تجديدي متكامل، موضحا سعي الجامعة لإحداث قسم للفلسفة إلى جانب الشعب الأخرى المتوفرة. وألقى كل من مستشار المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالمغرب خالد الصمدي ومدير مختبر الترجمة وتكامل المعارف بكلية الآداب بمراكش الدكتور عبد الحميد زاهيد والمشرف على مختبر المجتمع والقيم والتنمية التابع لجامعة ابن زهر الأستاذ حسن بنعبو ومنسق فريق البحث في التعليم والترجمة بكلية الآداب جامعة ابن زهر الأستاذ أحمد كروم؛ كلمات بالمناسبة أعربوا فيها عن القيمة العلمية والفلسفية لفكر طه عبد الرحمان والحاجة إليها في الوقت الراهن. هذا وافتتح المؤتمر الدولي في موضوع "الإبداع الفكري بين النظرة التكاملية للعلوم والمنظور التأثيلي لاستشكال المفاهيم"، والذي نظمه مختبر المجتمع والقيم والتنمية وفريق البحث في التعليم والترجمة بجامعة ابن زهر بأكادير بتعاون مع مختبر الترجمة وتكامل المعارف بجامعة القاضي عياض بمراكش، وشراكة مع استشارية المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالمغرب. هذا وتميز المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من عشرين باحثا واستاذا من المغرب والعالم الإسلامي؛ بحضور الفيلسوف طه عبد الرحمان والمحتفى به في هذه الدورة حيث تمت على مدى يومين مناقشة مختلف جوانب الإنتاج الفلسفي لطه والنبش في المفاهيم والأبعاد التجديدية والتأسيسية التي أصل لها الفيلسوف المغربي. وفيما يلي مقتطفات من أهم ماجاء فيه: