يمكن استنتاج مجموعة من الخاصيات التي تميز الإذاعات الجمعوية عن الإذاعات العمومية أو التجارية، منها "الملكية"، و"الاستقلالية"، و"التمويل"، و"الخصائص التقنية"، و" الموارد البشرية"، و" مشاركة الفئات المستهدفة بالإذاعة". الملكية تخضع الإذاعات الجمعوية في أغلب الدول إلى قوانين وقواعد قانونية مختلفة عن تلك التي يتم تطبيقها على الإذاعات التجارية أو العمومية. ويتم في أغلب الأحيان تبسيط هذه القوانين لاسيما من حيث شروط منح الترخيص ودفاتر التحملات حتى لا تؤدي إلى ثني الراغبين في إحداث إذاعات جماعية عن مسعاهم أو تقصي الجمعيات التي تحمل مشاريع صغيرة في مجال إحداث الإذاعات. وتعود ملكية هذه الإذاعات، من الناحية النظرية، إلى الجماعات التي أنشأت باسمها، غير أنها تعود في الواقع للجمعية التي حصلت على رخصة الملكية باسم الجماعة التي أحدثت من أجلها. وبالتالي، فإن الجماعة هي التي تخول للجمعية بشكل من الأشكال ملكية وتدبير الإذاعة غير أنها تحتفظ بصلاحية متابعة عمل الإذاعة وفقا لمجموعة من الآليات والمساطر التي تقررها الجمعية خلال جمعها العام. الاستقلالية الإذاعة الجمعوية وسيلة إعلامية مستقلة، سواء على مستوى التأسيس،أو البرمجة، أو الخط التحريري أو التسيير، عن السلطات العمومية والاقتصادية والأحزاب السياسية والمؤسسات الدينية على المستوى الوطني والمحلي، فضلا عن استقلالها عن الجهات التي تمولها. ولا تعني هذه الاستقلالية غياب علاقات مع الجهات المذكورة، غير أن "طبيعة هذه العلاقات يجب أن تكون شفافة.. فأمام وجود احتمال المس بهذه الاستقلالية، وهو ما يحدث غالبا عندما يتعلق الأمر بالتمويل، يتم الحرص على تنظيم هذه العلاقات بواسطة اتفاقيات واضحة وشفافة تضمن الطابع غير المتحزب للدعامات الجماعية، من خلال العمل في الإطار الذي يحدده القانون والمبادئ التوجيهية للمحطة. التمويل يجب أن تكون الإذاعات الجمعوية غير ربحية، حيث لا تهدف إلى الحصول على الربح مثل الإذاعات التجارية، بل يجب أن ترتكز جهودها على تحقيق مجموعة من الأهداف الاجتماعية لفائدة الساكنة التي تغطيها. في بعض الأنظمة، يسمح للمحطات الإذاعية بتنظيم بعض الأنشطة المدرة للربح، في نطاق محدود، شرط أن تتم إعادة استثمار الأرباح لفائدة الإذاعة. وبدل أن يكون لها دخل قار من الإعلانات، على غرار وسائل الإعلام العمومية والخاصة، تحدد القوانين الوطنية نسبة المداخيل التي يمكن أن تجنيها هذه الإذاعات من الإعلانات. الخصائص التقنية تتميز الإذاعات الجمعوية كذلك بصغر مساحة مقراتها، وانخفاض تكلفة تجهيزاتها التقنية، بالإضافة إلى محدودية المنطقة التي تغطيها، كما يجب أن تتماشى التكنولوجيات التي تعتمدها هذه الإذاعات مع الظروف الجغرافية، المناخ السائد والظروف الجوية، وغالبا ما يتم اعتماد معدات خفيفة وغير احترافية، ذات مكونات مركبة وغالبا ما يتم اعتماد معدات خفيفة وغير احترافية، ذات مكونات مركبة. الموارد البشرية يشكل المتطوعون النسبة الأكبر ضمن الموارد البشرية للإذاعات الجمعوية. حيث يضطلع هؤلاء بمهام متنوعة داخل المحطة. فبالإضافة إلى أنهم يساهمون في تخفيض مصاريف المحطة، فإنهم يشكلون ترجمة فعلية للالتزام القائم بين الإذاعة والجماعة ويضمنون الحضور الدائم لأفراد الجماعة داخل المحطة. ويمكن للإذاعات اعتماد تشغيل عاملين مؤهلين، وهي مطالبة بوضع سياسة تشغيل تكون غير تمييزية تشجع وتحفز النساء والشباب على الانخراط. ويعتبر توفير التكوين للعاملين والمتطوعين في جميع الجوانب المتعلقة بإدارة الإذاعات أمرا مطلوبا. مشاركة الفئات المستهدفة بالإذاعة تعتبر مشاركة الساكنة في تسيير أعمال المحطة الإذاعية أمرا مهما وأساسيا. فهناك بعض التشريعات التي تفرض على محطات الإذاعة اتخاذ تدابير لتشجيع مشاركة الساكنة في جميع الأعمال التي تقوم بها إدارة الإذاعة، سواء على مستوى البرمجة، أو الإنتاج أو البث، وتعتبر العضوية واحدة من الطرق الرئيسية التي تشجع انخراط ومشاركة الجماعة في أنشطة الإذاعة.