يميل المغاربة بكثرة إلى تناول الوجبات التي تحتوي على كميات من السكر والملح، وتكاد لا تخلو الأطباق المغربية من هذين العنصرين بل يتم في بعض الأحيان المزج بينهما في طبق واحد، لكن ما لا يدركه كثيرون أن الإفراط في تناول هذين المكونين له تأثيرات سلبية على الصحة. "الملح" و "السكر" يشتركان في اللون لكنهما يختلفان في الطعم وفي النتائج المترتبة على الإفراط في تناولهما، يسميهما المتخصصون في التغذية ب "السموم البيضاء" بالنظر للمخاطر التي يمكن أن تنجم عن تناولهما. فالملح وبالرغم من جوانبه الإيجابية وضرورته للجسم إلا أنه توجد أمور سلبية ينبغي معرفتها للحفاظ على صحة الجسم، فإذا كان الفرد يحتاج في اليوم إلى ما بين 2-3 غرام إلا أنه يلاحظ أن معدلات استهلاكه تصل إلى 18 غرام يوميا، وبالنسبة للمغاربة تشير الدراسات إلى أنهم يتجاوزون الحد المسموح به من الملح يوميا وخصوصا الرجال الذين يتناولون حتى 6 غرامات يوميا من الملح هو ما يتسبب في إرهاق وتعب الكلي ويسبب ضعف في أداء وظيفتهما. ويقول المتخصصون إن أعراض زيادة الملح في الجسم تظهر في شكل توترات عصبية ونفسية وشعور بالقلق والكآبة والضيق، كما يؤدي الإفراط في تناول الملح إلى هشاشة العظام ويرفع الضغط ما يزيد من نسبة الإصابة بالجلطات وأمراض القلب. إلى ذلك، أظهرت دراسة طبية أن تقليل كميات الملح المتناولة في النظام الغذائي اليومي تعني فرصا أقل للإصابة بالأزمات القلبية وضغط الدم المرتفع الذي يعد من أهم العوامل وراء الإصابة بأمراض القلب، موضحة أن خفض كميات الملح المتناولة تنقذ حياة الملايين حول العالم، خاصة من مرضى القلب. وأشارت الأبحاث التي أجريت بالجمعية الطبية البريطانية أن تقليل كميات الملح بمعدل 3 جرامات في النظام الغذائي اليومي للإنسان من شأنه حماية أكثر من 8 آلاف شخص من الوفاة جراء الإصابة بالأزمات القلبية، ونحو12 ألف حالة إصابة بأمراض القلب والشرايين التاجية في بريطانيا سنويا. أما السكر فرغم أن المغاربة لا يستطيعون الاستغناء عنه سواء في الحلويات التقليدية والعصرية وفي كؤوس الشاي كما يدخل ضمن المكونات الأساسية لكثير من الأطعمة، إلا أنه يفضل التقليل منه قدر الإمكان. ويعد الشعب المغربي من الشعوب الأكثر استهلاكا للسكر بمعدل 37 كلغ سنويا للفرد الواحد، وهو استهلاك يفوق بكثير المعدل العالمي الذي يبلغ 20 كلغ للفرد، وحسب الشركة المغربية لصناعة السكر "كوسيمار"، فإن الاستهلاك الوطني للسكر يرتفع خلال شهر رمضان بسبب عادات الأكل الخاصة بهذا الشهر، والأطباق والوجبات الغذائية المتنوعة التي تقدم خلاله والتي تستعمل في غالبيتها كميات هامة من السكر. ويبلغ الاستهلاك السنوي لمادة السكر ما يفوق مليون طن، حيث انتقل من 100 ألف طن سنة 1927 الى 305 ألف طن سنة 1956 ليبلغ 225ر1 مليون طن سنة 2012. وتوصل العلماء اليوم إلى أن السكر مسؤول عن معظم الأمراض القاتلة من بينها أمراض القلب والسكري من النوع الثاني والزهايمر وبعض أنواع السرطان. ومن مضار السكر أنه يسبب البدانة ويؤثر على ضغط الدم وعلى التوازن الهرموني وهشاشة العظام ويضر بالكبد والبشرة كما أن كثرة تناوله تؤدي للإدمان عليه. لذلك يحذر الأطباء من تناول السكريات بكثرة وينصحون بأكل الفواكه التى تحتوي على السكر، مع مراعاة التقنين فى أكل الفاكهة، فيجب تناول ثمرة واحدة خلال اليوم مع عدم الإكثار من تناول العنب والبلح، لاحتوائه على كميات عالية من السكر.