بدأ فجر هذا اليوم العدوان الأمريكي الظالم بعد انتهاء أجل الإنذار الأخير الذي وجهه بوش للعراق قبل ثلاثة أيام هذا الصباح, بعد دخول القوات الأمريكية المنطقة منزوعة السلاح على الحدود العراقية الكويتية. وأشارت صحيفة "الجيروزاليم بوست" في عددها الصادر صباح أمس نقلا عن ضباط سامين في الجيش الصهيوني إن الحرب حتمية, وانطلاقها يبقى مسألة وقت ليس إلا" وأضافت الصحيفة الصهيونية نقلا عن ذات المصدر أن أي تأخير في موعد الحرب سيكون بسبب ظروف طارئة-الظروف الجوية مثلا- ولن يكون بسبب تغيير في الخطة الهجومية" وأبرزت أن الجنود الأمريكيين أصبحوا في أتم الجاهزية لبدء الحرب على العراق, ومن ثم لا يمكن تأجيل الهجوم المقرر عند انتهاء الإنذار الأخير الذي وجهه بوش" هذه التصريحات الصهيونية جاءت متطابقة مع ما أكدته الإدارة الأمريكية التي أوضحت أن قرار بدء الحرب لا يمكن أن يتأجل إلا في حالة عدم ملائمة الظروف الجوية لبدء الهجوم. ووصف البيت الأبيض قرار الرئيس صدام حسين رفض الإنذار الأمريكي ب"الخطأ الأخير لصدام". مبرزة في الوقت ذاته أن "الرئيس بوش كان يتمنى أن يأخذ صدام الإنذار النهائي بجدية و أكبر على أمل تجنب الحرب" هذا وقد ذكرت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية في عددها لصباح أمس أن واشنطن وحلفاءها قد حشدوا عشرات الآلاف من الجنود على الحدود مع العراق المجاهد في إطار الاستعدادات لبدء الهجوم" وأضافت الصحيفة الأمريكية أن هذه القوات مجهزة بأحدث الأسلحة المدمرة, مؤكدة أن واشنطن تستعد لتجربة مئات الأسلحة الجديدة على الشعب العراقي ومن ضمنها قنابل نووية مخففة يصل وزن الواحدة منها إلى حوالي نصف طن من المتفجرات المحظورة دوليا. من جهة أخرى قال قائد عسكري كردي في شمال العراق إن القوات الأمريكية بدأت عملية إنزال واسعة لمعدات تمهيدا لبدء الحرب" وادعى وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أول أمس-فيما اعتبر أمرا مضحكا يبرهن على انهيار الإمبريالية الأمريكية البائسة- إن هناك تحالفا من نحو 45 دولة مؤيدة للقيام بعمل عسكري ضد العراق يفضل ثلثها عدم الإفصاح عن أسمائها" وقال باول للصحافيين "لدينا الآن تحالف بين الدول الراغبة يضم نحو 30 دولة قالت علنا إنها يمكن أن تضم إلى مثل هذه القائمة" وهناك 15 دولة أخرى لا تريد بعد لسبب أو لآخر الإفصاح عن أسمائها علنا لكنها ستدعم التحالف". ووزع المسؤولون الأمريكيون قائمة بالدول التي يقولون إنها جزء من التحالف ومن بينها دول وضعت تحت عنوان حلفاء ما بعد الصراع العسكري وهي أفغانستان وألبانيا واستراليا وأذربيجان وبلغاريا وكولومبيا وجمهورية التشيك والدانمرك والسلفادور وإريتيريا واستو نيا وإثيوبيا وجورجيا والمجر وإيطاليا واليابان" والدول الأخرى بالقائمة هي كوريا الجنوبية ولاتفيا وليتوانيا ومقدونيا وهولندا ونيكاراجوا والفلبين وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وإسبانيا وتركيا والمملكة المتحدة واوزبكستان. وكان رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي قد رفض صباح أمس الإنذار الأميركي الموجه إلى الرئيس صدام حسين، وذلك عند افتتاح الجلسة الطارئة للبرلمان العراقي" وقد بدأ النواب الجلسة بإطلاق هتافات أكدوا فيها تأييدهم للرئيس العراقي. وقال حمادي في كلمته الافتتاحية إن العراق ليس بالبلد الذي يقبل ما قالته الإدارة الأميركية وإن العراقيين يقفون جميعا وراء زعيمهم ومستعدون للدفاع عن أرضهم? وأضاف أن "مصير الغزاة واحد دائما وهو الفشل ولعنة التاريخ" وأكد" أن شعب العراق الذي حمل نوابه في البرلمان المسؤولية بانتخابهم ممثلين له "يقف اليوم صفا واحدا وصوتا واحدا مصوبا بنادقه إلى المعتدين الأميركيين وحلفائهم". أحمد حموش